قمرٌ فى الرعاية الحرجة

موقع الكتابة الثقافي writers
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

القاسم موسى

يا قبتي السوداء:

ليلٌ وقنديل

ونخلةٌ نائمة

تحلمُ أن الشجر يمشي

والناس واقفون

منزرعين

فى جنبات الحدائق

كتماثيل العساكر

تأملتهم الأغصان عن قرب

وللمرة الأولي

نامت تحت سيقانهم

لكي تجرب الوحدة

بعد حلم قيلولة

وأن يكون للمرء ساقان

بدلًا من جذامير

 

ربة الفراغ لا تبالي بالظل

قالت لأقرانها

حين لمَستُه

أن لحاءه كجلد ثمرة

نضجت قبيل موسمها

وتلمع

فى الضوء

وأنه الوحيد ربما

من له مثلنا قامة

كما وأن انظروا:

وجوههم جميلة

محبوبة

لكل الكائنات

 

***

 

يا قبتي الخضراء

من ليل وشجر

وبركان حزن خامل

دفنت فيه تحت ساق الليل

غربتي أنا وأحزاني

طيرتُ قلبي

ثم ألقيتُ مع هواء الليل

فمي وحنجرتي

خاطري وكبدي ولحم روحي

لعلهم أن يعودوا

وقد تطهروا بالبعد

ربة الظل لا تبالي بالرياح

 

قالت الشجرة

التي طالما سكنت ضفة النهر

السمكة الميتة

تفتح عينها فى وجه صيادها

ذلك أنها ميتة

وأن عينها -علي الأرجح-

لا تري

تحت ساق الليل

أعوي

و نظرةُ أسيً كلبية

هي كل ماتبقي لديه من حنان

ذلك الذي كان

يومًا

امرأة

نبعان من حليب وخمر بين ساقيها

ضحكتها تموّج الأحشاء

ومدارات زحل عند خصريها

ترهن قلبك فداء ساعات

ولا تتعجل رجوعه

 

أين ذلك الليل مني؟

وأواخر بناتي

تقتلنا الرغبة

قبل أن يميتنا اليأس

 

والآن

ألمح

من شباك ليل أجش

ومشعر

قمرا تنبت لحيته

ويجف وجهه يذبل

فوق فكه المستدير

الذي خلقه الله

دون ضروس وقواطع

ودون أنياب

يستشير طبيبًا

ويفكر فى تعاطي الاستروجين

بالجرعات المعقولة

التي تأخذك إلي السم

ببطئ المشنقة

 

– بالله عليك أيها الطبيب

أعطني وجهي الأمرد

وغمازتيّ

وخذ ماتبقي من غبار النجوم

علي جبهتي

رد إلي غابة الأطفال

ومقعدي فوق النخيل

وخذ من الشمس

أتعاب ألفي عام

تؤمن حياتك –

 

وعلي باب غرفة الاستقبال

وقف الشاعر

والصيدلي والطبيب

ومحوجوا التوابل والعطارون

وأخصائيو التجميل

الطبيب استُدعي من أجل الهرمونات

هذا خبير فى الجسد

وينكر أي علاقة بينهما

وبين موضوع الروح

علي الأقل فى المقابلات الرسمية

وأما الشاعر ، فإن وزير الثقافة

اقترح ندبه مع اللجنة

بوصفه : -خبيرًا بالخبرة-

فى شؤون القمر وأحواله

 

وأما مروجوا العطارات

وتجار الأدوية

ومنتجي الاكاذيب

، فكانوا مثل علماء نفس نازيين

ومخبرين سريين

لحساب

أقبية وسفن

لا اسم لها

يجسون نبض الناس

قبل أن يبيعوهم

العقار الذي خف علي يديه القمر

من جرثومة السماء القاتلة

 

و أخصائيوا التجميل

يعملون علي تصميمات مختلفة

أنوف وشفاه

وجنات يختار منها العميل

قبل إجراء الجراحة

 

وأما المتظاهرون عند بوابة المستشفي

أطلوا كالعصافير من بين الأعمدة الحديدية

متطلعين لخبر ما

والذين يطالبون

بالكشف عن الحقيقة

فى موضوع القمر

قبل حلول هذا المساء

 

وقد اندس وسطهم طبعا :

محرروا الصحف اليومية

وعملاء الأجهزة الأمنية

والذين يتنكرون أحيانًا

فى هيئة صانعي شاي

أو بائعي حشيش ٍ فضلاء

 

ثم رعايا فورد

الأمويين

و مرتزقة كلينتون

العباسيين

أو شيعة ترمب

الخوارج

 

وبعض الباعة الجائلين

وفنان غجري يحاول ارتجال لحن

متناغم مع الهتافات

التي أطلقتها

قلة من الشيوعيين

يحاولون الاختفاء فرادي

مثل أصحاب الكهف

 

والشعراء الذين لازالوا لا يجيدون القراءة؟!

ماذا نقول لله؛ أن الحبر نفد؟

 

ثم نتبجح بكلمات هنا أو هنا

قرأناها صدفة

فى صحيفة

الراكب المجاور فى القطار

 

وبينما هالقمر

خلف الزجاج :

متخم

ومحترق

وحمضي

وجننتاه

ضاريتان

ومقلتاه

كادت الموجات تحتها

تتفجّر زرقة

مطبقًا فمه

علي ماتبقي

من

ضوء

فى داخله

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

شاعر مصري

مقالات من نفس القسم