كيف تعلمت الكتابة

كيف تعلمت الكتابة
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

من منا لا يملك ذكرياته الخاصة عن أول خط، عن تلك الحروف التى ترقص فوق السطور فرحة بطفل يحاول أن يخط كلماته الأولى في دفتر لا ينسى، قد تقف لساعات في مكتبة كى تختار مع والدك قلماً طويلاً ينتهى بفيل راقص، وممحاة تفوح منها رائحة الفواكه. كحلم رقيق ملون تستطيع أن ترى يد طفل صغير يحاول أن يرسم حروفاً وعينين تتحرك مع ما يكتبه بكل شغف، ذلك الطفل أنت !. 

في كتاب ” كيف تعلمت الكتابة” تستعيد المؤلفة “نسرين عجيل” تلك الذكريات و تضيف إليها “فرح نعمة” بالرسوم ذكرياتها الخاصة عن قلمها، فتقوم برسم . ليس أدوات الكتابة ما تتذكر، بل أيضاً الأشخاص الذين قدموا تلك الأدوات لتصبح القصة أكثر حميمية، فالأشخاص يضيفون من روحهم للأشياء عندما يقدمونها لكيلا يقوى النسيان على سرقة الذكريات.  فيقدم لها والدها دفتراً غلافه أحمر سميك وورقه أملس ناعم . فتظهر الفتاة مستمتعة بملمس الأوراق تقلبها باصابعها الصغيرة وتنعس بين صفحاته فتذكر لنا رائحته.

وذلك القلم الطويل، الطويل جدا – الذي أحضره عمها معه من رومانيا- ، منتهيا بشرابة حمراء وله لون قوس قزح . فتتذكر ذلك المساء الشتوى الذي سطرت فيه خطها الأول، فتقول لها أختها: “ها أنت قد كتبتِ السماء والأرض” . فيجلسان على الخط ينظرنا للبعيد البعيد.

يقدم لنا النص تلك الذكريات بطريقة شاعرية يظهر فيها شغف الفتاة للكتابة واستمتاعها بالنظر لأدواتها . تؤكد على ذلك  الرسوم التى اعتمدت بشكل أساسي على ألوان مائية حالمة وتأثيرات القلم الرصاص الرقيقة متخذة اشكالا دائرية صغيرة على أوراق تقترب من لون دفتر قديم ليحمل لنا ذكريات وليقترب أكثر من دفتر الذكرى اخذ الغلاف لونه الأحمر، وليكتب النص أيضا بخط اليد بقلم رصاص، فتحمل لنا الذكرى “الكتاب والقلم “وسط ذلك الحلم بالوان زاهية استثنائية .. فهل ترى ذلك الحلم ؟

 

ريفيو:

نسرين عجيل: مدرسة وأمينة مكتبة راوية وقارئة قصص أطفال تعمل في ميدان أدب الطفل منذ أكثر من اثنتي عشرة سنة .

فرح نعمة: رسامة قصص أطفال ، ماجستير في الرسم في الأكاديمية اللبنانية للفنون الجميلة .

 

“كيف تعلمت الكتابة” صادر عن دار سمير ، آب 2009 – لبنان، اختير ضمن قائمة الشرف – مائة كتاب وكتاب ، البرنامج الاقليمي لادب اللأطفال العربي 2010 

مقالات من نفس القسم