رحل دون أن يترك صورة واحدة على جوجل

موقع الكتابة الثقافي
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

محمد صلاح العزب

 

كنت أعرف سهى زكي جيدا، وكنت أعرف محمد حسين بكر جيدا، الاثنان كانا من أصدقائي المقربين، وبعد تخرجي من الجامعة انشغلت في العمل وغبت عن الوسط الثقافي حوالي سنة، بعدها قابلتهما في الشارع يسيران معا، فدهشت وسألتهما

انتوا تعرفوا بعض؟

كانت سهى تحمل طفلا صغيرا على ذراعها لم أنتبه إليه، فأشار بكر إليه وقال

دي نهى بنتنا

كان زواجا غريبا، وزوجان غريبان، وحالة غريبة، فرحت جدا باسترداد صديقين قديمين فكرا أن أفضل ما يمكن أن يقدماه للعالم مجموعة قصصية مشتركة بعنوان "بوح الأرصفة" وطفلة

رحل حسين بكر

أرجو أن يسامحني ويسامح كل أصدقائه؛ لأنه مكث في المستشفى 6 أشهر، لم أزره خلالها غير 3 مرات، والله لو كنت أعرف لما خرجت من حجرتك يا صديقي

في المرة الثانية طلب مني أن أخرج لأوصله إلى الحمام، أول ما دخلنا من باب الحمام الخارجي ارتمى في حضني وبكى، وقال أنا تعبت قوي يا محمد

ربت على ظهره، فشعرت بعظامه في يدي مباشرة، تماسكت وقلت له خليك جامد عشان نهى

دخل الحمام وخرج بعد لحظة، فأدركت أنه كان يريد حماما آخر

رحل بكر رغم كل شيء كان قويا أمام المرض يسخر من أطبائه، وممرضيه ومن المثقفين، كان قد اشترك مؤخرا في مسابقة أدبية أقامتها جريدة الجمهورية، ولم تعلن نتائجها حتى الآن لكنه كان يسخر منها أيضا لأن التقديم لها كان يشترط إرفاق كوبون بالقصة المشتركة رحل وترك خلفه ابنته نهى وزوجته سهى التي أثبتت أنها إنسانة حقيقية أجمل بكثير مما كان يمكنني التصور، وقفت إلى جواره كأم وأخت وزوجة وصديق، فعوضته عن غياب كل هؤلاء محمد حسين بكر رحل

وحين حاولت أن أبحث على صورة له لأرفقها بهذا البوست لم أجد

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* روائي مصري

مقالات من نفس القسم