صعود الدولة البوليسية في”زوجة رجل مهم”

موقع الكتابة الثقافي
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام
محمد سيد عبد الرحيم إن الحديث عن أفلامنا القيمة بالتأكيد لا يحتاج إلى مناسبة إلا إن تناولي لفيلم "زوجة رجل مهم" يتزامن مع مرور ربع قرن على عرضه. ولكن الأسباب الأهم بالنسبة لي هي أنه فيلم نحتاج إليه من وقت لآخر بسبب تشريحه النفسي المتميز لشخصية ضابط المباحث والذي قام بدوره الفنان القدير أحمد ذكي.

 الفيلم – الذي كتبه السيناريست والناقد رؤوف توفيق وأخرجه المبدع محمد خان – نحتاج لعرضه بيومنا هذا كوثيقة دائمة لسيكولوجية المستبد ورحلة صعوده وسقوطه حتى ولو بعد حين فلكل طاغية هاوية مثلما يقول المثل العربي القديم.

في البداية نجد أن رؤوف توفيق قد اختار أسماء جد مناسبة للشخصيات. فهشام ضابط المباحث قادر على تهشيم الآخرين ولكنه هو نفسه قد تهشم بنهاية الفيلم. أما منى (أو هالة بالسيناريو الأصلي والذي صدر عن الهيئة العامة لقصور الثقافة) فهي التي يتمناها أي رجل لجمالها ورقتها وذوقها الواضح وهي هالة القمر التي لم يستطع هشام نفسه ألا يؤخذ بها. أما إسماعيل (والد منى) فهو مهندس زراعي يمثل – أيما تمثيل – حقبة عبد الناصر من ناحية الاهتمام بتوحيد الأمة العربية حيث أن إسماعيل هو أبو العرب وأيضا اهتمامه بالتنمية الزراعية بمنهجية علمية تتمثل في مهنته التي يؤمن بها ويعي أهميتها.

لكن ورغم رقي الأب إلا أن ديمقراطيته كانت سببا من أسباب زواج ابنته الطالبة إلى ضابط المباحث؛ فلقد عرف الأب منذ البداية داء هشام إلا أنه قد رمى بها إلى التهلكة بسبب الضغوط وبسبب موافقتها التي نتج عنها موافقته. فنجده يقول بإحدى مشاهد الفيلم لإبنته “أنا مش قادر أخد قرار في الموضوع ده.. دماغي مقلوبة ومش مستريح. بعض اللي سألتهم قالوا عنه (يقصد هشام) أنه عنيف ومتكبر.” (السيناريو) إلا أنه وبسبب الضغوط والرهبة التي يمثلها هشام، بداية من حضوره لطلب يد منى برفقة مدير أمن المنطقة حتى رصف الشارع أمام بيتهم حتى يبين له قدرته على رصف طريق مستقبله، كل ذلك قد جعل الأب يرضخ بالنهاية.

ليس التقابل الوحيد بالفيلم يكمن بين هشام ومنى بل توجد تقابلات أخرى متعددة حيث يكون هشام أحد أطرافها فبضدها تتبين الأشياء مثلما يقول الشاعر العربي المتنبي، ومن هذه التقابلات نجد هشام – إسماعيل (الأب)، هشام – عبد الحليم حافظ، هشام – البواب، هشام – الجار (الذي قام بدوره المخرج خيري بشارة)، هشام – الجنين، هشام – فوزي (زميله بالمباحث)، هشام – مجدي (الصحفي)، وأخيرا هشام – منى.

ينتقد الفيلم الدولة البوليسية، الدولة التي يتحكم بها رجل البوليس فارضا سطوته بدعوى الحفاظ على الأمن والاستقرار. وقليل من الأفلام المصرية قد انتقدت بصراحة الدولة البوليسية على مدار تاريخ السينما المصرية ومنها على سبيل المثال لا الحصر فيلمي “غروب وشروق” و”هي فوضى” إلا أن فيلم “زوجة رجل مهم” لا يشير إلي أي نوع – من قريب أو من بعيد – إلى التعذيب الذي كان ومازال يمارسه ضباط المباحث على المشتبه بهم. وبالتالي فالفيلم يهرب إلى التحليل النفسي حتى لا يصطدم بالسلطة خاصة أن أسرة الفيلم قد شكرت عدة قطاعات للأمن الذي ساعدها على إتمام الفيلم.

تتمثل رؤية هشام عن نظام الحكم ووجوب سيطرة العسكر في قوله لمنى حينما عرف أنها حامل ولإقناعها أن الوليد يجب أن يكون ذكرا حتى يصبح ضابطا “الضباط هم اللي بيحكموا العالم. امبارح وانهارده وبكرة. وفي كل زمان ومكان. لو سمحتي تاكلي كويس عشان حضرة الضابط يتغدى ويطلع واد جامد،” كان يقول تلك الكلمات بينما يقف أمام المرآة ذات الإطار الذهبي/ ذاته يصفف شعره بعناية رغم أنه لا يحتاج لأي تصفيف ولكنه تعود على ألا يرى سوى نفسه بينما يعطي ظهره لزوجته الملقاة على السرير بسبب تعب الحمل وهي يكمل قوله “أشرف هشام (يقصد الجنين).. اسم فيه عظمة ليا وليه.”

إن عقلية كمثل عقلية هشام وكمثل عقلية أي رجل شرطة هي عقلية أبوية ذكورية بحتة ولذلك فعلينا أن نحيي صناع الفيلم – الكاتب والمخرج – على قربهم الشديد للرؤية الفنية النسوية حيث يعرون سلوك الرجل/ المباحث (وهي هيئة تتسم بذكورية وضع المبادئ والأهداف وتنفيذها) بخلاف الرؤية والتناول الذكوري المعتاد بأفلامنا المصرية الذي يتمثل في تعرية جسد المرأة.

نرى عقلية هشام تلك حينما بدت مظاهر الحمل على منى، فلقد قرر هشام أن الجنين ذكر سيحمل اسمه وسيحمل وظيفته وما تضفيه الوظيفة من سطوة، بل أنه يحلم ويطمح أن يقوم الوليد بما لم يستطع هو تحقيقه بأن يصبح أكثر فأكثر عظمة حتى يصبح حاكما للبلاد بل للعالم كله وهو طموح طالما نجده بتاريخ البشرية، حيث أن الضابط الطموح يريد دائما أن يسيطر على العالم بداية من الإسكندر مرورا بنابليون وهتلر وصولا لمبارك والقذافي ومئات ضباط دول العالم الثالث بعصرنا هذا.

الأمر بسيط. على الوليد أن يكون طفلا “جامد”. فقط طفلا جامدا كأبيه أو بالأحرى قاسيا كأبيه لا حساسا وذا مشاعر فياضة آدمية كأمه.

إلا أن الكسر أو التهشيم الأول لهشام هو حينما فقدت منى الجنين. إن ضياع هشام بدأ منذ هذه اللحظة لا من لحظة تسريحه من العمل، ونظرة عينه الكسيرة ظهرت بهذا المشهد الذي قام به أحمد ذكي بحرفيه عالية عبر نظرة عيناه ووجهه الجامد حيث أنه لم يحرك جسده أو تعبيرات وجهه، إلا أن المخرج استفاد من قدرات أحمد ذكي بوضع صوت الدكتور كخلفية صوتية حيث كان يوضح له أن الجنين قد مات. وبعد ذلك قام البطل بتكسير أناه عبر تكسير مرآة طرقة البيت ليكسر العلاقة التي تربط بينه وبين زوجته وقطعها تماما حينما قتل نفسه بغرفة النوم بآخر مشهد لتكسر الرصاصة مرآة غرفة النوم فنرى مشهدا مشوها لرجل مشوه عقليا ونفسيا يحتضر بينما امرأته تبكي أبيها الذي قتله زوجها وهو مشهد يدين بالكثير لمشهد النهاية بفيلم “عودة الابن الضال” ليوسف شاهين.

يقع الكثير من النقاد بفخ الرمز فيضعون فرضية أن مني تمثل مصر ويضطرون بعدها إلى إجبار جميع الأحداث والشخصيات على الاتساق مع هذا الرمز/ الفرضية، فيخرجون نسقا نقديا غير مقنعا بالمرة. بالتأكيد لا ننكر أن صناع الفيلم ببعض المشاهد وببعض الجمل الحوارية قد تسببوا في وقوع النقاد في دائرة هذا الرمز الستيني العتيق، لكن دعونا نأخذ الفيلم بتعددية رمزية وفكرية أكثر حتى نثري رؤيتنا للفيلم أكثر فأكثر.

يتصور الكثير من الناس أن الشكل الوحيد للعنف يتمثل في العنف المادي الجسماني، إلا أنه يوجد بالفعل أشكال أخرى للعنف الذي يمارس على الآخر وهو في فيلمنا هذا يمارس على المرأة/ الزوجة وكثير من أفلام محمد خان قد تناولت المرأة بمشكلاتها وخاصة مشكلة العنف الذي يمارس عليها بداية مع فيلم “موعد على العشاء” الذي يتماس مع فيلم “زوجة رجل مهم” في نقاط عديدة وأفلام أخرى مثل “أحلام هند وكاميليا” .. الخ.

البطل في “زوجة رجل مهم” يمارس العنف على البطلة بشكله المادي الجسماني عبر ضربها وبشكل أكثر قسوة عبر قتل أحلامها ووأد حياتها، هو يقتل كل ما كانت تحبه بعنف يغلفه برود وتصلب ملامح وجهه وصوته (مشهد الغداء الأخير ومشهد قتل الأب كأمثلة)، أنه يتعامل معها كشيء أو على الأكثر كنبات أو حيوان أليف يتمتع به بدلا من التعامل معها كشخص ند له كيان وأفكار ومشاعر قادر على المشاركة في الإنتاج والحفظ مثلما يقول الفيلسوف الأندلسي ابن رشد. وهو – ويا للمفارقة – ما يتناقض مع ما رأته فيه ببداية علاقتهما بعدما طلب يدها رسميا حينما قفز إلى القطار ليجلس أمامها ليحكي لها ويشارك إياها حياته. ومثلما يقول الأديب الفرنسي مارسيل بروست “ليس ثمة سوى السادية تقريبا ما يعطي أساسا في الحياة لجمالية الميلودراما.” فهذا العنف تجاه البطلة/ الآخر هو ما يخلق الحبكة بالفيلم ويجعل له شكلا جماليا سوف يدوم بسبب دوام مشكلة العنف/ عدم تقبل الآخر.

إن من هم على شاكلة هشام/ البطل يتناسون أن احترام القانون والدستور يسبق، كأولوية وأهمية، مراعاة سلامة الوطن بقسم ضابط الشرطة. إلا إن هشام يتسلح بمنطق “الضرورات تبيح المحظورات” فيتصور أنه أكثر وطنية ممن يقبض عليهم أو مثلما يقول له الصحفي مجدي “ومين اللي اقنعك بأن التصرفات دي هي اللي بتحمي البلد.. ومين اللي فهمك أصلا أنك أكتر وطنية مني أو من اللي قبضت عليهم.”

يحاول الصحفي بلا جدوي أن يجعله يفهم أنه مخدوع وأن الوطن يحتاج للنقد كي يتطور ويصبح أقوى وبذلك يصبح قادرا على حماية نفسه عبر شعبه الواعي لا عبر شرطته الفاسدة الغاشمة التي انكسرت بسهولة بيد الشعب بعامي 1977 و2011. فالصحفي مجدي لم يقل هذا الكلام من فراغ، هو يعرف جيدا أهمية ووعي الشعب المصري والعربي، نلاحظ أن الصحفي اسمه “مجدي عز العرب” وهو ما يحيل إلى أن مجد وعز العرب هو بالثقافة والفكر، لا بالبطش والقهر على طريقة هشام.

بالتأكيد الشرطة ليست هي المسئولة الوحيدة عن تردي الوضع الوطني هي منظومة بأكملها وصناع الفيلم يعون ذلك جيدا. فمحاولات السلطة المستمرة لخلق أخطار تهدد الوطن هي من قبيل الآلاعيب التي يخدعون بها الناس للتحكم بهم وصرفهم عن أمور أخرى أهم أو بالأحرى واقعية أكثر كالفساد ونهب مقدرات الشعب.. الخ.

ويتمثل ذلك في قول فوزي زميل هشام بالمباحث “عمره ما هيتغير..هيفضل كده متصور أن هو اللي صح والناس كلها غلط.. هو الوحيد اللي بيحمي البلد والناس كلهم خونة.. مسكين” أو هذا الحوار الرائع الذي كتبه رؤوف توفيق والذي يدور بين هشام ضابط المباحث ومجدي الصحفي “هشام: أنا خدمت البلد. ولولاي كانت الفوضى خربت كل حاجة.. احنا يا حضرة الصحفي في حالة حرب.. ومسئوليتنا حراسة البلد من الأعداء.

مجدي: الحرب الحقيقة احنا عارفين جذورها وأطرافها. إنما الحرب اللي أنت بتتكلم عنها مش موجودة إلا في تفكيرك وتفكير اللي زيك.. أنتم اخترعتوها عشان توقعوا الناس في بعض.. وتلخبطوا الحاكم.. وتشغلوا البلد بأعداء وهميين.. الحمد لله إنك طلعت على المعاش.”

إلا أن ما يثبت أن هشام مقتنع تماما بأفكاره وغير مدرك أنه مخدوع أو أن الأمر برمته خدعة لإلهاء الناس هو رده على مجدي بعد هذا الحوار، فيقول له ببساطة وبلا تمعن في قوله “بالتأكيد أنت عميل أجنبي.” بكل بساطة يتهمه بأشد تهمة ممكنة وهي الخيانة العظمى، وهي فلسفة ما فتأ يؤمن بها من هم مثل هشام. من يعارضك هو عميل أجنبي، أنت الوحيد الوطني، فأنت من يمثل الدولة وأنت من تعمل لحمايتها وهؤلاء يريدون خرابها وهدمها.. هذه العقلية لا تختلف كثيرا عن عقلية منصور الحفني بفيلم “الجزيرة” بجملته الشهيرة “من انهارده مفيش حكومة.. أنا الحكومة.” وهذا بالفعل هو ما يمكن أن يهدد الدولة أن يكون المجرم والشرطي – كلاهما – لهما نفس العقلية التي لا تحترم القانون أو الشعب.

هشام لا يفكر في أكثر من ذلك، لديه هدف واحد يتبعه ولا يفكر سوى به وهو إصدار الأوامر أو مثلما يقول إسماعيل/ والد منى قاصدا هشام “النوع ده من البشر.. اللي عايش طول يومه في جو من الأوامر والشخط والنطر ما يفتكرش الأمر اللي قاله الأسبوع اللي فات ولا ايه مبررات الأمر ده.. إنما يهمه الأمر اللي هايقوله دلوقت.. لأنه بيجد لذته في إصدار الأمر مش تنفيذه.. المشكلة مش في هشام بس.. إنما في كل اللي زيه.. بصي حواليكي وانتي تعرفي.. لو كل الأوامر والتعليمات والتنبيهات اتنفذت.. فعلا ماكنش حالنا بقى هو ده الحال.”

ورغم كل ذلك ورغم نص التلغراف الذي كان قد ارسله لوالدى مني والذي يقول “انتظروا ولي العهد.. الامضاء هشام،” فلقد فقد خليفته في الحكم. هكذا بكل بساطة رغم كل محاولاته لتفادي الأمر. بداية من زواجه من فتاة رقيقة وبسيطة “في حالها” على حد قوله وتحكمه بها حتى لا تثور عليه وصولا إلى قطع علاقتها بالآخرين وبكل شيء حتى لا يبقى لها سواه.

لقد قطع علاقتها بأهلها حتى قبل زواجهما حينما قرر أنهما سيعيشان بالقاهرة لا المنيا التي تعيش فيها أسرة منى. وقطع عنها تعليمها بالجامعة. وقطع عنها علاقتها بالناس أو الجيران أو حتى أهله هو نفسه. وحتى عبد الحليم حافظ الذي كانت تعشق صوته.

لقد قرر البطل منذ البداية أنه سيمتلك البطلة كامتلاك البرجوازي لبعض الانتيكات التي تحيل إلى الماضي والتي يتباهي بها أمام من هم أعلى منه مرتبة وطبقة متخيلا أن ذلك سيقربه منهم كالتحف التي يحتفظ بها بالبيت أو كاللون الذهبي الملكي الذي يغلب على أثاث البيت. كانت عقيدته واضحة منذ البداية حينما قال لها “أنا اختصرت كل الطرق واتقدمت لوالدك أطلب ايدك لأني ماحبش أضيع الوقت.. ولا أنك تضيعي مني.” (السيناريو) أو حينما قال لها “نفسي أوصلك بأسرع طريقة” (السيناريو).

هو يريدها، لقد رآها بإحدى الليالي تشتري شريطا لتسجل عليه حفلة لعبد الحليم حافظ (رمز الرومانسية)، فقرر أن يمتلكها ويقطع علاقتها بالكل حتى الذكرى نفسها.

وكلما حاولت استعادة علاقتها بأحد أو شيء حاول قطعها مباشرة، حاول قطع علاقتها بالجامعة عبر استعمالها كجاسوسة وحاول قطع علاقتها بجارتها حينما تم تشميع بيت الجارة/ ملجأها الوحيد بالقاهرة بعيدا عن أهلها – هذا المشهد الذي يقترب كثيرا من المشاهد الأخيرة بفيلم “موعد على العشاء” لنفس المخرج من ناحية التخطيط لإيذاء الزوج أثناء دعوة على الغداء/ العشاء – وحاول قطع علاقتها بعبد الحليم حافظ حينما قطع أمامها أحد شرائطه التي كان مسجلا عليها حفلة لأغنية موعود “موعود معايا بالجراح يا قلبي.” وقطع علاقتها بأبيها حينما قتله بنهاية الفيلم وبذلك يقتل أجمل أيام حياتها ويقوض كل السبل التي تصلها بالزمن الرومانسي الجميل الذي اهدى صانعو الفيلم له هو وصوت عبد الحليم حافظ عملهم الفني.

ولكي يعبر المخرج عن ذلك ويؤكده، يبدأ الفيلم بموسيقى لأغنية “أهواك” تذاع بداخل السينما بما تعبر عنه السينما “كأرض الأحلام” والرومانسية لينتهي الفيلم بمارش عسكري مع ظهور التترات ليوضح مدى جفاف ما وصلنا إليه ومدى تردي وضعنا.. ببداية الفيلم تدمع عيناي منى من أثر وقع أحداث فيلم “بنات اليوم” وأغنية “أهواك” الرومانسية وبنهاية الفيلم تبكي قتل زوجها لأبيها وضياع حياتها وزمنها.

خاص الكتابة

مقالات من نفس القسم