كيمياء الحب : قصائد للشاعرالسوري مصطفى سعيد

موقع الكتابة الثقافي
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

بيروت : الكتابة

حينما نتكلم عن الشعر ، فلا بد لنا أن نمر على الغزل والعشق والحب ولوعة الشاعر وعذابه في فراق حبيبته، هكذا بني جانب كبير من الشعر، وهو موضوع لا يمكن تجاهله من مواضيع الشعر تفعيلة كان أم حراً قديما كان أم حديثاً.

ديوان « كيمياء الحب « هو الجزء الثالث من سلسلة دواوين الحب , للشاعر السوري « مصطفى سعيد « الصادر عن دار رشاد برس, بيروت, احتوى الديوان على خمس وعشرين قصيدة مع صور فوتوغرافية أخذت معظمها طابع «الفنتازيا» وعلى الرغم من أن الشاعر نوه أن الصور الواردة في الديوان غير احترافية التقطت بهاتفه المحمول في عدة دول كان قد زارها, لكن بدا في بعضها صبغة السريالية التي تكون على صلة بموضوع القصيدة ولو من بعيد, كما نجد أن الشاعر أدرج في مدونته على الشبكة العنكبوتية العديد من القصائد بصوته, القصائد التي تلقى بصوته توحي للوهلة الأولى أنها غير القصائد التي نقرأها في الديوان, يأتي هذا الاختلاف ربما بسبب قلة أو انعدام الأمسيات التي يقدمها الشاعر حتى تحدث المقارنة الذهنية للمتلقي.

ابتدأ الشاعر ديوانه بالإهداء، حيث وضع ديوانه وبكل تواضع بين يدي أدونيس، فارضاً سؤالاً على القارئ: يا ترى هل أراد الشاعر أن يهدي ديوانه الذي لا يتضح فيه أي ولاءٍ لأدونيس أو أي تأثر جلي بأسلوبه , أم ربما لأنها الأيدلوجيات التي بات من الصعب التخلي عنها عند العديد من كتاب هذا العصر, فجاء إهداء الديوان لقامةٍ شعرية لها بصمتها وحضورها، وها نحن نقرأ له مثلاً في قصيدة»اصطكاك أرواحهم» التي أفرط فيها الشاعر جلد الذات العربية:

يا أبتِ

يَرضعون جنونهم

يُشعلون مُشكاة منازلهم بزيتِ الكبود

ورذاذ الأفئدة

وجوهُهم من المطاط

وأجسادُهم من التوباز

يُسقطون أقنعتهم من العلياء بِدويٍّ

في فجوة ضيقة, حفرت لأوطانهم..

يملكون سماءً مقيدةً في الكون العقاري بأسمائهم

غير السموات السبع..

يا أبتِ عن أيِّ ثورةٍ يتحدثونَ..

صدروهم لم تعد تتسع للنياشين

تمثالٌ على رخام مناضدهم

رخامٌ تحت تماثيلهم..

والماكثون عند النواصي..

يتحلونَ بأصابع من بسكويت الشعاراتِ

وزقومٍ محلّى بنعناعٍ بارد

والثياب من ورق

يا أبتِ

لازالوا قادرين أن يجعّدوا الرجال بالعجاج

ويلونوا الفجيعة كيفما شاؤوا

عند النواصي تشخص بهم الشخوصُ

ويتقيئون عصير التوت

يا أبتِ..

اصطكاك أرواحهم..

بانوراما إلهية..

أما في قصيدة «ملامح» فلم يخرج الشاعر عن ذات الإطار, فنجد أن العنوان الذي اختاره الشاعر لديوانه, عنوان إحدى القصائد العابرة في الديوان, فلا يخفى على أي متلقي أنه يمرر بعض الرسائل السياسية من بين السطور المتشبعة بالحب على غرار ما كان يفعل نزار قباني وغيره من الشعراء.

يقول الشاعر أنه جمع في هذا الديوان نصوصا حديثة مع نصوص قديمة للغاية تعود لبداياته في الكتابة, ورغم قِدم بعض النصوص أراد ضمها بين دفتي الديوان ــ حسب قوله ــ لأنه سينقطع مطولاً عن كتابة الشعر, وذلك ما أراد أن يومئ به في نصه الأخير من الديوان:

وداعٌ بلا داعٍ

استعيذوا من هتكِ الكلمة

ويلي

ويلكم

ويلهم

ويلهن

كم أجهضنا كلماتنا

كم أجهدنا ملائكتنا

قريباً من مِتراس الثبات

تخضرُّ الحدبةُ على ظهري

تصبح بلون الرَّسغِ المسندِ على حائطٍ ناري

اسمعني – ألا ترى أنه لم يعد هنالك أيّة حجرة هاتف تختبئ في الظلّ الباردِ..

لم يعد هنالك أيّة ذكرى- عندما تلامسُ الأقدامُ التعب المزاحِ عن مكانهِ.

مقالات من نفس القسم