قصص قصيرة جدا

ناصر الحلواني
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

ناصر الحلواني

رجوع

بعد زمان من البعد عاد، استقبلوه كغائب مهزوم بوحدته، قدموا له كأس ماء ليرطب جفاف غربته، جعلوا له مقعدا مميزا في أقصى عالمهم، ثم دفعوه عن ذاكرتهم.

*
فرار

ركض عنهم، وهو يخبئ عقله، وفي طريق فراره نثر جنونه؛ كي لا يقدروا على اقتفاء أثره.

*
تجربة حياة

قرر أن يموت ليوم واحد، كممارسة مؤقتة لليأس.
تسابق الناشرون إلى كتبه، رسَّمتْه الصحافة على فنه فريدا موهوبا، تحددت الليالي في محبته شهورا، وانهمرت المراثي حزنا على فقده، فقرر أن يواصل موته، ليبقى.

*
غابة وحيدة

غابت السُّحب، ساد الجفاف في البِركِ، واحتدمت ريحٌ طاغية، فتقصفت الأعشاب اليابسة، وانطرحت الأعشاش عن أشجارها، واضطربت الكائنات إلى كل جهات الدنيا، ووحيدة، كانت الغابة، تحترق.

*
طيور

طيور هائمة، بريشها البارد، بحبات عيونها، تنقر السحب العابرة، وحوائط البيوت المالحة، لأجل رزقها، وفي ليلها، على ناصية الطريق، لا تجد غير شجرة وحيدة، تدسُّ فيها جوعَها، وتنام.

*
دفء

في أمسيات الشتاء الصارمة، يترك نافذته مفتوحة، لبعض السحابات المنسلَّة من برودة غيماتها، إلى دفء بيته الصغير.

*
غرام

في الجانب الغربي من البحر، أطالت الشمس وقوفها، تنتظر، وأذرع نورها تمتد جهة الشرق، الآخذ في الإظلام، إلا حيث كانت، تتمدد فوق الشاطئ، ساطعةً، تتحمم بالنور.

*
وَلِيف

اليوم، كانت المرة الأولى التي يخطئ فيها العصفور طريق عودته إلى عُشه. أمس، ماتت وليفته.

*
بث حي

فتح التلفاز، امتلأت الغرفة بالجثث المتساقطة والدخان الحارق، هُرع إلى الباب، ركض خارجا، استقرت الطلقة الصامتة في رأسه، وفي المنزل المجاور، فتح جاره التلفاز، وبين الأجساد المتساقطة كانت جثته.

*
ألوان

انتهى المهرج من فقرته، عاد إلى حجرة الملابس، نفض عن أذنيه ركام الضحكات التي أُلقيت عليه، بدَّل وجهه، وملابسه، وحمل جراب أحزانه وخرج.

مقالات من نفس القسم

موقع الكتابة الثقافي uncategorized 12
تراب الحكايات
عبد الرحمن أقريش

المجنون