في المساء أسكن في القصيدة

في المساء أسكن في القصيدة
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

في المساء أسكن في القصيدة، أشرع نوافذ القصيدة للغريب، أتسلل في أروقتها بخفة. أرحب بالغريب لا أتركه ينتظر كثيراً على باب القصيدة.

الغريب يجلس متأدباً منتظراً حساء الترحيب. الحساء ينضج على نار هادئة في مطبخ القصيدة، مجرد (ح س ا ء).. (ي ن ض ج).

أضع الأرنب الفرو الصغير في  الركن، أخبره أن ينتظرني  ولا يتحرك حتى أنهي حواري مع الغريب، أبرق عيني على اتساعهما للأرنب الصغير حتى لا يقطع حديثي مع الغريب.

نبدأ معاً في ترميم  شقوق القصيدة بالكلمات. يغني لي وأنا وأنشر الملابس الصغيرة على أحبال القصيدة، موسيقى الفلوت تتسرب من الجدران وأنا لا أخشى هطول المطر سأشفط الأمطار بالمكنسة التي كونتها من حروف متناثرة (م ك ن س ة) لن يكون هناك (أ م ط ا ر) طالما أنا لا أريد ذلك.

في هواء النافذة، الغريب يتكتك من البرد وأنا لم أعد أرغب في الحديث، الغريب صار مملاً والحديث مكرراً، الحروف تتساقط من رأسي والغريب لا يكف عن التنقل بين حجرات القصيدة مستمتعاً بصفع  أبواب القصيدة.

الحساء يتبخر على جدران القصيدة تصبح الرؤية مضببة والقصيدة تغلق أبوابها حولي  وتفلت من يدي .. الموسيقى تثور وترفض التوقف لم تعد مجرد (م و س ي ق ى).

الغريب يفرض وجوده في القصيدة لم يعد مجرد (غ ر ي ب) صنعته من بعض الحروف، أصبح عموداً أساسياً في قصيدتي، لو هدمته تننهدم القصيدة، لن أجد من يتسلل من نوافذها  ويصفع أبوابها ويفتش في حجراتها الخلفية.

ولن أجد سبباً لأبرق للأرنب الصغير، ولن أصنع حساء الترحيب الذي تبخر في سطر سابق على جدران القصيدة وجعل أبوابها تنغلق حولي، الغريب  لم يعد يغني لي  والسحب تعاندني وتبصق كل أمطارها فوق عقلي المرتبك،أقفز من فوق سطح القصيدة وأترك الغريب وحيداً تائهاً بين حجرات وأبواب القصيدة.

 

 

 

مقالات من نفس القسم

موقع الكتابة الثقافي
في البيت
سارة عابدين

سر

موقع الكتابة الثقافي
في البيت
سارة عابدين

الصوت