كيف قفزت إلى أعلى.. فتاة مثل الجمبري، وتتحدث كالضفدع

موقع الكتابة الثقافي
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

كيف تصنعينها بنفسك. جميلة وتصدق نفسها حتى تصبح حقيقية. لن تصنعي هذه المرة لعبة، بل طفلة، وستخرج هذه الطفلة من داخلك. تصبحين جميلة حينما تصدقين نفسك، كما فعلت مولي.

حكاية مولي البنت الصغيرة جدًا، والتي تكون أطول من كلبها قليلاً، أسنانها بارزة، وتبدو مختلفة عن الآخرين. ما الذي تحسه مولي حين تجد نفسها صغيرة جدًا في الدنيا ومعرضة للسخرية من الأطفال الآخرين؟ ستجد في البداية شخصا يحبها جدًا وهو جدتها، التي تعطيها نصائح، تصدقها مولي فتغير حياتها. تقول لها جدتها: “امش فخورة قدر استطاعتك، وسينظر العالم لأعلى لك”. وتفعل ذلك مولي. ثم تنصحها من جديد جدتها: “ابتسامة كبيرة، وسيبتسم العالم بجانبك دائمًا”.

هذا هو كتاب “تقف طويلة القامة، مولي لو ميلون”، للكاتبة باتي لوفيل. يخبرنا الكتاب ما معناه أن إيماننا الداخلي بأنفسنا أهم كثيرًا من شكلنا الخارجي. والبطل هنا ليس مجرد حدوتة، لكن البطل فكرة ومقولة، ونصائح تصنع مولي جديدة.. مولي لا يهمها أنها صغيرة جدًا في هذا العالم.

كانت هذه هي بداية مولي لتصدق نفسها، لكنها ستدخل مع جدتها في كتب أخرى، يبحثان من جديد تحت فكرة اصنعها بنفسك، فيأتي كتاب “احصل على المرح، مولي لو ميلون”، والذي تخبر الجدة فيه مولي أنه قديمًا لم يكن لديها محلات للألعاب، لكنها كانت تصنع لنفسها الألعاب بالأوراق والورود وأوراق الشجر المتاحة، وتخبرها: “أفضل شيء للعب معه هو الخيال الضخم”.

ستكون مولي في الحكايات هي رمز لكل شخص يريد أن يحصل على أشياء جميلة مختبئة بداخله، ورمز للشخص الذي يصدق نفسه، ولا يسمح للآخرين بأن يرسموا له كيف يرى نفسه. والرسام ديفيد كاترو أستطاع أن يراها من الحكايات ويرسمها لنا بنتا جذابة رغم اختلافها، ومحبة للحياة وسعيدة، حتى لو كانت قصيرة وصغيرة جدًا، وصوتها مثل الضفدعة ويسميها أحد الأولاد في المدرسة التي انتقلت لها في المدينة الجديدة بأنها مثل الجمبري.

يقدم الرسام ديفيد كاترو رسومات حيوية جدًا، كأنها صور لفيلم متحرك، كما إنها صور مليئة بالتفاصيل، فمولي تقف في حجرتها بمنتصف الصورة أمام النافذة المفتوحة، بينما يطير الهواء الستائر.اسمها مكتوب على السرير، وسلم خشبي طويل على حافة السرير، وكتاب عن العناكب على الأرض، وفي الجانب الآخر جزء من قطة، كمية كبيرة من التفاصيل تمنح الطفل الإحساس بالحياة.

ومنحنا الرسام ديفيد كاترو أغلفة معبرة ومبتكرة في حكايات مولي، فالكتاب الأول حول إيمانها بنفسها كان غلافه لمولي وهي تقف وظلها على الأرض أطول منها، ما يعني أن الأثر الذي تتركه أكبر منها وهذا هو المهم. والكتاب الثاني عن اللعب التي تصنعها بنفسها بالموارد المتاحة، كان غلافه عبارة عن روبوت مكوَّن من ملعقة وشوكة وعلبة وصفيح وسيارة صغيرة. واعتمد الرسام على اللون الأخضر والأصفر، ربما لأنها الوان الشمس والشجر، وهي الألوان الغالبة على الطبيعة، ليرمز لنا الرسام بفكرة ألوان الطبيعة، أن هؤلاء الأشخاص الذين يبدون مختلفين هم أيضًا جزء من الطبيعة. وكما نتقبل الشجر بأشكاله وظهور واختفاء الشمس، علينا تقبل الناس في كل مظاهرهم، وهم طوال أو حتى قصيري القامة جدًا.

 

الكتاب: “تقف طويلة القامة، مولي لو ميلون”، 2001 “

 احصلِ على المرح، مولي لو ميلون”، 2012

المؤلف: باتي لوفيل

مقالات من نفس القسم