رسالتان إلى سارة

رسالتان إلى سارة
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

1

لقد تغيرنا كثيراً

اليس كذلك؟

استطاعت الحياة أن تلوننا

ونمت طحالبها فوق جلودنا الرقيقة

تعلمنا المهادنة والانحناء

والرقص مثل الأفاعي على حبالها البالية

انت محقة

سيكبرون و يصيرون مثلها يوماً ما

وسنراهم ونبكي 

1

لقد تغيرنا كثيراً

اليس كذلك؟

استطاعت الحياة أن تلوننا

ونمت طحالبها فوق جلودنا الرقيقة

تعلمنا المهادنة والانحناء

والرقص مثل الأفاعي على حبالها البالية

انت محقة

سيكبرون و يصيرون مثلها يوماً ما

وسنراهم ونبكي 

لأن هذا ما قضينا عمراً نحميهم منه

سنحاول أن نملأ الثقوب دون جدوى

المحبة خفيفة كالهواء

والتجربة أثقل من حجر

تذكرين نفسك طفلة؟

أول يوم للانوثة

وأول تنورة

وأول أحمر شفاه

تذكرين أول حب

ماذا تبقى الآن؟

عجين التجربة خط تجاعيده

وضحكات الحياة الرقيعة

علمتنا القسوة

نحن نشبهها الآن

نساء حائرات بثديين من الأمومة

وكثير من الخوف والقسوة

2

كما أن الحب سكين ناعم

الأمومة مرعبة

مثل حكايات النوم المخيفة التي يقصونها علي الصغار

لكن هذا لا يعنيني الآن

أنا أبحث عن شيء ما مفقود بالداخل

يختبئ تحت الشراشف

ويرسم علامات استفهام على سقف الغرفة

كلما حاولت النوم

تعرفين

دائما ما أحببت البطل الشرير

دراكيولا المسكين الملعون بوحدته

البطل المجبر علي الانصياع للون الدماء

أو امرأة كسروها قديما ً

فأحرقت قرية بأكملها

لكني مجبرة علي الطيبة

علي محبة وخوف لا أعرف لهما مصدراً

بالأمس تحول السرير إلى مقبرة

قيدتني روحي إلى أطرافه

وحاولت أن تعلمني الموت

ثم رأيت حلما عجيبا عن راقصة جميلة جدا

تلد ظبيتين وذئبة صغيرة

لماذا نحزن يا سارة

ولماذا نركض خلف إجابات أنا علي يقين

أننا لسنا بحاجة إليها؟

جدتي لم تسال يوماً عن شيء

كانت سلطانة في بيت يعمل كخلية نحل

الصغار يتسلقون الحوائط

والبئر ترسل جنياتها للحراسة كل مساء

النوم رحلة للبحث في ذاكرة متقيحة

وجوه لا أريد لأبنائي أن يشبهونها

عقوبة علي أشياء أحاول جاهدة أن أذكرها

أنا حزينة يا سارة

مقالات من نفس القسم

بيننا حديقة
مروة أبوضيف

لو