مزامير إخناتون

موقع الكتابة الثقافي uncategorized 15
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

ترجمة عن الهيروغليفية مباشرة: شريف الصيفي

… ثم لاذ الانتهازيون الجشعون بقارب النجاة في آخر لحظة،

تاركين ضحيتهم الأعجوبة يغرق وحده وهو لا يصدق أن إلهه المزعوم قد تخلي عنه حقا..

أما مصر فقد تحملت أخطاء الجميع وتعددت في جسدها الجراح..

العائش في الحقيقة

نجيب محفوظ

مات تحتمس الرابع تاركا خلفه إمبراطورية عظيمة تمتد من النوبة وحتى حدود مملكة ميتاني، ومع تولي امنحتب الثالث الحكم تغيرت السياسة الخارجية المصرية التي كانت تعتمد سياسة الردع المبكر للبدو خارج الحدود المصرية لتأمين حدود الدولة، فأصبحت تعتمد على التحالفات بتعميق العلاقات الدبلوماسية بالمصاهرة وتبادل الهدايا والتحايل وامتدت الرخاوة والوهن للبلاط الملكي وانعكس ذلك على المعتقد الديني السائد في القصر ليشكل تبريرا لحياة الترهل. في هذه الأجواء ولدت الملكة ‘تي’ طفلها الثاني وريث العرش الأمير الشاب ‘أمنحتب الرابع’ في سبعينيات القرن الرابع عشر قبل الميلاد فتشبع بها، وعندما مات امنحتب الثالث تولى الأمير الشاب عرش أجداده وبدلا من إعادة تأمين الإمبراطورية التي كانت تعاني من هجمات البدو بدأ في الدعوة لديانة جديدة بها قدر من التقدم والجرأة في التعامل مع الموروث وقدر أكبر من التعسف والتعصب والأنانية، لإله جديد قديم ‘آتون’ الذي كان معروفا من قبل بوصفه تجسيدا لقرص الشمس فأعلاه على باقي الآلهة، لذلك كان الصدام مع كهنة آمون في طيبة حتمي.

في البداية تركوه يبني لربه كما يشاء في رحاب وتسامح المعبد لكن عندما امتدت يده للنيل من التسامح والتعدد بتدمير تماثيل الآلهة الأخرى منعوه وأجبروه على الرحيل بدون أن يمسوه بالسوء، وبدأ في بناء مدينته الأفلاطونية ‘آخيت آتون’ (أفق أتون) في مصر الوسطي (العمارنة في محافظة المنيا) وشاركه في الحياة بعض من رعاياه.

الإله القرص آتون

نطق الاسم في المصرية ‘إتن’ وتدل على قرص الشمس بدون أن يكون لها أي بعد ديني، وكان من الشائع قبل عصر اخناتون تسمية الشمس ‘إتن ن هرو’ أي قرص النهار، وتسمية القمر ‘إتن ن جرح’ أي قرص الليل، وفي كتاب الموتى ذكر ‘رع الكامن في قرص الشمس’.

ومؤنثها. إتنت أي قرصاية الشمس، ومثناه: إتنوي أي قرصي الشمس إشارة لعيني الملك المتوفى أو إشارة للشمس والقمر، لكن المعني العام بدون ربطه بالشمس أو بالقمر هو قرص سواء كان قرص الشمس أو قرص طعمية. صحيح أنه في عهد امنحتب الثالث والد اخناتون زاد استخدام كلمة ‘أتون’ فقد أطلق على قارب الملكة ‘تي’ لقب آتون يشع وإشارات عديدة تدل على إن القرص كان له مكانة خاصة لدي العائلة المالكة، لكن لا أحد يعرف متي أخذ القرص هذه المكانة، عموما نحن أمام جملة وردت في قصة ‘سنوحي’ في وصف موت الملك

امنمحات الأول: ‘صعد عاليا للسماء واتحد مع القرص”.

ترك اخناتون إله الشمس ‘رع’ الكامن في القرص واختار القرص ليكون إلها للمصريين.

أطلق عليه في البداية اللقب التالي: ‘فليحيا رع حراختي الفرح في الأفق باسمه شو.

واسمه بهذا الشكل يحتوي على ثلاثة أسماء من الآلهة: رع، وحورس الأفقي الذي يجسد شمس الصباح، و’شو’ (النور) ابن رع ويجسد الفضاء بين السماء والأرض.

في العام السادس من حكمه غير امنحتب الرابع اسمه إلي ‘اخناتون وغير هيئة الإله وصوره في صورة قرص الشمس تمتد منها أيادي عديدة تمد الأرض بالحياة، وفي العام الثامن غير لقب الإله إلي: فليحيا رع، سيد الأفقين، الفرح في أفقه باسمه ‘الأب رع’ الذي عاد في صورة آتون.

البعث

انتهت التجربة الاخناتونية والمشروع الديني في طور التكوين مجردا من معالم العقيدة:

فهناك إله واحد يشرق كل يوم وتمتد أذرعه لتمد الأرض والبشر بالحياة ولتأخذ من القرابين المكدسة على المئات من المذابح القربانية التي يعج بها المعبد غير المسقوف بالطبع، وبغروبه في قلب اخناتون يدخل الكون بأحيائه وأمواته عالم الموت حتى يشرق من جديد فتدب الحياة على الأرض.

كانت فكرة الخلود في العالم الآخر والتوحد مع مصير أوزير والعيش في جنته ‘حقول الإيارو’ على ضفاف دلتا نهر النيل هي الفكرة المحورية في الديانة المصرية إلي جانب كونها ضابط أخلاقي، لكن وفقا لتصورات اخناتون كانت أرواح الموتى تشارك البشر الوجود في العالم وعند شروق آتون تصحب الملك ابن الإله وزوجته لمعبد آتون وتبقي هناك حتى المغيب. أما خلاص الروح (با) فهو لم يعد يتم أمام أوزير ومن ثم التوحد معه وإنما يمنحه الملك نفسه في مقابل الولاء به وعبادته، وبهذا التصور ألغي اخناتون كل التصورات القديمة حول العالم السفلي والبعث والخلود في حقول الفردوس الأوزيرية والحساب في محكمة أوزير وبالتالي كل التراث الأدبي والفني الذي بلور هذه التصورات.

اخناتون بين التعدد والتثليث والتوحيد

أغلب الدراسات التي تناولت اخناتون جعلته أول من نادي بالتوحيد. وشطح البعض إلي أبعد من ذلك….

بالتغاضي على تقديسه لإله الشمس ‘رع’ وابنه ‘شو’ وحورس الأفقي بوصفهم تجليات للإله ‘آتون’ واليوريات الحامية (ثعابين الكوبرا المقدسة) التي كانت تزين التاج الملكي والربة ماعت، والتغاضي أيضا على إصراره لإحضار عجل منفيس من هليوبوليس ليدفن في الكوبرا المقدسة) التي كانت تزين التاج الملكي والربة ماعت، والتغاضي أيضا على إصراره لإحضار عجل منفيس من هليوبوليس ليدفن في مدينته الجديدة أو كما يردد دائما ‘مدينة آتون’. سنفترض أنه لم يشرك أي إله في الألوهية بجوار القرص، ورغم ذلك هناك من يزعم أن عقيدة اخناتون لم تكن توحيدية، بل هي محاولة لاستعادة المكانة الإلهية والسلطة المطلقة التي تمتع بها ملوك الدولة القديمة قبل تمرد الفلاحين، والصراع بين العقيدتين الشمسية والأوزيرية والذي قاد للاعتراف بديانة أوزير الشعبية ولمقرطة العالم الآخر. فاستبدل النسق القديم المبني على التوحيد في إطار التعدد الذي كان يتكون من إله أول خالق ومتعال وبجواره عدد من الآلهة تشكل نسيجا متنغما وتقوم بوظائفها لتحقيق رغبة الإله الأب في استقرار النظام الكوني ورغبة الملك في استمرار النظام في المملكة ورغبة البشر في العدل والعيش في سلام. وفي نهاية المطاف يقودهم أوزير للخلاص في العالم الآخر، كان هناك نوع من اقتسام السلطة بين الملك والكهنة، يدعم كل منهما الآخر ويمده بمقومات الاستمرار، استبدل كل ذلك بالثالوث الإلهي (أتون اخناتون نفرتيتي وبناتها) فآتون هو رب اخناتون العالمي أما اخناتون نفسه فهو الابن الإلهي الوحيد لهذا الرب وسيد مصر وربها، أي انه جمع بين السلطتين الدينية والسياسية، ونعتته النصوص ب ‘الإله مقدر الأقدار نهر النيل للبشر الأب والأم، وإليكم مثالا من وصف أحد الموظفين له:

هو الإله الذي يقدر المقادير، صاحب العلامات والمعجزات،

بيده مقادير كل صغيرة والموت والحياة

ومواطن آخر يدعي ‘بنحسي’ يقول في صلاته أمام اخناتون:

أرسل المديح لأعالي السماء، وأصلي لسيد القطرين اخناتون،

رب المقادير واهب الحياة سيد العطايا، نور كل الأرض

من نظرته يحيا الإنسان،

نهر النيل للبشر

ووصل الأمر بعمدة المدينة بأن يسمي نفسه ‘اخناتون خلقني’

أي إننا أمام إله كوني في السماء خاص باخناتون، وإله آخر على الأرض (اخناتون) من يعبده فقد ضمن رضي آتون عنه. ثم يأتي العنصر النسائي في الثالوث زوجته نفرتيتي وبناته منها. وكان غير مسموح للشعب التواصل مع الإله والصلاة إليه مباشرة بل الصلاة للعائلة المقدسة بشكل عام واخناتون بشكل خاص، وهذا يفسر ولع اخناتون بتصوير وعرض تفاصيل حياة أسرته الخاصة كموضوع ديني، ونشرها كأيقونات في المعابد والمنازل. إلي جانب هذه الرسومات مدنا عصر العمارنة بعرض لم يتكرر في تاريخ مصر يصور الإله والملك والرعية في لوحة واحدة: في قمة المثلث الإلهي نجد آتون الذي يمد اذرعه على قاعدة المثلث (اخناتون ونفرتيتي والبنات) وفي الأسفل توجد الرعية تتعبد للعائلة المقدسة. فقط سمح بكتابة مزاميره لآتون على جدران المقابر ولتأكيد مكانته الإلهية جعل الولاء له شرط الخلود في عالم آتون، وفي تقليد جديد وضع اسم الإله في خرطوش بجانب اسمه واسم نفرتيتي تأكيدا على تقارب المكانة.

وهناك إشارة هامة حول مكانة نفرتيتي الملكية والإلهية في تل العمارنة: صورتها إحدى الجداريات في وضع الملك التقليدي وهو يمسك برؤوس أعدائه، وصورت مرة أخرى جالسة على العرش بوصفها الملكة موحدة القطرين. احتلت نفرتيتي مكانة الإلهات الحاميات للمتوفى (إيزيس ونفتيس وسرقت ونايت) ففي مقبرة اخناتون صورت وهي في وضع الربات الحاميات حول جثة زوجها.

الطريف في الموضوع إننا الآن (ربما) نعرف ما لم يعلمه اخناتون في حياته وهو إن الكثير من رعاياه ‘خدوه على قد عقله’ ومارسوا طقوسه وقدسوه بوصفه مليكهم وابن الإله لكنهم سرا مارسوا طقوسهم القديمة وعبدوا الآلهة التي يعرفونها جيدا ‘إيزيس وأوزير وتحوت وبتاح حتى آمون العدو اللدود لاخناتون’.

(فقد وجد في أطلال العمارنة عدد كبير من تماثيل هذه الآلهة مخبأة في المنازل أو مرسومة على الجدران).

وبعد اختفاء اخناتون عام 1338 ق. م تولي مقاليد الحكم في البلاد زوج ابنته ‘سمنخ كارع’ عادت مرة أخرى عبادة آمون على المستوي الرسمي وعادت الترانيم الأمونية تسجل على جدران المعابد والمقابر لكنها هذه المرة تحمل في طياتها آثار التجربة الاخناتونية وأمامنا مثال من مقبرة ‘با واح’ كاتب قرابين آمون في المعبد الجنائزي لسمنح كا رع، مقبرة رقم 139 في غرب طيبة:

‘إنك تشبع ولا تأكل،

وتروي الظمأ ولا تشرب.

آمون، يا حامي الفقراء

أنت أب لليتيم وزوج الأرملة

كم هو جميل النطق باسمك

له طعم الحياة وطعم الخبز في (فم) طفل، هو كرداء للعريان

ورحيق الورود في زمن الدفء

عد لنا مرة أخرى يا سيد الأبدية

سقطت آخيت آتون و ‘العدو’ الذي بها كما نعتته النصوص بعد ذلك لكن بقيت مزامير اخناتون جزء من التراث الثقافي المصري، وتتسرب أصداؤه إلي فلسطين وعند كتابة العهد القديم ينسخ منها عدة فقرات وتضم لمزامير داود وبشكل خاص المزمور رقم 104

 

مزامير اخناتون

وصلنا النص في صيغتين الأولي مختصرة ويسمي النشيد الصغير وصيغة مطولة وهي النشيد الكبير والذي تترجمه من مقبرة ‘إي’ في تل العمارنة والمدون على الجدار الغربي.

Ek Amarna VI,p. 18-19,29- 31, PIXXVII,XII.

صاحب المقبرة أحد أهم المقربين لاخناتون فقد كان مستشاره ويشغل مركز الأب الإلهي وربما كان حميه.

لغة النص ‘نحويا’ هي المصري الوسيط المتأخر وهو إحدى حلقات تطور اللغة المصرية القديمة بين المصري الوسيط الكلاسيكي الذي تبلور في عصر الدولة الوسطي والمصري الحديث الذي تبلور بشكله النهائي في عصر الرعامسة. ومن مقدمة النص نعلم أنها ترانيم لتمجيد الثالوث الإلهي ‘آتون اخناتون نفرتيتي’.

ما بين الأقواس إضافة من المترجم للتوضيح

النص:

(ل) تمجيد ‘رع حورس الأفقي الحي ‘السعيد في الأفق.

باسمه ‘شو’ الكامن في قرص الشمس (1)

فليحيا للأبد!

قرص الشمس الحي العظيم في ‘حب سد’ (2)

رب السماء ورب الأرض،

سيد ‘بيت آتون’ في أخيت أتون

(و) ملك الصعيد والوجه البحري، العائش في الحقيقة، سيد القطرين: ‘نفر خبرو رع وع. ن رع’

‘تجليات رع الجميلة، وحيد رع’

ابن رع الحي، العائش في الحقيقة وسيد التجليات:

‘آخ. ان. آتون (3)

العظيم (طوال سنوات) حياته.

(و) وزوجة الملك العظيمة، التي يحبها (زوجها)

سيدة القطرين: ‘الكمال الجميل لآتون، نفرتيتي’ (4)

لها الحياة والصحة والصبا، دوما وللأبد!

يقال:

‘جميلا تشرق في أفق السماء،

أنت ‘آتون’ الحي، خالق الحياة،

تأتي من الأفق الشرقي تمنح جمالك لكل أرض.

جميل الرؤيا، عظيم ومنير وأنت تعلو فوق كل أرض،

تحتضن أشعتك البلاد للنهاية التي قدرتها

أنت رع (الشمس) عندما تصل لنهاية حدودها (أفقي الشمس) (5)

وتخضعها (البلاد) لابنك المحبوب (منك)

أنت بعيد وشعاعك فوق الأرض،

أنت على وجوههم (البشر) ولا يعرف لك مسار

وعندما تغرب في الأفق الغربي (تصبح) الأرض في ظلام، في حالة موت،

ينام (الناس) بإخفاء الأدمغة في حجرات، لا تري (فيها) الأعين الآخر

يسرق متاعهم من تحت رؤوسهم فإذ هم لا يشعرون.

كل أسد يغادر عرينه، وكل الزواحف التي تلدغ،

المواقد مظلمة (مطفأة) (6)، والأرض في صمت

(لأن) من خلقهم غرب في أفقه.

وتصبح الأرض (نهارا) عندما تشرق في الأفق وتضيء كقرص الشمس في النهار،

تبدد الظلمة، وعندما تنشر أشعتك تبتهج مصر يستيقظ الناس ويقفوا على أقدامهم،

وبعد إيقاظك لهم يغتسلون ويرتدون ملابسهم ويصلون ويمدحون إشراقك.

كل البلد تذهب للعمل، الماشية ترتع برضي في مراعيها.

والأشجار والنباتات تزهو، والطيور تطير من أعشاشها وأجنحتها ترفرف بالمديح لروحك (كا).

وتتقافز الحيوانات البرية على أقدامها.

جميع (الكائنات) الطائرة والهابطة تحيا بشروقك عليها.

تبحر السفن صاعدة مع النهر وهابطة معه بنفس (الوتيرة) لأن كل سبيل مفتوح بنورك.

الأسماك في نهر النيل تتقافز أمامك وأشعتك تتوغل في أعماق البحر (7)

منشىء الأجنة في (أرحام) النساء،

ومن الماء (النطفة) يخلق البشر

محي الطفل في أحشاء أمه، وتوقف بكائه وتهدئه بالرضاعة في رحم الأنثى.

معطي النفس لتبقي على حياة جميع مخلوقاتك.

وعندما يخرج من الرحم (ويبدأ) في التنفس في يوم الميلاد،

تفتح فمه واسعا وتمده بما يحتاجه.

وعندما يصيح الفرخ داخل البيضة فأنت تمده بالهواء داخلها لتبقيه حيا

قدرت له ميعادا لكسر البيضة،

وفي ميعاده يخرج من البيضة يصيح

يخرج منها ماشيا على رجليه

ما أعظم أعمالك الخفية عن الأنظار

الإله الواحد، ليس كمثله شيء

(حرفيا: لا يوجد آخر مثله)

خلقت الأرض وفق رغبتك،

وحدك مع الناس والأنعام وكل ما على الأرض

وكل ما يمشي على قدمين وما في الأعالي يطير بجناحيه،

في البلاد الأجنبية وسوريا والنوبة وأرض مصر،

تعطي لكل مقامه وأنت تسد حاجتهم،

لكل رزقه من الطعام،

تعطي لكل مقامه وأنت تقدر الآجال.

والسنة مختلفة للتخاطب وكذلك أشكالهم وألوانهم مختلفة

(هكذا) ميزت أهل البلاد الأجنبية

خلقت نيلا في العالم السفلي (8).

تجريه وفق مشيئتك لتحفظ أهل مصر (رخيت) (9) أحياء كما خلقتهم جميعا،

فأنت سيدهم وتجهد نفسك من أجلهم.

(أنت) سيد كل أرض تشرق عليها

شمس النهار، عظيم التجلي

تخلق الحياة لكل البلاد البعيدة

أجريت نيلا في السماء ليسقط عليهم (مطرا)

ويتدفق أمواجا على الجبال مثل البحر ليروي حقولهم في قراهم.

عظيمة هي مقاصدك يا سيد الأبدية

خلقت النيل السماوي لأهل الصحراء ولكل غزلان الجبال وكل ما يمشي على أرجل

(لكن) النيل (الحقيقي) يأتي لمصر من العالم السفلي

أشعتك ترضع (تغذي) كل حقل،

شروقك يحيها وتنمو بك (لك).

خلقت الفصول ليتجسد كل خلقك

الشتاء يبردهم (فيأتي) الدفء فيتذوقوا طعمك.

خلقت السماء عالية لتشرق فيها وتري كل صنيعك

أنت الواحد، تشرق في هيئتك ‘أتون الحي’

تشرق،

وتلمع،

بعيدا وقريبا،

تخلق من ذاتك وحدك ملايين الموجودات:

المدن،

القرى،

الحقول،

الطريق والنهر

كل عين تجدك في مواجهتها، لأنك شمس النهار وتعلو فوق الأرض

وعندما تذهب (تغرب) تختفي عينك وقوة الإبصار حتى لا تري نفسك وحيدا بين مخلوقاتك،

لكنك في قلبي،

لا أحد يعرفك إلا ابنك ‘نفر خبرو رع وع ن رع’، وأعلمته بمقاديرك وقوتك.

على زندك تقوم الأرض كما خلقتها،

تحيا بشروقك وتموت بغروبك.

أنت العمر ويحيا المرء بك

تستجم الأعين (برؤية) جمالك حتى مغيبك،

يتوقف العمل بغروبك في العالم الآخر (إمنتت) (10)

وعندما تشرق تدفع الجميع (للعمل) من أجل الملك

(كذلك) الحركة في كل قدم منذ أن خلقت الأرض ورفعتها من أجل:

ابنك، الذي خرج من جسدك، ملك

مقالات من نفس القسم