صلاح فضل: غويتسولو لم يفز بجائزة القذافي وموقفه غير أخلاقي

43.jpg
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

حاوره : سيد محمود *

أكد عضو اللجنة الاستشارية لجائزة القذافي العالمية للآداب الناقد المصري صلاح فضل أن لا صحة للأنباء التي أعلنت عن فوز الكاتب خوان غويتسولو بالجائزة.وقال في حوار إن اسم غويتسولو طرح من بين أسماء عدة وهو كان مجرد ترشيح ولم يكن إعلان فوز، كما أشارت إلى ذلك وسائل الإعلام التي نقلت خبر اعتذار غويتسولو عن عدم قبول الجائزة».

حاوره : سيد محمود *

أكد عضو اللجنة الاستشارية لجائزة القذافي العالمية للآداب الناقد المصري صلاح فضل أن لا صحة للأنباء التي أعلنت عن فوز الكاتب خوان غويتسولو بالجائزة.وقال في حوار إن اسم غويتسولو طرح من بين أسماء عدة وهو كان مجرد ترشيح ولم يكن إعلان فوز، كما أشارت إلى ذلك وسائل الإعلام التي نقلت خبر اعتذار غويتسولو عن عدم قبول الجائزة».

ودافع فضل عن قرار ترشيح غويتسولو لنيل الجائزة وقال: «ترشيح غويتسولو كان صائباً لأنه يستحق الجائزة موضوعياً، فضلاً عن قيمته ودوره في الدفاع عن القضايا العربية واحتضانه للثقافة الأندلسية».

واستدرك فضل قائلاً: «لكن طريقته في إعلان رفض الترشيح كانت غير أخلاقية، فهو كان بإمكانه أن يبلغ أعضاء اللجنة الاستشارية برفض الترشيح من خلال المراسلات أو الاتصالات وليس عبر وسائل الإعلام لأن العادة جرت على ذلك. وكل ما لدينا من مكاتباته مع أعضاء اللجنة يؤكد أنه كان مرشحاً وليس فائزاً، وبالتالي فموقفه ينطوي على شيء من المزايدة».

وكانت وسائل إعلام عربية ودولية نشرت رسالة وجهها الكاتب البارز خوان غويتسولو أعلن فيها رفضه «جائزة القذافي العالميّة للأدب»، وهي جائزة أُسست عام 2007 وتُمنح للأدباء الذين «يساهمون بكتاباتهم في الدفاع عن حقوق الإنسان وعن القيم الإنسانية»، وتقدَّر قيمتها بـ 150 ألف يورو (200 ألف دولار).

وتابع فضل مؤكداً أن لا صلة بين الجائزة العالمية للآداب والجائزة التي توجهها مؤسسة القذافي لحقوق الانسان والتي تمنحها هيئة استشارية يرأسها الرئيس الجزائري الأسبق أحمد بن بللا.

وأشار الناقد الأكاديمي المصري إلى صحة الأنباء التي نقلت تداولات الهيئة الاستشارية للجائزة في اجتماعها الأول الذي عقد في طرابلس خلال نيسان (أبريل) الماضي وقال: «حدث بالفعل أن اقترح عدد من الأعضاء أن تحمل اسم «جائزة أفريقيا للآداب العالمية» وحذروا من أن حملها اسم العقيد القذافي قد يمنع الكثير من الكتاب المرموقين في العالم من عدم قبولها على الأقل لأسباب سياسية. لكن المداولات انتهت إلى أن تحمل الجائزة اسم «جائزة القذافي العالمية للآداب».

ووفقاً لوسائل الإعلام فإن الروائي الإسباني المقيم في مراكش أوضح أسباب رفضه الجائزة، في رسالة أشاد فيها باللجنة لكنَّه أشار إلى أنّ احترامه للثقافة العربية والقضايا العادلة كانت دافعه الحقيقي وراء توجيه الرسالة.

وكشف خوان غويتسولو: «بعد تردد قصير، ناقشت خلاله بيني وبين نفسي احتمالات قبول الجائزة أو رفضها، ولأسباب سياسية وأخلاقية، اتخذت الخيار الثاني».

وفي رسالة أخرى، تمنّى الروائي الإسباني على الناقد المصري صلاح فضل عضو لجنة التحكيم «تفهّم الدوافع التي أملت اتخاذ هذا القرار». وكتب يقول: «لست شخصاً ينساق وراء القضايا بطريقة هوجاء. لكنّني في إطار احترامي الخاص للشعوب العربية وثقافتها الرائعة، انتقدتُ دائماً، وكلَّما استطعت، الأنظمة التي تستبدّ بشعوبها، وتبقيها في الفقر والجهل». وانتهى إلى القول: «أن أقبل جائزة يمنحها القذافي، فإنّ الأمر مستحيل تماماً».

ورداً على سؤال في شأن الأسماء الأخرى التي جرى التداول بترشيحها للجائزة، أكد فضل أنه ليس ناطقاً باسم الجائزة وبالتالي لا يحق له نقل مشاورات أعضائها، مشيراً إلى أن اللجنة مارست عملها بصورة مستقلة تماماً ولم يتدخل أحد في أعمالها.

ولفت فضل الذي يعتبر من أكثر النقاد المصريين مشاركة في تحكيم الجوائز العربية (ومنها شاعر المليون) إلى أنه يميل شخصياً إلى أن تخلو مسميات الجوائز العربية من أسماء الرؤساء العرب على الأقل خلال توليهم السلطة وقال: «أفضل أن تخلو الجوائز من أية شبهات سياسية لئلا ترتبط بالدعاية لأي نظام سياسي ولضمان تمتعها بالنزاهة والصدقية والموضوعية والحياد وهذه الضمانات تكفل النجاح لأية جائزة». واعتبر أن مشاركاته المستمرة في عمل لجان تحكيم معظم الجوائز العربية تأتي «جزءاً من المساهمة المصرية في النشاط الثقافي العربي، فهي ليست تكليفاً شخصياً، وبالتالي عليّ أن أتحمل مسؤولية هذا النشاط وتبعاته مع تمسكي بشرط أساسي هو أن تكون الجوائز ذات طابع مستقل وليست ذات صبغة سياسية».

ونفى العضو المصري الوحيد في الهيئة الاستشارية أن يترك اعتذار غويتسولو عن الترشيح آثاراً سلبية على الجائزة وقال: «واقع الحال أن موقف غويتسولو لن يسبب للجائزة أي حرج لأنه قدم لها دعاية مجانية أفادت الجائزة وصنعت لها ضجيجاً إعلامياً وضعها في بؤرة الاهتمام».

ـــــــــــــــــــــــــــــ

* شاعر وصحافي مصري

مقالات من نفس القسم