متى قابلت الأفيال؟

موقع الكتابة الثقافي uncategorized 78
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

لا أعرف بالتحديد متى قابلت هذه الأفيال الصغيرة ، التي كُتب عليها أن تظل واقفة حتى لا تتحطم عظام قفصها الصدري ، و أن تظل تسير حتى تحافظ على توازنها ، لا أعلم ، ربما منذ خلقني الله في شبرا العامرة بالناس ، ربما منذ أصابتني لعثمة في النطق و أنا صغيرة فاتسعت النفس لفضيلتي الصمت و المراقبة ، ربما منذ مسني سحر ما جعل الوجوه تحدثني ، و ربما منذ خبرتني الحياة ، أن الرضا مجرد الرضا بمقدار أعلى قليلا من اليأس و لكنه أقل دائما من السعادة هو ما يمكن أن تمنحه لشخصيات أعمالي .

( بصفة عامة نستطيع أن نقول ، أن المحور الأساسي الذي تدور حوله كتابة نجلاء هو الحالة الداخلية للفرد الذي يعاني صراعاً بين الحرية و الضرورة التي تريد أن تقمعه ، فالأساس في هذه الكتابة هو تقديم حالة شعورية أو نفسية داخلية للفرد ، هذه الحميمية في إدراك البشر مع قدرتها على الوصف ، الحقيقة تمتلك قدرة نادرة على الإمساك بالتفاصيل الصغيرة .

                                                    د. سيد البحراوي

                                          معرض الكتاب رقم 29 – 1997)

هل كانت مغامرة ؟

لم أعتبر نشر ” أفيال صغيرة لم تمت بعد ” المجموعة القصصية الأولى لي مغامرة ، فلم يكن عندي شئ أُغامر به ، لا اسم معروف في الوسط الأدبي – رغم فوزي بعدة جوائز – و لا سابق معرفة جدية بيني و بين القارئ ، و لهذا كانت الشجاعة آن ذاك أكبر و التهجم على النشر أعلى ، و كنت قد اعتدت على الاحتفاظ بمجموعة من القصص التي أكتبها في حقيبة يدي ، ربما كنوع من الإئتناس بها ، و كلما قابلت إنساناً أهديته بعضاً منها ، لمجرد المشاركة ففي البدايات تشعر أن الأشجار لابد أن تقرأ لك و ليس فقط الإنسان ، و هكذا قابلت المبدع الكبير ” إبراهيم عبد المجيد ” ذات يوم و دون سابق إنذار أعطيته بعضاً منها .

 

( نجلاء علام كاتبة محجبة الزي ، بعيدة عن صخب الاستعراضات الحداثية و النسوية ، و لكن كتابتها المتميزة في القصة القصيرة ” أفيال صغيرة ” شقت لها مدخلا روائياً شديد الجسارة في تمزيق الأستار و الحجب و كشف المستور عن حياة النساء المصريات .

                                                            إبراهيم فتحي

                                                    جريدة القاهرة – 2004)

شكراً للسيارة

و مرت شهور طويلة لم أقابل فيها أستاذ إبراهيم حتى أسأله عن رأيه في القصص ، و ذات يوم قابلت أحد الأصدقاء الذي أبلغني أن “إبراهيم عبد المجيد” يبحث عني ، فحصلت على رقم تليفونه ، و اتصلت به عصراً في رمضان ، فجاءني صوته مبحوحاً من أثر النوم :

 – نجلاء ، أنتي ادتيني قصص بخط اليد ؟

و أخبرني أنه وضعها في شنطة السيارة عندما أخذها ، ووجدها منذ يومين عندما أراد تنظيف السيارة و ترتيب الشنطة ، و بدأ في قرأتها ووجدها مميزة حسب تعبيره ، و طلب مني حينها مجموعة كاملة للنشر في سلسلة ” كتابات جديدة ” و بعد فترة صدرت “أفيال صغيرة لم تمت بعد” ضمن الدفعة الأولى التي صدرت من هذه السلسلة عام 1996 ، فشكراً للمبدع الكبير ” إبراهيم عبد المجيد ” و شكراً للسيارة الأمينة التي حافظت على القصص ، و شكراً للسمكري الخاص بالسيارة  .

( و تعمد كتابة نجلاء – و هذا سر توفيقها و نضجها السردي عندي – إلى تجسيد موضوعها الأساسي و هو الانكسار و هدر الأحلام الإنسانية البسيطة و المشروعة معا ، من خلال بنيتها الفنية المراوغة قبل موضوعها نفسه ، بحيث يسقط الموضوع إلى قاع السرد ، و يتسربل بتجلياته المختلفة ، بينما تطفو على سطحه تفاصيل الأحداث .

                                                       د. صبري حافظ

                                                   جريدة الخليج – 2007 )

خيوط الحرير

لا أستطيع أن أصف ما أكتبه بالسهولة رغم بساطته ، فليس كل بسيط سهلا ، فالحرير الذي تلمسه بيدك ، فتجده منساباً بسيطاً ناعماً ، هو في الأصل مكون من تركيبه من الخيوط معقدة جداً و محكمة ، كذلك الكتابة عندي ، و خاصة علاقتي بالشخصيات التي أكتبها ، أشعر أن هذه العلاقة نسجتها

   خيوط الحرير الخفية القوية ، عنهم أتحدث هؤلاء الذين فُتنت بهم ، لقد تسربوا داخل الذات حتى لم أستطع أن أقاومهم فخرجوا على الورق ، خرجوا نابضين بالحياة ، و تقدموا و اختفيت .

( و عند نجلاء النص يكتب نفسه بشفافية ، يُعبر عن الموت دون دماء أو غلظة ، يصنع اسطورته الخاصة داخل الواقع ، و يستنطق الكائنات بمنطق المشابهة الخفي ذي السحر الفني ، حيث الكاتبة تتوارى لتترك الحدث و الحالة النفسية لتيار الشعور لمصيرها إذ تلمع أو تنطفئ ، حيث الصمت كالروح الخفية للموسيقى و أصداء الكون .

                                                        منار فتح الباب

                                             ملحق أهرام الجمعة – 1998 )

بنت العصر

أعتقد أن القصة القصيرة بنت عصرها ، و المدون من هذه القصص على مر الزمن و في البلدان المختلفة ، يوضح أن القصة ظلت تعكس و ترصد روح كل عصر مرت به ، طريقة تفكير الإنسان في هذا العصر ، مدى الرفاهة عند هذا الشعب ، الخريطة النفسية لشخصياته المختلفة ، الخصائص المميزة للسلوكيات الجماعية ، الإنسان ظل طوال الوقت وقوداً للقصة القصيرة و منتجاً لها ، إذ استغنت القصة عن عبء الاستطراد و و الامتداد الزمني و كثرة الشخصيات ، فصفت إلى الإنسان و كذلك فعلت قصصي ، لقد تمرنت مع الكتابة فترة طويلة حتى أدركت هذا ، و لعل ” أفيال صغيرة ” ليست أول مجموعة أكتبها ، بل سبقتها مجموعتين كُتبتا أثناء المرحلة الثانوية و الجامعية ، و لكني آثرت التخلص منهما ووضعهما في كشكولين أنيقين تقديراً لهما ، و الاحتفاظ بهما في أحد الأدراج ، كانت الكتابة في تلك الفترة جامحة بلا جماليات تقريباً ، مفعمة بالمشاعر الملتهبة ، ميلودراما غير مبررة ، و كنت أشعر أن الكتابة تقودني و كنت أريد أن أقودها ، فتوقفت لمدة عام ، ثم عدت إليها و أنا أظن – و كل الظن أثم – أنني أسوسها .

( تتماس قصص نجلاء علام مع صيغ الكتابة الجديدة ، تماساً رقيقاً و فاعلاً حيث تتواشج مع البنية التراكمية ، لتؤكد كثيراً حالات تشظي الوعي الإنساني ، و لهذا سوف نلحظ كثيراً من العلاقات المجهولة و المساحات الناقصة ، حيث يمكن للقارئ إعادة ترتيبها في نسق يمكن تمثله و ملأ فراغاته ، ليصبح النص في كل قراءة و كأنه يُكتب من جديد .

                                                        سيد الوكيل

                                               جريدة الرياض – 1998 )

 

جراب الحاوي

القص كجراب الحاوي سيدهشك كيف يتسع إلى كل هذه الحيل ، ووسائل التخفي و البوح ، لذلك يجد كلُ منا شيئاً خاصاً به داخل هذا الجراب ، لقد وضعت يدي داخله فخرجت بالصورة البصرية و المزج بين السرد و الوصف ، باحساس خاص بالزمان و المكان ، و محاولة الاستفادة من خبرات الحياة المعاشة و رصد التحولات النفسية من خلال اهتزازت صغيرة أرصدها بالحركة و لغة بسيطة هي عظم الكتابة ذاتها .

( كتاب نجلاء علام أفيال صغيرة لم تمت بعد ! مفتوح أمامي منذ فترة أُطالع فيه و أتذوق أداء الكاتبة اللغوي المتقن و المتميز ، و تحيلني اللغة المتقنة إلى أبعاد أخرى في هذا الأدب الجديد ذي المعدن الأصيل ، اعتمدت الكاتبة على دقة التركيب و التعبير و تحديد الجملة و احكام تصويبها ، كما اعتمدت على المسكوت عنه أكثر من المُقال ، كل محاولات القراءة لم تقد بصيرتي إلى تفسير حالة الاعجاب بها ، حتى فتح الله على الكاتب ” إبراهيم أصلان ” بتعبير ” بلاغة الحالة ” الذي انفجر معه المعني الحقيقي لمحاولات نجلاء علام .

                                                       علاء الديب

                                           مجلة صباح الخير – 1997 )

الممكنات الجائرات

هكذا سحبتني الكتابة إلى ألوان أخرى ، و انسكب عصير القلب ، و تفرقتُ في سبل الحياة أُصارعها و تُصارعني  و خرجت الممكنات الجائرات بقرونها ، حيث كلما غوت ولوحت بالعطايا جريت ، و بذلت و لكنها ظلت دائما ممكنات .

 عودة إلى الملف

مقالات من نفس القسم