علاء خالد

موقع الكتابة الثقافي uncategorized
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

أحمد عبد الجبار

تقريبا في منتصف التسعينات، شفت علاء خالد على مقهى البوابين في شارع طلعت حرب، كنت سمعت عنه وقريت له وأعجبت بشعره قبل ما اشوفه، من الحاجات المختلفة فى الأدب والثقافة إن إنت ممكن تقرا لحد وتعجب بيه وماتشوفش صورته ومتعرفوش، غير التمثيل والغنا، وإعجابك بالكاتب بيبقى دايما مرتبط بصورة ممكن تكون مثالية شوية.

يمكن الحكاية دى اتكسرت كتير مع محمد حافظ رجب مثلا، لكن مع علاء خالد اتأخرت قوى عقبال ما عرفت أشوفه بشكل يفرق عن الكتابة، خصوصا إن كتابة علاء دايما مرتبطة بيه، وبيكون موجود فيها بشكل أساسي، قصدي كتابته عن أبوه في البدايات والعلاقة الملتبسة بين الأب والابن والبيت والطبقة، وكمان في دواوينه الأخيرة خصص ديوان عن وفاة أمه بعنوان “تصبحين على خير”، وكمان كتابته عن إسكندرية.

المهم لما كنت قاعد على القهوة قال لي خالد حجازي: هو ده علاء خالد. كان لسه تقريبا ناشر ديوان “حياة مبيتة” من الديوان ده بالتحديد، ويمكن من الديوانين اللي قبل كده “الجسد عالق بمشيئة حبر” و”تهب طقس الجسد إلى الرمز” كان شعر علاء خالد هو الأقرب والأبسط والأعمق، بالنسبة لي كمان.

هو ما كانش بيهتم إنه أول من كتب قصيدة النثر أو من أوائل اللى كتبوها، قد ما كان مهتم هو حقق إيه من خلال قصيدة النثر، فأنا اتشجعت كده وقمت سلمت عليه وقلت له: حضرتك أستاذ علاء؟

فابتسم وقال لى: إنت تعرفنى، وأنا قلتله: آه أعرفك وقريت ديوانك. ومن يومها بقينا أصدقاء.

أول حاجة، قال لي: بلاش كلمة استاذ دي، ودايما مسعد سالم صاحبى يعاكسنى ويقولى استاذ علاء خالد استاذك، وانا ابقى عايز اقول له انه اكتر من استاذ وانه صديق حقيقى واخ، وفى فترات كتيرة من حياتى كان الدور اللى بيلعبه علاء كصديق وواحد تقعد تتكلم معاه ويسمعك، ويسأل عليك ويطمن عليك، بس الناس مفكرة إن استاذ اهم، وبعد ما قابلته اول مرة فى البوابين ممكن اكون قابلته فى النادى النوبى العام فى ندوة اصيل، مرة كان بيتكلم عن محمد حافظ رجب، ومرة كنا بيناقش ديوانه، وأنا فاكر شويه اللى قاله عن محمد حافظ رجب. كان بيتكلم عن عزلته ودوره كمثقف. وده يمكن كان تعبير علاء عن اهتمامه الأساسي كمثقف وإنه شايف إن المثقف مينفعش يعيش فى عزلة، وعشان كده هو كان مهتم بالدور ده مش بس دور المثقف لكن دوره مع الآخرين وعدم عزلته، أفتكر إن الصديق محمد عمر شاور لى عن النقطة دى لما كنا بنتكلم عن المثقفين فى إسكندرية وإن علاء أكثرهم حضورا وتفاعل مع الجميع بكتابته وبمجلة أمكنة وكمان بحصوره الشخصي، وان انت ممكن تعرف ان في كاتب مهم أو مثقف فى اسكندرية، لكن متعرفش تتواصل معاه بشكل كويس لعدم حضوره أو اهتمامه بالتفاعل مع الآخرين، واهتمام علاء بالحياة وعلاقة المثقفين في اسكندريي وحسهم المأساوي اللى اتخلص منه علاء او “مظلومي اسكندرية” وغيرها من المشاكل اللى بتعطل الرؤية الرحبة للثقافة والحياة.

مجلة “خماسين” اللى نشرناها أنا ومجموعة من الأصدقاء فى التسعينات قربتنا كتير من المجموعة اللى سبقتنا بالكتابة، ومنهم علاء خالد، فبقى فى فرصة نقعد معاهم ونتناقش ونتكلم، أكتر واحد منهم كنا بنشوفه كان علاء خالد.

 قبل كده علاء سأل حمدى زيدان علي، وقعدنا على قهوة عبد الكريم فى سيدى جابر وعرفنى اكتر وقرا كتابتى وكلمنى كتير ومرة عجبه نص لى فى خماسين.  لما بدأ ينشر مجلة أمكنة اديته شخبطات هو اعتبر ممكن يطلع منها كتابة كويسة وكان ده مقال سانشو بانثا والوعى التابع، وبعد كده نشرت مقال المول.

كتابتى فى أمكنة والارتباط بعلاء من 2000 تقريبا الى 2010 عشان قعدت فى كليوباترا، وكنت بروح له فى الجاليرى كتير، كان لى وقت طويل بقعد معاه نتكلم ونتناقش ويتعبنى جدا عشان اكتب مقال واحد يتنشر مرة كل سنة آه وسنة لأ، بس فى الحقيقة وان كانت مجلة أمكنة مهمة والنشر فيها حاجة مهمة بالنسبة لى، إلا إن قعدتى مع علاء بحجة المقال ساعات وبدون حجة ساعات كتير، هى اللى كانت أهم اوقات كتير تكون محتاج لصديق، وعلاء كان الصديق اللى كسبته

مهم بعد كده انى اقول إن علاء مثقف مصرى ابن الطبقة المتوسطة وشاعر مهم ومحرر لواحدة من اهم المجلات الثقافية فى الوطن العربي.

 

عودة إلى الملف

مقالات من نفس القسم