ربما أنا ياسر الزيات

موقع الكتابة الثقافي
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

شعر : ياسر الزيات *

ضع جثتي في جيبك يا صديقي، ادخرني إلى أن يصبح البكاء سريرك، وضعي أحلامي في حقيبتك يا زوجتي، تجملي بها عندما يصبح وجودي قبرك، وانزعيني من أظافرك يا صديقتي، ارميني في عربة الإسعاف لكي تنتظم ضربات قلبك. ويا بلادي، لم يحدث أي شيء، لم يحدث أي شيء، فاستمري في مضغ الدخان والمهرجانات والسجون، أنا سعيد هنا، سعيد في مقبرتي الإلهية، مقبرتي هذه التي أسميها ياسر الزيات.

نعم.. أنا ياسر الزيات:

سليل التجار المفلسين، سليل الشعراء المفلسين، سليل البلاد المفلسة هذه، وسليل الأناشيد الجماعية، والأحلام الجماعية، والمقابر الجماعية، فكيف أتبين ملامحك وسط كل هذا الحطام؟

نعم.. أنا ياسر الزيات:

تركت لكم كل شيء على حاله: المحبة الحارقة والموت الفجائي، القصائد الخربة والحياة المؤجلة، العزلة الوراثية والقسوة الأبدية. تركت لكم كل شيء على حاله، فرتبوه إن استطعتم، أو اتركوه على حاله، وتخلصوا مني لتحرروني. حرروني، أنا الهائم في جحيم ذاته، حرروني.

نعم.. أنا ياسر الزيات:

وحدي، وحيد، خائف. ربما أنا لا أحد، أو لاشيء. فما الذي يعنيه هذا الوجه؟ ما الذي تعنيه العينان المزدحمتان؟ ما الذي يعنيه القلب الغائم الطري؟ ما الذي تعنيه هذه الكتابة العرضية المعلقة في الأصابع؟ ولماذا أبكي هكذا كعاشق خائب، كإرهابي، كمنفي في ذاته، كنصف برتقالة، كشتات بلا نهاية؟

من أنا حقا؟

ربما أنا ياسر الزيات:

وحده، أو بعضه، أو بقاياه، أو أثره، أو نبضه الأخير المتلاشي في اسم بلا معنى، يفتش عن جسد بلا معنى، ليكون شيئا، مجرد شيء مكتمل، له نهاية واحدة تجعله وحيدا أو خائفا، أو ميتا حقيقيا تحضنه رمال حقيقية، يبعثرها هواء حقيقي، كلما مرت حبيبته عليه.

ــــــــــــــــــــــــــــــــ

* شاعر مصري

 

عودة إلى الملف

مقالات من نفس القسم

خالد السنديوني
يتبعهم الغاوون
خالد السنديوني

بستاني