مدفون

باتريشيا سميث
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

باتريشيا سميث*
ترجمة: عبير الفقي
لا يوجد شيء سوى الطين. تبدو الأرض جافة وثابتة،
لكن أسفلها ثمة عاصفة تطهى. معاول قوية، وصدئة،
تزداد التصاقًا وثقلا مع ما أحمله وأعيد ترتيبه.
التقدم بطيء.

تصيبني الشمس بالجفاف في كثير من الأحيان،
لذا ينبغي عليّ التوقف
لتناول رشفات من الشاي المحلى بالسكر ،
أنفض العرق بعيدًا بأصابعي المتورمة،
أهش بقوة الذباب البطيء الذي يحوم،
بطريقته المعهودة.

وعندما أبدأ من جديد، يكون ثمة إيقاع لذلك،
مثل تكات موسيقى الجاز تجعل فخذي يتحركان.
لقد غزلت ترنيمة نقية للتطير:
اغرز. ادفع. ارفع. اقذف
اغرز. ادفع. ارفع. اقذف
تحترق عضلاتي التي لم تُختبر،
وتطقطق مفاصلي،
ويتسيد النبض على صدري.

توقفت طوال الساعات التالية للاستمتاع بهذا العمل الفذ،
لأتعجب من الطريقة التي سويت بها الأرض،
وكيف كنتُ إلهاً لمدة دقيقة.
لكن الوقت فقط هو ما تحرك.
وكان الأمر كمحاولة الوصول إلى العالم التالي بملعقة.

كان أبني سيضحك قائلا:
أبي، من الأفضل أن تجلس وتشاهد مبارة لكرة القدم.
وكنا سنقضي يوم الأحد في كسل،
وجسده المتكور مستقرا فوق بطني.
لقد كان بحاجة إلى ما كنت عليه وكذلك ما لم أكن عليه.
كان يضحك بلهجتة الطفولية، ويقذف إلى الكرة الناعمة،
يمشي أبطأ حينما أكون بجانبه،
مقتسمًا الخبز الأبيض المنتفخ والجيلي الأرجواني.
كان ينتظرني بصبر بعد حلول الظلام
بينما أنظم أكوام الكتب بحثاً عن قصة،
عن رواد الفضاء أو الجنود، كي أرويها له قبل النوم
أو نستخدم بعض دفقات من الألوان لننهي بها يومه.

لكن كل ليلة، عندما كنت أفتح باب غرفته،
كان كل ما أراه هو
جبل مرتعش من ألعاب سنوبي، وبلوز ، وسكوبي.
وأسفلهم، جسده السعيد بالكاد يتنفس.
ثم تدفع الضحكات أصابع قدمه للظهور.
لأقول حينها جملتي المعهودة: أين أنت؟

اغرز. ادفع. ارفع. اقذف
اغرز. إدادفع. ارفع. اقذف 

مع التراب المستقر عاليًا، يئن كتفي،
وأفكر بصعوبة في تلك الليالي من المعاناة والنحيب.
كم أريد الشعور ثانية بحرارة جسده وتكوره بين ذارعي.

لكن لابد لي من أن أحفر.
_________________
*باتريشيا سميث، كاتبة وشاعرة أمريكية من مواليد 25 يونيو 1955.فاز كتاب سميث الثامن ، ” Incendiary Art ” ، بجائزة Kingsley Tufts Poetry لعام 2018 ، وجائزة NAACP للصور 2018 ، وهي جائزة للكتاب في لوس أنجلوس تايمز لعام 2017 ، وووصلت للتصفيات النهائية لجائزة Pulitzer. حصلت على زمالة غوغنهايم ، منحة الوقف الوطني للفنون ، وفازت مرتين في جائزة Pushcart ، وتعمل سميث بالتدريس في كلية جزيرة ستاتن وفي كلية سييرا نيفادا.

مقالات من نفس القسم