لستُ نُوحاً

مصطفى لفطيمي
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

مصطفى لفطيمي

وأنا أحْمِلُ اليابسةَ

على كتفي ،

من شِدَّةِ الرُّطوبَةِ :

صِرْتُ أنْزَعُ قَميصيَ المُلوَّنَ،

وأقذفُ حجراً

في الماءِ،

أرشُّ به على السُّمَّاقِ،

والحَبَقِ،

وصائِدَةِ الفَراشَاتِ

الوَسِيمَة .

 

وأنا أحْملُ المَنازِلَ

والمَقَاهي .

وسورَ المَدْرسَةِ القديمة ، والمَقابِر .

تذكَّرتُ من كان قبلي

يحْملُ الأرضَ

بين المَفاصِل :

هيرودوت ،

وشجرةَ الدُّر .

صامويل بيكيت ،

ولوتريامون .

عبدالله راجع ،

وسعدي يوسف .

 

تذكَّرْتُ صرْخةَ صائدِ السَّلاحِفِ

في الحُقولِ ،

حين اشْتعلتِ النّيرانُ

في الأصابعِ .

و سائقَ العربةِ

الذي يجُرُّ العاصفةَ إلى النَّهْرِ

فتسْبقُهُ السُّيولُ ،

والخُيولُ .

 

تَذكَّرْتُ اليابسةَ

والبحرَ،

والنجمةَ التي كانت تَحُطُّ

على كتفي،

في آخر اللَّيْل .

 

 كُلَّما صفَّرَتِ الريحُ

في القََصَباتِ

بكيتُ أنا،

من فَرْطِ المُلوحةِ

و سَالَ دمٌ غزيرٌ

فوْقَ الرَّصيفِ .

 

أنا مثلاً،

لستُ دييغو ريفيرا

أرْسُمُ بالصَّمْغ :

وجه آدمَ ،

وحوَّاءَ

والتفاحةَ المقضومةَ .

 

أو أرْسمُ بالسُّخامِ :

يداً فارغةً على وشْكِ

أنْ تصيرَ سحابةً .

 

وانا أََحْملُ اليابسةَ

عاريةً

سوى مِنْ عِظامٍ

وبَقايا فاكهةٍ ،

فَكَّرْتُ في كتفي

كَيفَ يَرْفعُ الظِّلالَ

والأشْجارَ،

وأَعْمِدَةَ الكَهْرَباءِ ،

وَبْقَى كتفي .

 

كيف يَحْملُ المُدَنَ

وتَاجَ مَحَلٍّ ،

ويبقى خَفِيفاً

مِثْلَ رِيشَةٍ.

…………

*شاعر من المغرب

مقالات من نفس القسم