خاص الكتابة : الصور الأخيرة

موقع الكتابة الثقافي
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

محمد أبو زيد

الطريق الذي قطعناه أربعتنا ، الطاهر شرقاوي ومحمد شكر وهاني عبد المريد و أنا ، من ميدان التحرير إلى مستشفى ناصر لم يخبرنا بشيء ، لم يقل لنا أنها المرة الأخيرة لنا التي سنرى فيها محمد ، فعلنا ما نفعله كل مرة بلا تغيير ، أنهينا أعمالنا ، التقينا على مقهى عم صالح ، شربنا الشاي والينسون ، تحركنا معا ، ركبنا الأتوبيس ، وتهنا ، ضحكنا ، وقطعنا ضحكاتنا عندما رأينا جسد محمد الذي كاد يختفي ، كان محمد فرحا بنا ، وكنا حزينين لأجله ، أبقته فرحته ـ بأن هناك من يهتم به ـ أسبوعين آخرين ، ولم يبقنا حزننا عليه معه ، حمل طاهر قصة لمحمد نشرت له في قطر الندى ، وطال محمد شكر بقصيدة ، وطمأنه هاني ، وبكت سهى ، والتقطت صورا لم تتكرر ، كانت صوره الأخيرة ، ونحن عائدون ، اختفت جلبتنا وهرجنا ، ونحن عائدون ، صمتنا حتى وصلنا إلى بيوتنا ، ونحن عائدون تبادلنا النظرات الصامتة ، وافترقنا .

 

 

مقالات من نفس القسم