خمس قصائد لجيفكا بالتازييفا

موقع الكتابة الثقافي
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام
جيفكا بالتازييفا شاعرة ومترجمة وأستاذة جامعية. ولدت في صوفيا (بلغاريا) عام 1947 وقامت بدراسة الأدبين الروسي والبلغاري وبعدها انتقلت للدارسة في مدريد حيث تقيم منذ عام 1983 وحصلت على الدكتوراه من جامعة جامعة كومبلوتنسي مدريد وعملت بها أستاذة للأدب حتى تقاعدها. تكتب بالبلغارية والإسبانية وصدر لها العديد من المجموعات الشعرية وحازت على عدد من الجوائز الهامة وترجمت قصائدها إلى أكثر من خمس عشرة لغة. ..............

هوميروس

متنبئا

لم أعد أرى.

والآن أصحو

في عين

آخر.

حتى أن الإصبع

الذي يمسح عني

الدمعة الحارقة

هو إصبعه.

يحترق.

ويشتعل.

ويؤلمني كثيرا.

ماذا أغني

كي لا أحسّ.

………….

عوليس

أحضروني نائما

إلى شاطئ إيتاكا

جسدا خاملا وحيدا.

في البداية

لم يتعرفوا عليّ

وبعد ذلك

لم يسألني أحد شيئا.

قتلت جميع المتوددين إلى بينلوبي

وأكثر من ذلك

ليس على أن أبتكر شيئا

ليس علي أن أبتكرني.

ليس علي أن آكون آخر.

حتى أنا لا أحلم بالأوديسا.

هروبي إلى الواقع

اكتمل.

……………..

تاريخ موجز لبلغاريا

ننجو، ننجو، دائما ننجو.

نجونا من البيزنطيين.

نجونا من العثمانيين.

نجونا من الروس.

من الفاشيين والشيوعيين.

نجونا من أنفسنا، ومن الآخرين

ومنكم.

ألم بشفاه مطبقة من الجير والنيلة

بلا ظل.

ننجو، ننجو، ننجو.

سابقة تاريخية

معجزة المعجزات.

إلى أية قوى أخرى

– مظلمة ومنيرة-

سوف نبقى؟

ناجون، ناجون، ناجون

لا أحياء ولا موتى.

يقطع القمر الكليل الجملة:

ولا حتى موتى!

ولا حتى موتى

كي نسكن الأمل

من أجل أن نُبعث من جديد.

……………..

تصوير رقمي

جالسة على مقعد في الظل

في ساحة كنيسة القديس ديمتريوس المرصوفة بالحصى،

في سيلفن، مدينتي، في مشهدي الوراثي.

أحس الشمس والمطر

لما قد حدث وما سوف يحدث.

رغم أن حبي لم يمكنه أبدا أن يكون معلنا

ولا مرارتي،

الغيوم، الأشجار، الجدران البيضاء للبيوت القديمة،

المباني الجديدة من الزجاج والبلاستيك الذكي،

الزهور الصغيرة التي تفلت من الرصيف،

عصافير الأفق المرتاعة،

العابرون والغائبون

يقطعون حماستهم إلى قطع

دون أن ينتبهوا.

فقط جلد الحياة والموت يقشعر

وحينئذ يهب الهواء بخفة

وينطفئ المشهد.

مقالات من نفس القسم