لماذا أعشق فريدا؟

موقع الكتابة الثقافي
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

 

تدوين : الطاهر شرقاوي

عندما كنت أتصفح احدى المجلات، توقفت أمام تلك اللوحة التى احتلت مساحة صفحة كاملة.. كان ذلك ذات صيف بعيد، اتذكر انه كان حارا حتى ان خيوطا من العرق كانت تنسال على وجهى بلا توقف، وسكون تام احاطني، لم يقطعه سوى هديل حمامة بنية تتحرك من حولي..

كانت اللوحة لفتاة تجلس على مقعد، وهى ترتدى زيا كلاسيكيا يعود الى بدايات القرن العشرين.. كان فستانا أبيض، يصل حتى القدمين، بينما تضع يديها على فخذيها، اما نظرات عينيها فكانت تحمل تعبيرا اقرب الى اليقين.. الى الرضا بما يحدث.. بينما يعلو العينين حاجيان كثيفان شبه متصلين.. هل هذا هو ما لفت انتباهى الى تلك اللوحة؟ ربما.. لكن ما توقفت امامه عيناى كان قلبها.. نعم.. قلب فى حجم قبضة اليد بلون أحمر، يبدو ظاهرا من تحت الفستان الابيض، يخرج منه وريد حتى اليدين المرتاحتين فوق الفخذين وهو ينقط دما.. هل ارتعبت او خفت من المشهد؟ هل كانت الفتاة فى طريقها الى الموت؟ هل نظرتها الراضية الهادئة لها علاقة بما يحدث لها؟

اللوحة كانت للفنانة المكسيكية فريدا كاهلو، التى كانت ترسم نفسها فى معظم لوحاتها، ببساطة لانها ونتيجة لحادث ماساوي اقعدها فى البيت، كانت تعرف نفسها اكثر من اى شيء اخر فى العالم، هو الشيء الوحيد المتاكدة من مشاعره واحاسيسه، الشيء الوحيد الصادق فى حياتها..

ذات صبف بعيد، وبجوار حمامة بنية عاشقة تغني لحبيبها الغائب، وقعت فى غرام فريدا كاهلو..

ومع مرور الوقت احسست بمدى قربها مني، هل لهذا علاقة باحلامي التى اتخيل فيها نفسى اننى مكان هذه الفتاة، بينما الدم يتسرب ببطء من جسدى.. وخدر خفيف يسرى على مهل حتى رأسى.. خدر غير مؤلم.. كان اليفا وهادئا وهو يدغدغ جلدي، بينما تبدو على وجهي ابتسامة رضا

 

مقالات من نفس القسم

محمد العنيزي
كتابة
موقع الكتابة

أمطار