عطـاء

موقع الكتابة الثقافي
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

حنين طارق

أحببت امرأة لها عينان زرقاوان كالبحر

بل كالسماء التى تمنح زرقتها لكل بحور العالم

وهكذا كانت هي تعطي دائما وبلا مقابل فقط تعطي

حتى بكاءها كان جميلًا

كان عطاءً أيضًا

كالسماء حين تمطر

تتناثر النجوم البنية على وجنتيها بلا استحياء

كانت تضيء حتى  إن مشت تحت ضوء الشمس

وكانت تتلألأ إن بكت

يحمل جمالها كل من يراها على كتابة الشعر

كل شيء فيها يمكن وصفه بمئات التشبيهات

تمشي كفراشة وتأكل كالقطط

وكلامها كزقزقة العصافير

شعرها يلمع كخيوط الذهب

وجسدها منحوت كتماثيل الآلهة الإغريقية

كانت تشبه كل الأشياء على طريقتها

ولكن كانت تشبه السماء أكثر من أي شيء آخر

واسعة وبعيدة

تحتوي الجميع تحتها دون تعب

ودون أي علامة تدل على ماتفعله

محملة دائمًا بالغيوم

وكنت أنا كالشجرة العتيقة

مر علي مئات السنين جذوري مثبتة بشدة داخل الأرض

فلم أستطع الوصول لها يوما

ولا استطاعت هي النزول

وكان كل ما يصلني منها مطرها

 فتثبت جذوري بالأرض أكثر

وتحتضنني الأرض

 والأشجار

والحيوانات

وتبقى هي كما هي دومًا وحيدة بالأعلى

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

كاتبة مصريّة

مقالات من نفس القسم