قصائد من ديوان “العالم يغني”

قصائد من ديوان "العالم يغني"
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

" ش عـ ر"

لم يكن لتلك الأحرف الثلاثة  الخرقاء

التي بقيت بعد خلق العالم

أي علاقة ببعضها إلا انها خرجت بصعوبة من فم الإله،

مما أثار غضبه

فحكم عليها أن تنزل الى بركة الوهم وتبقى فيها إلى الأبد

ولأنها ولسبب مجهول تجيد التحايل

فقد جاء من يقول إنها فراشة

وقال عابر إنها سمكة

وقال خبير  محقق إنها  طائر وقع من السماء

وقال آخر مشهود له بالعلم  إنها دودة خطرة

إذا لدغت الجد نزف أنف الحفيد

وقال آخر هي  خدعة رخيصة

أما الشاعر فلم يتحدث

بل فوجئ به الجميع

يقفز الى  البركة بكامل ملابسه .

 

ضال

مع البيت الاول

تأتي ابتسامة باهتة

لا يلحظها  بعض من يجالسونك

ويلومك عليها البعض الاخر

 

مع القصائد الاولى

تأتي مشاكل بسيطة في العمل

 

مع الديوان الاول

تكون أنت الكائن الوحيد الذي نصب فخاً لنفسه

فلا أنت حيوان ولا إنسان ،

 

تصل الى الاعمال الكاملة

التي هي بمثابة رسالة مطولة

تغنيك عن ان  تطرق ابواب البيوت

كي تخبر من بداخلها

 برغبة ملحة

انه لم يعد هناك  اي أمل .

 

إرث

أورّث ابني عيوبي وأظل الومه

يغضب قليلا  ثم يعود

ننحدر من عائلة  تجيد تسديد النظرات

وتفتقد لمهارات اليدين

برئنا من ذلك مؤخرا

بأن نحتنا على باب البيت الكبير رسالة شكر

 للرجل الذي جعل  للبنطال جيوبا .

 

أريكة

الأريكة

الأريكة المنخفضة قليلا

التي لا تحس بالخجل من  آثار الجلوس الطويل

التي تواجه التلفاز وتظن أنه العالم

التي تجذب أنظار  أي زائر

دونا عن الارائك الاخرى

سواء وهو  قادم أو عندما يقرر الرحيل

يجلس عليها صاحبها …. واحيانا ينام

التي تجاور النافذة حيث يمكن رؤية شجرة تحتشد عليها العصافير

—————

كل رجل وحيد لديه أريكة مثلها .

 

سائق الميكروباص المرح

 

إلى ساحة  قريتنا

حيث تتقافز  كلاب الحي مع طيور السماء

وصل ميكروباص

فهربت كلاب الحي  وهربت طيور السماء،

 

ميكروباص يقل مهاجرين عتاة

على وجوهم حزن كبير، على وجوهم حرص اكبر

على الاشياء  السخيفة التي باعوا اعمارهم من اجلها،

 

بنظراتهم المتجمدة بين الماضي والمستقبل

كانوا يتابعون مرور الوقت في ساعات ثمينة

لمعانها  يخطف الابصار

لذا قلة من الناس تعرفت عليهم

 

ليست الغربة من كسرت ظهورهم بل الخبر التالي

سائق الميكروباص المرح، المهووس بالمطربين الجنائيين  

كما هو مهووس بالثرثرة

سوف يعود بأبنائهم  إلى المطار في مقاولة واحدة

 

لا ينافس أغانيه المزعجة إلا صوت ضحكاته العالية

طوال الطريق وبعد كل نكتة يرويها 

يتساءل وهو يضحك، لماذا لا يضحك أحد؟

 

في موسم الهجرة الطويل  وعلى الطرق السريعة

يمكن أن تسمع ضحكاته وأغانيه

 لا شىء آخر  أكثر إزعاجاً

لاشىء مثله يشبه القدر .

 

 

مقالات من نفس القسم