صندوق الأربعين .. قفزةٌ حرّة في السـرد

موقع الكتابة الثقافي
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

  يصدر قريبًا عن "دار تشكيل" للنشر والتوزيع الكتاب السردي "صندوق الأربعين"  للكاتبة والروائية الكويتية ميس خالد العثمان، تتناول خلالها الكاتبة محي ذاتي بتجربة مختلفة / مختلسة من عالم ثري بما كان وما سيأتي ، إذ أن العبور نحو " الأربعين" ليس سهلا على إنسان يود المرور بأقل ما يمكنه من الخسائر في الروح والجسد والضمير ..

يصدر قريبًا عن “دار تشكيل” للنشر والتوزيع الكتاب السردي “صندوق الأربعين”  للكاتبة والروائية الكويتية ميس خالد العثمان، تتناول خلالها الكاتبة محي ذاتي بتجربة مختلفة / مختلسة من عالم ثري بما كان وما سيأتي ، إذ أن العبور نحو ” الأربعين” ليس سهلا على إنسان يود المرور بأقل ما يمكنه من الخسائر في الروح والجسد والضمير ..

 من الكتاب:

كنتُ فتاة صغيرة وهادئة، لي سجادة صلاة حمراء داكنة، مرسوم عليها ببدائيةٍ مكرّرة، صورتين واحدة للحرم المكي والأخرى للمسجد النبويّ، مفصولتين بخطِّ/ خيطِ نسيجٍ متعرّج كثيراً، ولي كذلك وشاح صلاة من قطعتين، تنّورة مَزْمومَة على الوسط بحزامٍ يؤلمني ضيقَهُ وغطاءٌ للرأس مُفَصّلٌّ كمثلثٍ يسمحُ لوجهي فقط بالظهور، بينما ينسدلُ بقيّته وصولاً لنهايةِ جذعي،أبيض اللون،بزهور ناعمة خضراء، وله رائحة كانت تثير في القلب عصرة شجن عجيبة لم أفهم سببها.

كنتُ كلما عَزَمتُ على نفضِ الثّوب [مُجبرة  نحو البدء بالطقس] والاستعداد [بالنيّة القلبية التي لم تكن صادقة في أغلب الأحيان لأنّ دافعها الخوف الكثيف] بمزيجٍ من الرهبة والخشية والترقّب وطاعة المعلمة وانصياعي لحصص “المسجد” التي كانت تصطحبنا إليه خارج فصولنا المدرسية ونحن مُرتديات هذا الزي الديني،نمشي في صفّين متوازيين مثل بَتَلات زهر باتجاه المسجد، أو  باتجاه “بيت الله”  كما كانت تُشير مُعلمتنا إليه،بينما خيالي يفرز أسئلته في الحدود الناشئة حديثاً والمحتشدة بكلّ تلك المثيرات المربكة بــ جِدّتِها.

” في أي الغرف من بيته يسكن الله”؟

“هل هو من سيفتح لنا الباب، أم أن هناك من يقوم بخدمته؟”

” هل هناك جرسٌ على باب بيت الله كما في بيوتنا، أم سنكتفي بقول: بسم الله الرحمن الرحيم، ليُفتح لنا الباب [مُعجزة وسِحرا]؟ أوَليَسَ الله بقادرٍ على كلّ شيء إذا أراد لشيء أن يكون فـــــ … يَكون؟”

حينَ وصلنا إلى بابِ المسجد الصغير في المدرسة، تَعَمّدتُ ألاّ أكون في مُقدّمة الطابور كي أعرفَ كيف سُيفتح لنا باب “بيت الله”، لكن مَوضوع “خَلعُ الأحذيةِ” كان قد سَرق مني اللحظة المُنتظرة! بلْ طَرحَ أمامي على بساط الدهشة سؤالاً مَلغوماً بألف استفهام؛ لماذا علينا أن ننزع أحذيتنا؟؟

جوابها كان واحداً: لأننا سندخل بيت الله.

تدور أسئلتي على نفسها، ولا إجابة تشبع نهمي للاستيعاب.

 

 جاء على الغلاف الخلفي للكتاب:

تتمتم ..الثقافة ليست أمنية!

…وقد يساورك شكّ كثير حتى في تمتمتك.

أن تنتبه.. أن تستحيل مخلوقاً من انتباه.

لا تغفل عن خيانات المبادئ، تحالفات ما تحت وأعلى الطاولات، المرايا التي لا تعكس لنا إلاّ الجزء الظاهر منها، الولاءات التي تُشترى بـ “رنين النقود”، وأنت؟ تكتفي بـــيقينك، تعيد في كلّ مرة / صدمة / خبر، ترتيب التفاصيل الناشئة للتو، تنظر جيداً وعميقاً لآخر الجدران المتهالكة بينما عيناك شهود حدث مؤسف.

تعيد التمتمة:

ضاع فرد جديد، اشتروك يا صديق.. وداعا.

تضحك من أنفك بقلب بارد، لقد ضاع قبله كثيرون وانتهى، لقد اختار.

جاء الكتاب في 335 صفحة من القطع المتوسط ويصدر بالتزامن مع معرض القاهرة الدولي للكتاب في يناير 2017 

مقالات من نفس القسم