عينا أمّي أفكار عن الإبادة الجماعية للشعب الأرمني

موقع الكتابة الثقافي
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام
جيد سيليستي ترجمة: رمزي ناري جيد سيليستي، شاعرة أمريكية من أصل أرمني، ولدت في طهران وعاشت أجزاء من حياتها بين إيران ولبنان والولايات المتحدة وقبرص. استقرت مع والديها في الولايات المتحدة عندما ذهب والدها لإكمال دراساته العليا هناك. تقول عن نفسها إنها مواطنة عالمية تشعر بالحيرة من هويتها، يعيش في داخلها الشرق والغرب، لكنها فخورة بأصولها الأرمينية، وتريد أن تجعل العالم يعترف صراحة بحقيقة الإبادة التي طالت الشعب الأرمني قبل مئة عام. تعمل حالياً في تدريس اللغة الإنكليزية في جامعة الشرق الأوسط في بيروت.

جرجروها بعيداً

ركلوها وصرخوا بها

امتدت الأذرع نحو

أختي الصغيرة

حيث كانت ممدة على الأرض، تحتضر

وقد جفت شفتاها

وغارت عيناها

مدّت ذراعيها النحيلتين

ونادت «ميريك»، لا تتركني!

.

سحبها أبي بعيداً

من يدي الجندي الشاب

ذلك الذي انتهكها ودنسها

الذي يهزأ بها الآن

“تحركي.. لكنها ستموت

قبل حلول الليل”

.

أسرعتُ خلفهم

أتعثر من خلال دموعي

خائف من التخلف عن الركب

التفتّ لألقي نظرة أخيرة

حيث كانت ممدة.. وعيناها مغلقاين

تركتها ورائي

أختي

لتلتحق بقافلة الموتى على طول الطريق.

.

لم أسمع صراخها في تلك الليلة

ولا شكواها بينما كان الجنود

يسحبونها بعيدا

كانت جميلة

أمّي،

بعينين كلون البحر

عينان ترقصان

وتتلألآن

كالنجوم في ليلة صافية

عينان تبتسمان

عينان تتعانقان

عينان تتحدثان

بكلمات لا ينطق بها

وداهمني النعاس على صوت نحيب أبي.

.

سمعتها تقول “انهض”،

بينما كنت أجاهد لأبقي أحلامي حية

وعيناي تنفتحان مرتجفة

لكنني أغلقتهما عن تلك الوجوه الجائعة

أغلقتهما عن ثوبها الذي دنسوه

تبحرت في عينيها

الرائقتين كالزجاج

يبدو أنهما تجاوزتاني

لا تبصران شيئاً

هكذا قرأت فيهما

لا ألم

ولا فرح

ولا إدراك

.

ولا.. حياة!

انبثقت الدموع من عيني

دموع من أجل جسد أختي الميت

دموع من أجل روح أمي الميتة.

.

عينا أمي

عينا أمي

لم تزل تطاردانني

………………………

*شاعرة أمريكية من أصل أرمني

*كاتب ومترجم عراقي

مقالات من نفس القسم