قصائد

فتحي مهذب
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

فتحي مهذب

مطرزات لوقيانوس السميساطي

أسخر كثيرا من مشية الغراب

داخل عمودي الفقري.

أسخر من أسلحة العميان في الباحة المظلمة.

من الأمس العالق في المرتفع الصخري.

من حتميات الطبيعة البائسة.

من الفلاسفة الذين ماتوا مختنقين بأحبال الأسئلة.

من مؤخرة قائد الأوركسترا في مركب نوح.

من كذبة الوجود الكبرى.

من براهين الأنبياء الجدد.

من جوهر الظل الفاني.

من الرب الذي يرشقنا بالسهام والهيولى.

من الظلمة التي تلتهم القطعان الوديعة.

من قرقعة عجلات الصيرورة في الحرب.

من النورس السكران في بحة الغرسونة.

وهي تجر عيون الحرفاء

إلى نهديها الثرثارين.

من قيامة ضحاياي داخل معتقلات النص.

من هروب النقاد ليلا في عربة نقل الأموات.

مسلحين بالنعوش واللامعنى.

من القماط وعرق الأم البارد.

من  طريقة موتي العبثي في قبو مهجور.

من صوت البومة الضرير.

من ثعابين النسوة في المبغى.

من فواكه الجسد المغشوشة.

من الأقزام والعيارين والمناطقة.

من شراسة زيزان الحقيقة.

من رقصة الليل والنهار في الكازينو.

من الهاوية التي تبتسم للمارة النائمين.

من صفير الباص أمام باب المقبرة.

من نباح المتناقضات تحت جلدي المغضن.

من مناداة الحمامة لي كل يوم :

لا تصح يا شقي.

*

   متواليات

ها هو يفتح النار على حواسه التي تنبح

مثل كلاب الصيد..

 

لأنسى هول الحرب.

أشرب الخمر وأكل لحم الخيول النافقة..

أرقص مثل جرذ سيء السمعة..

ومن حين إلى آخر

أطلق قذائف وطوربيدات نحو

سفينة رأسي..

رأسي المليئة بأعداء سريين..

محاربين قدامى يدقون الطبول

في ساحة المخيلة .

 

** لا ماء في الجرن

أحرك الريح بريشة هدهد..

وأغني لفخامة هاوياتي..

ولفرط فصاحة الموت..

أغزل ضفائر اللامعنى.

أكتب بحبر الأخطبوط..

سيرة النائم على صهوة الأفعى..

أعتني جيدا بأظافر الباب.

واعدا كل غابة بضربة شمس

ليكون النسيان سيد الأمكنة ..

لأكون حجة على المراكب الغامضة.

عينا ثاقبة لحركات النجوم ..

وصعود الأشياء في النقصان .

 

** السيف الذي يبكي

ويهطل بالصلوات..

الرأس المقطوعة

التي تنادي باسم السهروردي..

العين الضريرة

التي تخطف الأزهار الجميلة

من آنية اللمس..

التي تتسمع حفيف الروح

في الأمكنة المعتمة..

اليد التي تألمت كثيرا

من رصاصة وحيد القرن..

التي انطلقت كمنجات كسورها بالبكاء..

اليد القديسة المباركة التي تلعب بحبال الجاذبية ..

الطاولة الصبورة.

التي تحملت كثيرا هذيان الصحون

والملاعق..

أراجيح مرافقنا العبثية..

سهام العابرين..

المصباح الذي يتمتم بمرارة..

لا ذنب لي أيها الضرير

الغاطس في سيمياء السهو .

*

بركات الذئبة

بعد طرد روحها الجريحة بمكنسة..

بعد موتها الكوميدي الأسود..

وهروب الأب على (دراجة رملية)

إلى مرتفعات الجنون..

مخلفين حفرا عميقة في كلماتنا ..

كيسا مليئا بوعود زائفة..

شجرة وحيدة تتكلم مع ظلها في المساء..

حمامة مطوقة تحمل بريد العائلة المنكسرة إلى الله ..

مرآة كبرى لاستقبال رواد فضاء..

كائنات مرآوية لقنص كوابيس الحديقة..

صرنا غريبن أنا وأخي الأحدب الضحاك ..

ومن شدة الوحشة كنت أعوي..

لعل عروس البحر ترق لحالنا

فتجيء في مركب ذهبي..

إلى حجرتنا الصغيرة..

لعل الله يسحبنا بأحبال شفيفة

إلى عرشه ويمنحنا الفرحة والغفران..

غير أن ذئبة شقراء فاجأتنا..

ذات ليلة موحشة جدا..

صارت ترضع شقيقي الأصغر

وتسمعه فواصل موسيقية

لينام مرفودا بنور البركات..

تملأ بيتنا بفواكة نادرة جدا

شرائح لحم الغزلان..

وفي أولى خطوات الفجر

تتبخر مثل ضباب عابر..

تاركة عطر الغابة على الكنبة..

لما إستوينا على سوقنا

إختفت في صقيع البراري..

تبارك إسمك يا أمنا الذئبة

وقدس سرك الأبدي .

*

سأطارد مزهريات القديسة

من الآن فصاعدا

سأنكل بالذئب الذي يعوي في حديقة رأسي.

سأحرض المومسات لرشقه بالحجارة

وأحذية رواد الفضاء.

سأعتقل الموت مثل جاسوس نازي.

سأعين عزرائيل ملكا في مبغى.

وأحول عربات الأموات بيوتا للدعارة والموسيقى.

سأرتدي قبعة المستحيل

وألعب بالأزمنة مثل بهلوان.

من الآن فصاعدا

سأدحض حجج العميان.

وأدع اللاوعي يتكلم بفصاحة

حاملا مصابيح من الذهب الخالص.

سأكذب رسول الوعي.

متهما غيمته الواقعية بالهرطقة.

سأحمل خمسين ألف إمرأة في قارب فرعوني.

سأقيم مدينتي الأبدية.

وتكون النساء ملاذي الأخير.

من الآن فصاعدا

سأسحب النهار من العالم.

لأنه سام جدا وغير جدير بأحلام الشعراء.

وأقول لليل : أنت حبيبي وأخي الروحي الأبهى.

أنت الراعي المدهش لنوراس مخيلتي.

 

مقالات من نفس القسم

خالد السنديوني
يتبعهم الغاوون
خالد السنديوني

بستاني