فرصة عمل

فرصة عمل
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

 

-1-

لست فى حاجة ان اقول انى فى انتظار غد افضل. الى المكان الذى ستعقد فيه المقابلة ذهبت وصعدت وضربت الجرس . وفتح الباب شخص اصلع الرأس ، قصير بعض الشئ . وحتى اللحظة التى فتح بها الباب كان ما زال يتحدث . اهلا وسهلا ، قال وهو يبتسم . وسحب يدى ، بعدما سلم ، الى الداخل . وانتظرت

مع احدهم يناقش بعض امور العمل . لكن هذا المكان ليس مكان عمل بلاشك ، انه منزل ، وهذه صالة فسيحة . تريثت، وبالفعل بعد قليل نادى عليه صوت انثوى له من الثقة مثل ما له من الحكمة. وكان هناك باب جرار فاصل، فتح قليلا. دخل ولما خرج ودع الاخر. جلس على كرسى امامى كما لو كنت الذى سيدير المقابلة . وحدثنى عماذا يدور العمل .

سأتكلف شيئا ما بالتوزيع ، مع احدهم . فى البداية ، انه مصنع ينتج احتياجات المستشفيات من خيوط وقطن وشاش وما الى ذلك من احتياجات اخرى . هناك عربة من اجل الامر وبعد ذلك التحصيل النقدى وفتح ملف واخرج: انظر، هذا شيك. ونبهنى كيف من الممكن ان يكون الشيك غير قابل للصرف .

وقام عندما نادى عليه ذلك الصوت السابق ثم رجع . ماما الحاجة ، ابتسم . وابتسمت . ولم يكن حتى الان قد كلف نفسه بذكر مرتبى ضمن ما قال . وعندما احببت ان استعلم كرر على مسمعى جزءاً مما ذكره من قبل وقال: انت لست الا مبتدئاً ومع مرور الايام لابد ستتعلم شيئاً. لم ارد . وكان قد لبس جاكته .

-2-

طلبت الأسانسير وكان باب الشقة مفتوحا . خرج ورائى فى هيئة ملتاعة: اين الشيك ؟ سأل فى فزع . رددت فى ثقة ، فى الداخل . وافتر ثغرى عن ابتسامة بددت سوء الفهم على الفور . .

اتجهنا الى عربته . ركبنا وكنا فى طريقنا الى البنك . والطريق لم يكن مزدحم فى هذا الوقت . كان فى عجلة . وصلنا سريعا . وهناك سأل عن احدهم بالاسم، ولما كان فى الدور الثانى صعدنا. وانتظرنا الى ان يظهر خلف الحاجز الزجاجى. وحان موعد صلاة الظهر فدعانى الى الصلاة ولكنى اعتذرت فرأيت رأسه يميل ورمقنى فى شئ من الدهشة، واثناء الصلاة سرعان ما ظهر الموظف وعلى صوته فاتجهت اليه واخبرته انه يصلى . ثم وصل فانسحبت وجلست مكانى مرة اخرى .

-3-

فى الطريق الى الخارج، جاء اتصال من المصنع، وأنهى المكالمة. وقال لى ان بعض الخيوط قد نفذت ومثل تلك التعقيدات لا يسأل عنها الا المدير . كان سيصطدم بأحد المارة واستشاط غضبا عندما لوح له الاخر وفتح الزجاج ورفع صوته: “اتفضل ، اتفضل يا سيدى ” .

فيما نصعد الكوبرى قال لى: انت كمبتدئ لن يعوقك شيء ألبتة واهم شئ هو ان تتعلم بسرعة، وكان الطريق قد توقف عندما رددت ان الراتب مجحف للغاية وقلت له: مش كده؟! فأرجع مؤخرة رأسه وسند طرفها بالكاد على رأس الكرسى وتسائل فى حيرة : طب ازاى ؟!

وكان ما زال الطريق متوقفا .

-4-

بجانب الجراج الخلفى على مقربة من مهبط العربات، ركن على جنب. وكنت ما زلت فى السيارة ومضى يتحدث، وكانت سيارة من تلك السيارات الباهظة تصعد وكان لابد ان يرجع الى الوراء قليلا وكان الذى يسوق قد ضرب البوق فتنرفز وقال فى استهزاء: إنه السائق. واضاف فى لامبالاة ، وفى شيء من السخرية: يبدلون العربة لهم ترى أيهم ستصعد ؟ ثم رنا لى. وكان من الضرورة أن يغادر موقفه فأدار العربة وتحرك حتى الناصية وكانت فى المواجهة لوحة تعلن سفارة كذا .

-5-

حيث كل الاشياء لا تشترى يجب أن نوطن النفس، قال: ليس من السهل أن ترى أحدهم يحترمك، ذلك لأنهم قليلون من يهتمون بمثل هذه الامور، لابد هناك من تقدير معنوى؟ أليس كذلك؟ هل تفهم؟ و فى واقع الامر لم افهم !

ورن هاتفه ورد وقال: هكذا ؟ انا اذن قادم .

ورغم ذلك أغلق الهاتف وظل يتابع، وقال لى: لو زادت حدة ألم اسنانى ارانى اذهب الى طبيب الاسنان، أما عندما أجابه آلام أخرى – لا قبل لى بها – فعلي أن اتجه الى الله !

ارى المارة فى الخارج ولما نضب الحديث اختتم وهو يودعنى : يارب تحقق مشروعك !

-6-

يدى فى جيبى وعبر طريق سيفضى الى الشارع الرئيسى امشى .

 

 

مقالات من نفس القسم

موقع الكتابة الثقافي uncategorized 12
تراب الحكايات
عبد الرحمن أقريش

المجنون