في محبة “رافاييلا كارا”

موقع الكتابة الثقافي uncategorized 28
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

وسام الدويك

لم أكن أفهم كلمة واحدة مما تقول، لكنني أحببت..رافاييلا كارا Raffaella Carra

ذلك المراهق الذي كنتُه ذات يوم، عشق صوتها وجمالها المتفرد ورقصها الجنوني، شعرها الذهبي القصير عندما كانت تغني وهي تعطينا ظهرها من آن لآخر على شاشة التليفزيون المصري ذي القناتين المسكينتين في ثمانينيات القرن الماضي.

فتحة فستانها التي تظهر جزءا لا بأس به من فخذها النحيل، حين تقذف برأسها إلى الوراء، فتتناثر خصلات شعرها الذي سرعان ما يعود إلى مكانه بعد لحظات، تكون خلالها نبضات قلبي قد اضطربت تماما.

فستانها اللامع الذي يشف في مناطق عدة منه عن مساحات من جسدها النشط، عيناها الواسعتان الكحيلتان اللتان توهمت عمرا طويلا أنها تنظر إلي وحدي بهما.

كان اللحن أكثر ما حفظت بالطبع، مختلطا بكلمة هنا أو هناك ربما التقطت حروفها من بين شفتي فمها الواسع، وأسنانها لامعة البياض المبتسمة دوما.. يتعلق الوصف هنا بأغنية بعينها هي (En el amor todo es empezar) في نسختها الأسبانية.. ذهبت إلى صديق الملايين “جوجل” فأجابني أنها تعني: “في الحب.. البداية هي كل شئ”.

 عشقت الأغنية وعشقت صاحبتها لعقود، الآن تتوافر كل ذكرياتنا على الموقع العبقري “يوتيوب”، الذي من محاسنه وربما من مساوئه أيضا، مساواة كل شئ بكل شئ.

وجهها النحيل، الذي جعلني أتساءل طويلا لماذا لم “تتغذ” “رافاييللا” جيدا حتى “يمتلئ” هذا الوجه، هو ليس من النوع الذي يجذبني كرجل يهوى الممتلئات قليلا، لكنني أحببته على كل حال، وأحببت نوع جمالها وتلك الراحة التي كانت ولا تزال تسري في بدني وروحي، حين أطل على ملامح ذلك الوجه المليح، والتي لم أعرف يوما من أين كانت تجئ؟

هي ليست “فاقعة” الجمال، لكنها جميلة، جذابة، “شقية” كما نقول، تنضح بالحيوية، أو هكذا أرى. ورغم كل ذلك، لكم أن تتخيلوا أن “رافايللا” لم تكن فتاة أحلامي يوما، لكنني طالما تمنيت مراقصاتها على إيقاع تلك الأغنية، التي حفظت إيقاعها ونغماتها على مدى عمري.

لكن ترى ماذا كنت سأفعل حيال هذا الرقص الثائر وذلك الجسد الفائر؟ هل كنت أرقص مثلها متباعدا عنها؟ أم كنت سأحوط خصرها بأناملي الصغيرة آنذاك؟ ربما كان الأمر الأخير هو ما سيحدث لو راقصتها داخل ذلك الاستوديو الذي لا أعرف موقعه من العالم، وبما أنني لم أفعل فقد ظلت رغبتي في وضع كفي على خصر فتاة نحيلة راقصة، أمرا يطارد مخيلتي طول الوقت.

صوت “رافاييللا” لم يكن “يطربني”، لكنه كان يبهجني، ولا يزال يفعل، فهو طفولي، واضح، منطلق، يناسبه تماما ذلك النوع من الموسيقى الراقصة، حتى وإن تحدث عن الحب وبداياته وعمقه.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

شاعر وفنان مصري 

مقالات من نفس القسم

موقع الكتابة الثقافي uncategorized 12
تراب الحكايات
عبد الرحمن أقريش

المجنون