فيلم عربى قديم*

موقع الكتابة الثقافي
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

قصة : سهى زكي

في عقلها تبدو ليالي بلدتها أطول من عشرة أيام بلياليها في بلادنا حيث يصنع القمر ضى هائل ينثره على المدينة التى تنير لعشرة ايام تالية ، لا تتعجبوا فبلدها لا تظلم الأيام أبدا ، فكلما مر ليل لا تقلق أبدا حيث يظل الأطفال في حالة بهجة وهم يتناجون مع النجوم ويداعبونها بخفة ، ينزل لهم دون تعــال ،  يحكى عن أساطير مبهجة ويلون معهم لوحاتهم المعلقة ما بين السماء الأرض.

المشهد الأول

أحب في عينيك الجرأة الممزوجة بالخوف ، أحب فيك إن تجعلنى اسهر في انتظارك حتى تعود لتحتوى حزنى وقلقى على أيامنا القادمة ، أحب فيك يا حبيب عمرى انك تعرف بظهورى مهما طال الانتظار ، هل تعتقد أنني ألهو حتى تعود ، أو اننى ابحث عن حبيب غيرك ، يرانى الخائفون من الوحدة مثلى مجنونة لاننى اخافها ولا اتمرد ولا احاول اصطحاب حبيب جديد لمخدعى ، مجنونة لأننى ادع الليل يمر دون حضنك ، دون ان أتنفس هواء فيه رائحتك ، انتظرك وانا على علم انك ستطيل الغيبة ، لم أبحث عنك ، نعم لا تغضب هكذا انا منشغلة فى تجهيز بيت يليق باستقبالك وتعلم صنع الطعام الذى تحبه ، اتعلم كيف اصبح امرأة وأخرج من طور الطفولة البلهاء هذا .

 

المشهد الثاني

أعذرني فقد انشغلت بقراءة الاحزان فى القلوب التعسة لأفك شفرتها واخرج ترجمتها الجديدة لتتحول لفرحة وبهجة  ، طالت الغيبة وطال انتظارى، لكن فى الطرق الوعرة دائما من الممكن ان نجد ، اماكن لمواقع اقدامنا ، فأنت هناك تنتظرنى وانا هنا انتظرك وكلانا يعمل من أجل ذلك اللقاء.

 

المشهد الثالث

التقينا

اول ما فعلته، تحسست شعرك الفضى الطويل وقبلت جبهتك كفرد من الشعب يقبل قديسا ، اخذتك من يدك  للوحة البيضاء التى اعددتها لك منذ وعى طريقى لاستقبالك ووضعت كل  الألوان في قنينة فرعونية كبيرة فأنا أعلم كم انت مولع بالفراعنة ، وأشعلت البخور المحبب لكلينا تركت لك الغرفة بضوء الشمعة الحمراء الكبيرة  ، أعددت لك كوب شاى بالنعناع ووضعته على الصينية الصاج التى اشتريتها من الحسين على ذوقك ، فانا اعرف كم تحب ان يبدو بيتك بديكور مفضل لا يشبه بيت اخر .

 

المشهد الرابع

مستلقية على الأريكة الكبيرة فى الصالة تفاجئنى بقبلة سريعة ثم تعود للوحتك بخفة لتكمل رسم تلك السيدة البيضاء الممتلئة التي تشبهني .

           هل ترسمني

           لا لا يمكن ان أخرجك من هنا ، وتشير إلى قلبك ، فأنا أضعف من أن أخرجك من عقلى وقلبى على لوحة ، أنت وجعى وفرحتى سامحينى على الفترة الماضية فلم اكن اعلم بانتظارك لى يا أجمل ما حدث لى

           ابتسم وانا اداعب يدك الممسكة بالفرشاه التى اخذت اللون الاخضر الآن ، تنتبه فجأة

           أين ابنتنا ؟

وانت تتجه ناحية غرفتها ، تدخل عليها وهى نائمة كعصفور يغمض عينيه على حلم الجنة ، تقبلها وانت تنظر لى

           كم تشبهك تلك البنت

           أنها المرة الاولى التي يشبهها احد بى ، فهى تشبهك كثيرا يا حبيبى

           لا انها تشبهك يا اجمل من رأيت

تقوم من جانبها وتأخذني بين ذراعيك لنعود للصالة ترتشف من كوب الشاى ، تنظر نظرة طويلة لجسدى بها نداء غرامى افتقدته طويلا

           هل تدرين كم طال اشتياقى

           نعم ادرى ، احضنينى

لا احتضنك

ولكننى انام فى صدرك ، أنام على قلبك استمع له ولنفسك الطالع فى اذنى ، انام بعمق وانسى كم الليالى المؤلمة التى نمتها وحيدة اتمنى ظهورك  ، ترفع رأسى اليك :

           نمت ؟

           نعم حبيبى نمت فلى عمر لم تغمض عينى بهذه الراحة ، كل حروب العالم تهون وكل الجهد المبذول فى اثبات الذات وتلك الكلمات وصراعات الناس على لقمة العيش وقتل الطير وذبح الخنزير واغتصاب الاطفال وقتلهم  وخطفهم ، كله يهون وانت هنا ، لا يمكن ان اخاف من أى شىء وانا انام على صدرك ، لن تصدق اذا اخبرتك اننى احبك منذ رأيتك اول مرة منذ أكثرمن عشرة أعوام  عندما عرضت لوحاتك فى جاليرى الهناجر ، لمحت رجلا يدخل المكان يعتلى حصانا ابيض كفارس من فرسان العصور الوسطى او كإله فرعوني حكيم ، نعم هكذا كنت اراك بروح وعقل مراهقة تحلم بفارس الاحلام الاسطورى ، ولاننى اصدق ان الامانى تتحقق طالما تظل تتمناها ، فانا غير مندهشة بوجودك معى الان وفى حضنى .

 

The end

يسمعني بيده ، يتلمس جسدى بحنو وردة قطيفة ويعانقنى كشال حرير يدغدغ مشاعر أنثى مشتاقة ، يسمعنى بلمسته الساحرة على كل مواقعى ، وأنا أسترسل وهو يسمع ويسمع ويسمع

المشهد الأخير

طلع النهار

           سمعت صوتها من الداخل

           ماما

           امبو

           حاضر حاضر

 

مقالات من نفس القسم

موقع الكتابة الثقافي uncategorized 12
تراب الحكايات
عبد الرحمن أقريش

المجنون