سيناء على الشاشة.. “شاهد مشفش حاجة”

موقع الكتابة الثقافي
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام
رغم كل ما يربطنا من وشائج روحية مع سيناء، فإن الذاكرة البصرية الجمعية لنا، وأقصد السينما، لم تسجل لسيناء أيًا من هذه الصلات، بل يمكن القول إنها بما قدمت من أحداث وشخوص قد كرست لمفهوم الاختلاف بين سكان الوادى وسكان الصحراء، ونظرت السينما المصرية للواقع البدوى بما له من خصوصية ثقافية نظرة متعالية، ومن منطلق الفرجة، بما يذكرنا بالحاوى فى الأحياء الشعبية الذى ينادى.. قرب.. قرب وشوف.. عندنا بنت بدوية، رقص وخلخال.. قرب وشوف. مجرد كارت بوستال، مكان.. مناظر طبيعية، تدور فيه أحداث لا تتصل بواقع المكان.

وحين ننظر فى تاريخ السينما المصرية وواقعها نجدها تعاملت مع المصريين القاطنين على حدودها فى سيناء وفى الواحات والصحراء الغربية على الهامش، بعيدًا عن المتن الصاخب بمشاكله ومتغيراته، كما تقدم هذه الكتيبات المدن التى تتحدث عنها، أنماطًا وصورًا ذهنية ثابتة دون روح أو تواصل حقيقى.

والأكثر أن صناع السينما فى مصر اهتموا بهذا الهامش وجذبهم إليه تصور محدود لدور السينما وهو التسلية والترفيه وتقديم كل غريب وعجيب، فكان أول فيلم مصرى هو فيلم «ليلى» إنتاج عام 1927، الذى بدأ إخراجه المخرج التركى وداد عرفى، وأكمل إخراجه استيفان روستى.

ويبدو أن عالم البدو كان الأقرب لنفوس صناع السينما ذوى الأصول غير المصرية، مثل الفنانة آسيا، والأخوين لاما اللذين بدأ نشاطهما فى تلك الفترة بإنتاج فيلمهما (قبلة فى الصحراء) 1928، حيث تولى إبراهيم تأليف القصة وتصويرها إلى جانب إخراجها سينمائيًا، واكتفى شقيقه بدر ببطولة الفيلم.

أما أشهر من قدم أفلام البدو فهو المخرج نيازى مصطفى. وبملاحظة وقراءة متأنية لما قدمته السينما من أفلام عن عالم البدو نجد أنها لاتزيد على ثلاثين فيلمًا. استلهمت وقائع نسبة كبيرة منها من أحداث وشخصيات تاريخية أو أسطورية فى التراث الشعبى العربى مثل أفلام دنانير 1940، سلامة 1945. إخراج توجى مزراحى، أبوزيد الهلالى 1947 إخراج عزالدين ذو الفقار، رابعة العدوية 1963 إخراج نيازى مصطفى.

وقد أغرت هذه الأجواء صناع السينما بإعادة تقديم نفس القصص أكثر من مرة على فترات متقاربة، كما حدث مع فيلم ليلى بنت الصحراء إنتاج عام 1937 من إخراج وإنتاج وتمثيل وسيناريو وحوار وموسيقى بهيجة حافظ، وبعد سبع سنوات يتم إعادة إنتاج القصة نفسها عن طريق شركة الإنتاج نفسها وإخراج بهيجة حافظ أيضا، وبمشاركة نفس الممثلين تقريبا، ولكن تحت اسم «ليلى البدوية» 1944.

ويتكرر هذا الأمر مع أفلام أخرى مثل قيس وليلى 1939، ليلى العامرية 1948 إخراج نيازى مصطفى، قيس وليلى 1960 إخراج أحمد ضياء الدين، تمثيل ماجدة وشكرى سرحان، عنتر وعبلة 1945 إخراج نيازى مصطفى، و«عنتر بن شداد» 1961 إخراج نيازى مصطفى وبطولة فريد شوقى وكوكا.

وتماهيًا مع قصص الحب التاريخية التى دارت أحداثها فى صحراء الجزيرة العربية، اخترع صناع السينما قصص حب تدور فى الصحراء المصرية دون تحديد المكان بالضبط، المهم أن هناك قصة حب تنشأ بين فتاة بدوية وفتى من قبيلتين بينهما عداء، وهناك رغبة فى الثأر بين القبيلتين، لكن الحب ينتصر فى النهاية، المعالجة البدوية لمسرحية روميو وجولييت، ولكن بنهاية مصرية صميمة، فى أفلام «البدوية الحسناء» 1947 إخراج إبراهيم لاما، سلطانة الصحراء 1947 إخراج نيازى مصطفى، «بنت البادية» 1958إخراج إبراهيم عمارة، «العلمين» 1965 سيناريو وإخراج عبدالعليم خطاب، قصة وحوار سنية قراعة.

وأحيانا يكون الحب مصحوبًا بالعنف والغصب مثل غادة الصحراء ١٩٢٩.. إخراج وداد عرفى تمثيل آسيا، ولم تكن قصص الحب مقصورة على أبناء القبائل المتجاورة بل ظهر أبناء الحضر مبكرًا فى قصص الحب البدوية وكانت النتيجة عادة سعيدة، لكن الملاحظ أن البدوية يحبها حضرى، ولم يحدث العكس أبدا، كما فى فيلم «رابحة» 1943 إخراج نيازى مصطفى تمثيل كوكا وبدر لاما، وفيلم «راوية» 1946 إخراج نيازى مصطفى وتمثيل كوكا.

 

مقالات من نفس القسم