كي لا يظن الآخرون بأنني شاعر

موقع الكتابة الثقافي uncategorized
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

  بن يونس ماجن

كي لا يظن الآخرون بأنني شاعر

وحتى لا أدخل في حسابات معقدة معهم

أحرقت كل خربشاتي

وحطمت كل المرايا                                

وسكبت المداد

فوق بياض الورق

وكسرت قلمي

وحال لساني يقول:

لا شيء آخر يهم سوى الشعر

وليس كل شيء يحاكي النثر

 

كي لا يظن الآخرون بأنني شاعر

أكتب قصيدة يابسة

وأخشى أن يسرقها مني السراب

ويمنحها هدية للمطر

وأحمل  العتمة على كتفي

 وأسير بها تحت الأضواء الكاشفة

حيث تحتضر الشمعة النحيفة

التي كانت تسخر من الرماد

وهو يتناسل على مواقد الجمر

 

وأتساءل هل كتابة الشعر عبث؟

وهل تمارين البدايات كفيلة بأن تقدم طوق نجاة

لغارق  في بحر لا يجيد سباحته

وهوما يزال تائها بين القوافي

على خشبة مهترئة

تتأرجح بين امواج وعواصف غاضبة

 

أنا لا أريد قوس قزح يطلع في سمائي

بألوانكم المفضلة

رغم إصرار بعضكم أنني شاعر

فإنني مجرد خدوش على صفحة الماء

ولست غير جندي عجوز أرغم على خوض حروب تافهة  

 وأظل لوحدي أضفر أسلاكا شائكة في حقول ملغمة                     

 

لا تؤخذونني أيها النبلاء على هذا الاعتراف المتطرف

فغواية الشعر أوقعتني في متاهات غير مجدية

بعض الشعراء لا يمتلكون الجرأة امام السباحة في التيار الجارف

تراهم ينبشون في الرمل عن اصداف جوفاء

ويتجاهلون أن هناك قصيدة تنتظر موسما جديدا لفض غشاء بكارتها

كل الشعراء اتهموا بجريمة القتل المتعمدة

إلا أنا فحماقاتي لا يعتبرها قضاة الفراهيدي جريمة متعاقبة

 

مقالات من نفس القسم

خالد السنديوني
يتبعهم الغاوون
خالد السنديوني

بستاني