فن وحيد

موقع الكتابة الثقافي uncategorized 22
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

إليزابيث بيشوب*

ترجمة: نبراس الحديدي

فنُّ الفقد ليس عصيَّاً على الإتقان

أشياء كثيرة تبدو مشحونة بالمعاني

لكن خُسرانها لن يُحدث كارثة.

اخسر شيئاً ما كل يوم

تقبَّل فوضى مفاتيح الأبواب التائهة

وساعة تنسلُّ دون جدوى

فنُّ الفقد ليس عصيَّاً على الإتقان.

ثم تعوَّد خسارة فادحة

وفقداناً خاطفاً

لأماكن وأسماء

وإلى حيث كنت ترنو للسفر

لا شيء من ذلك.. سيجلب كارثة.

فقدتُ ساعة أمي. وخَمِّن!

حتى منزلي الأخير وما قبله

من بين ثلاثة منازل أحببتها.. خسرته

فنُّ الفقد ليس عصيَّاً على الإتقان.

فقدتُ مدينتين ساحرتين أحببتهما، وأعظم من ذلك

عوالم كنت أحتويها.. قارة ونهرين

كم يهفو قلبي لذلك كله

لكنها لم تكن كارثة.

حتّى خُسرانَك أنت

صوتك الهازل، إيماءتُكَ المحببة

لا يحتِّمُ علي الكذب، فمن الجلي

فن الفقدان ليس من الصعب جداً إتقانه

رغم أنه يبدو ككارثة

فلتكتبي ذلك.

……………..

*تعد إليزابيث بيشوب من أهم الشعراء الأمريكيين البارزين في القرن العشرين، نالت العديد من الجوائز الرفيعة، كجائزة بوليتزر عام 1956م، وجائزة الكتاب الوطني للشعر عام 1970م، والغريب أنها كانت بعيدة عن الأوساط الأدبية معظم حياتها، غير أن قصائدها تميزت بالدقة والإبداع الفكري والمهارة العالية في توظيف مفردات اللغة.

منذ وفاتها في عام 1979م عن عمر يناهز 69 عاماً، بدأ العالم يكتشف عمق قصائدها التي لم تتعد الـ101 قصيدة. حتى أن أحد أبرز النقاد المعاصرين لاري روثر وصفها بأنها “واحدة من أهم شعراء القرن العشرين، كانت تسعى إلى الكمال ولم تكترث بغزارة الإنتاج”.

مقالات من نفس القسم