سواران من ذهب

موقع الكتابة الثقافي writers 117
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

ريهام عزيز الدين

شاب تشي به سمرة الجنوب  يختلس النظر إلى هاتفه دوناً عن الطريق،

و حين يستبد به الشوق يدير الكاسيت بصوت قلبه المحترق “يهمك في إيه”.

العربة التي تحملنا جميعًا كصلبان خشبية سيتم إحراقها في المحطة التالية،

 تتأرجح بين يدي السائق وتعرجات الطريق،

ومسيح ضل الطريق إلى جذع النخلة علّه يجد ما فقد.

طفلةٌ فقدت دبها المفضل للتو وتبحث بين أرجل الجالسين عن ساقيّ والدها الطويلتين، تعود بخيبة

فتاة لها عينان بلون السبانخ تؤكد للصوت أنها في الطريق إليه، قد يتطلب ذلك ساعة او لربما عامين.

نمر علي صناديق زجاجية تقف بها نساء عاريات،

يخبرن المارة ان هناك تخفيضاً هائلاً علي ملابس الإحرام البيضاء،

بينما يتخشب بها أجساد رجال بلا رءوس بأعين تمّ اقتلاعها للتو.

تمتليء العربة، ثم ينسل الجميع كقطعة صوف يعاد نسجها و تنسيلها آلاف المرات

 دون أن تتحول إلى معطف يقي أحدهم برد قلبه!

في نهاية الطواف، أصل إلى بيت أمي

الطابق الأرضي تمّ تحويله إلى صندوق خشبي ذي قفل معدني صديء مكتوب عليه “يا رب”

أتعثر في ورقة بحجم اليد: تعلن البلدية اليوم عن حاجتها لتعبيد الطريق ليمر سادة جدد.

في كل مرة تأتي بلدية الحي ينسكب سائلاً أسود من فم وحش مهول يمضع مساراتنا المتعرجة ذات طفولة،

محاولات الهرب الأولى، ما تبقى من آثار أحذيتنا على طريق لن يتعرف أحدنا فيه على الآخر بعد اليوم.

تفوح من البيت رائحة كعك تمّ خبزه في صباح عمر طازج

تستقبلني أمي بنظرة معتادة من الغضب والمحبة

نقضي اليوم بأكمله نؤرخ تاريخ العجين

ألقي السلام متأخراً على ما علق مني ومن أخي على جدران البيت

في السادسة مساءا، تستقبل أمي القِبلة لتخبر الله بكل شيء

في السادسة وخمس دقائق، أتحول إلى سوارين من الذهب يستقران حول معصمها

يخبرها الصوت أن صلاتها قد استجيبت

بإمكانها منحي بالكلية لغيبٍ تجهله كلانا

كما يمكنها دوماً أن تستعير عمودي الفقري لتتكأ عليه.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
شاعرة مصرية

مقالات من نفس القسم

خالد السنديوني
يتبعهم الغاوون
خالد السنديوني

بستاني