حُلْوَتِي

توني موريسون
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

توني موريسون

ترجمة: ناصر الحلواني

ليس خطأي، لذا، لا يمكنكَ أن تلومني. أنا لم أفعل ذلك، وليس لدي أدنى فكرة كيف حدث ذلك. لم يستغرقني الأمر أكثر من ساعة، بعدما جذبوها من بين ساقيَّ، لأدرك أن خطأ ما قد حدث، خطأ حقيقي. كانت شديدة السواد، أرعبتني. سوداء كمنتصف الليل. سوداء كالحزن.

إن بشرتي بيضاء، وشعري جميل، نطلق عليه أشقر، وكذلك شعر والد لولا آن. ليس في عائلتي من له شعر يقارب هذا اللون. القطران هو أقرب ما يمكنني التفكير فيه، غير أن لون شعرها لا يتفق مع لون بشرتها، إنه مختلف، منسدل لكن مموج، مثل شعر تلك القبائل العارية في أستراليا. ربما تظن أن لها أسلاف في ذلك. لكن، أي أسلاف؟ لابد وأنكَ رأيت جدتي، التي اعتُبرت بيضاء، وتزوجت رجلا أبيض، ولم تقل لأحد أي كلمة إضافية عن طفولتها. كانت تُعيد كل رسالة تصلها من أمي أو من خالاتي على الفور، دون أن تفتحها. وأخيرا فهموا الرسالة دون رسالة، فتركوها.

فعل ذلك كل الخلاسيين، والمولودون لأبيض وخلاسية، قديما ـ إذا كان لديهم لون الشعر الصحيح، هكذا. هل تتخيل كم من البِيضِ يتوارى في عروقهم دم زنجي؟ خمِّن، عشرون بالمائة، سمعت ذلك. أمي نفسها، لولا ماي، يمكن اعتبارها منهم ببساطة، لكنها اختارت ألا تفعل. أخبرتني بالثَّمن الذي دفعته مقابل قرارها؛ عندما ذهبت مع أبي إلى دائرة الزواج في المحكمة، كان هناك إنجيلان، وكان عليهما أن يضعا أيديهما على الإنجيل المخصص للزنوج. كان الإنجيل الآخر مخصص ليضع عليه البِيضُ أيديهم. الإنجيل! هل يمكنك أن تهزمه؟ كانت أمي مدبرة منزل لزوجين أبيضين من الأغنياء. أكلا كل وجبة طهتها، وأصرا على أن تدلك لهما ظهريهما، وهما في حوض الاستحمام، ويعلم الرب أي أمور حميمية أخرى جعلوها تفعلها، لكنهم لا يمسون الإنجيل نفسه.

ربما يظن بعضكم أنه أمر سيء أن نقسم أنفسنا إلى جماعات حسب لون بشرتنا ـ أصحاب البشرة الفاتحة هم الأفضل ـ في النوادي الاجتماعية، والجيرة، وفي الكنائس، ونوادي النساء، بل وفي المدارس. لكن، في أي مكان آخر يمكننا أن ننال بعض الكرامة؟ في أي مكان آخر يمكننا تجنب البصق علينا في الصيدليات، ولكزِنا بالمرافق في محطات الأوتوبيس، مجبرون على المشي في قنوات المياه، لندع للبِيضِ الرصيف بأكمله، يُحصَّل منا قرش في محلات البقالة، مقابل الكيس الورقي، الذي يُعطى للزبائن البِيض دون مقابل؟ دعك من كل أشكال السباب. سمعت كل ذلك، وربما أكثر، أكثر بكثير. لكن، بسبب لون بشرة أمي، لم تُمنع من تجربة القبعات، أو استعمال حجرة السيدات في المتاجر الكبيرة. وكان بمقدور أبي أن يجرب الحذاء في القسم الأمامي لمتجر الأحذية، وليس في الغرفة الخلفية. ولم يكن أي منهما يقبل أن يشرب من موضع شرب “الملونين فقط”، حتى لو أوشكا على الموت عطشا.

أكره أن أقول ذلك، لكن بداية من قسم الولادة، فإن الطفلة لولا آن أحرجتني. كان لون بشرتها عند الولادة شاحبا، مثل كل المواليد الجدد، بل إنه أفريقي، لكنها تغيرت بسرعة. ظننت أني سأصاب بالجنون عندما  تحولت أمام عينيَّ إلى اللون الأزرق الداكن. أعلم أني جُننت للحظة، لأنني ـ لبعض ثواني ـ ألقيت بالبطانية فوق وجهها، وضغطت عليها. لكني لم أستطع فعل ذلك، لا يهم كم تمنيت لو لم تولد بهذا اللون الفظيع. بل إني فكرت في أن أتخلص منها في أحد ملاجئ الأيتام. لكني خشيت أن أكون واحدة من تلك الأمهات اللائي تركن أطفالهن عند سلم الكنيسة. مؤخرا، سمعت عن زوجين في ألمانيا، أبيضين كالثلج، أنجبا طفلا أسود البشرة، لا تفسير لذلك. وتوأمان، أعتقد ـ أحدهما أبيض، والأخر ملون. غير أني لا أعلم إن كان ذلك صحيحا. كل ما أعرفه، بالنسبة لي، أن إرضاعها يشبه أن طفلا زنجيا يمتص ثديي. فبدأت بإرضاعها بواسطة الزجاجة، بمجرد أن عدت إلى المنزل.

يعمل زوجي لويس حمالا، وعندما عاد من محطة القطار نظر إلي كما لو كنت مجنونة، ونظر إلى الطفلة، كما لو أنها جاءت من كوكب المريخ. لم يكن لعانا، لذلك، عندما قال: “اللعنة! ما هذا بحق الجحيم؟” عرفت أننا وقعنا في مشكلة.

ذلك هو ما سبَّب ذلك ـ ما أنشأ الخلاف بيني وبينه. حطَّمَت زواجنا. عشنا ثلاث سنوات جميلة معا، لكن حين ولِدَت ألقى باللوم عليَّ، وعامل لولا آن كما لو كانت غريبة عنه ـ الأكثر من ذلك، عاملها كعدو. لم يلمسها أبدا.

لم أتمكن من إقناعه أبدا بأني لم ولن أخونه مع رجل آخر. كان مقتنعا تماما بأني كاذبة. تجادلنا، وتجادلنا، إلى أن قلت له إن لونها الأسود يرجع إلى أسرته هو ـ وليس بسببي. كان ذلك مما زاد الأمر سوءا، إذ قام وغادر، وكان عليَّ أن أبحث عن مكان أقل تكلفة لأعيش فيه. فعلت أقصى ما في وسعي. أعلم تماما أنه لا ينبغي أن أصحبها معي عندما ألتقي أصحاب العقارات، لذلك تركتها مع ابن عم في العشرينات ليرعاها في هذه الأثناء. لم أخرج بها كثيرا، على أية حال، لأنني عندما أدفع عربة الأطفال التي أضعها فيها، سينحني بعض الناس وينظر إلى داخل العربة، ليقول شيئا لطيفا، لكن سرعان ما يجفل عائدا، أو يبتعد بسرعة عابسا. هذا مؤلم. كان يمكنني أن أكون جليستها لو تبادلنا ألوان بشرتنا.

كان من الصعوبة بما يكفي أن تحاول امرأة ملونة ـ حتى لو كنتِ شقراء ـ أن تستأجر سكنا في منطقة لائقة في المدينة.

عودة إلى التسعينيات، حين ولدَت لولا آن، كان القانون يمنع التمييز بين من يؤجر أو يستأجر، لكن الكثير من ملاك العقارات لم يعبأوا بذلك. ينتحلون الكثير من الأعذار ليمتنعوا عن أن يؤجروا لك. لكن الحظ حالفني مع السيد ليي، رغم علمي أنه رفع الإيجار بمقدار سبعة دولارات أكثر من القيمة المذكورة في الإعلان، وينتابه الغضب إذا ما تأخرت دقيقة عن موعد دفع النقود.

طلبت منها أن تناديني “حلوتي”، بدلا من “أمي” أو “ماما”، هذا أكثر أمانا. كونها بهذا السواد، وتلكما الشفتين الغليظتين، وتناديني “ماما”، فسيؤدي هذا إلى إرباك الناس. بالإضافة إلى ذلك، فإن لها عينين غريبتي اللون، سوداء فاحمة، مع لمسة زرقاء ـ كان لهما ملمح سحري، أيضا.

هكذا، كنا نحن الاثنتين، معا لفترة طويلة، ولا أحتاج أن أخبرك بصعوبة أن تكوني زوجة مهجورة. أظن أن لويس شعر ببعض الضيق بعدما هجرنا بهذه الطريقة، إذ بعد عدة شهور عرف مكان إقامتي، وبدأ في إرسال النقود مرة كل شهر، رغم أنني لم أطلب منه نقودا قط، ولم ألجأ إلى المحكمة للمطالبة بها.

وفَّرَت الخمسين دولار التي يرسلها، مع عملي الليلي في المستشفى ، لي ولولا آن رعاية اجتماعية طيبة. كان هذا أمرا جيدا. أتمنى لو توقفوا عن تسميتها رعاية اجتماعية، وأن يستخدموا الكلمة السائدة حينما كانت أمي شابة. حينها كانوا يسمونها “راحة”. تبدو أفضل بكثير، كما لو أنها مجرد فترة قصيرة للراحة، وأنت تلملم شتات نفسك. إضافة إلى ذلك، فإن موظفو  الرعاية الاجتماعية كانوا حقراء كالبصقة. عندما عملت، في نهاية الأمر، لم أعد في حاجة إليهم، كنت أحقق دخلا أكبر مما يكسبونه هم. أحسب أن الدناءة تغشى شيكاتهم الهزيلة، والتي كانت السبب في معاملتهم لنا كشحاذين، خاصة عندما ينظرون إلى لولا آن ثم ينظرون إليَّ ـ كما لو أنني أحاول أن أخدعهم، أو شيء من هذا القبيل.

تحسنت الأحوال، لكن مازال عليّ أن أكون حريصة، حريصة للغاية في كيفية تربيتها. يجب أن أكون صارمة، شديدة الصرامة. تحتاج لولا آن إلى أن تتعلم كيف تسلك في تصرفاتها، كيف تحافظ على رباطة جأشها، وألا تثير المتاعب. لا يهمني كم مرة غيرت اسمها، فلونها كالصليب، ستحمله على الدوام. لكنه ليس خطأي، ليس خطأي، ليس كذلك.

أوه، نعم، أشعر بالاستياء أحيانا، بسبب الطريقة التي أعامل بها لولا آن، عندما كانت صغيرة، لكن عليك أن تفهم: عليَّ أن أحميها. هي لا تعرف العالم. بهذه البشرة، لا فائدة من أن تكون قاسيا أو وقحا، حتى إذا كنت محقا. ليس في عالم يمكن أن يتم إرسالك فيه إلى مصلحة الأحداث لمجرد أن الردّ بغير احترام ، أو التشاجر في المدرسة. عالمٌ، أنت فيه الأخير إذا رغبوا في توظيف شخص ما، والأول إذا أرادوا طرد شخص ما. هي لا تعلم شيئا من ذلك، أو كيف أن بشرتها السوداء ستخيف البِيض، أو تجعلهم يضحكون، ويحاولون خداعها.

ذات مرة رأيت فتاة، لونها قريب من لون بشرة لولا آن، لم يكن عمرها يزيد عن عشرة أعوام، محاصرة بمجموعة من الفتيان البِيض، عندما حاولَت التملص منهم، ركلها أحدهم في ظهرها فطرحها أرضا مرة أخرى، ومالوا عليها وهم يضحكون. وظلوا بعد رحيلها بفترة طويلة يقهقهون، فخورين بأنفسهم. إذا لم أكن شاهدتها وأنا أستقل الحافلة لكنت ساعدتها، وجذبتها بعيدا عن تلك الحثالة من البيض.

أترى، إذا لم أدرب لولا آن بشكل صحيح، ما كانت لتعرف كيف تعبر الطريق، وتتجنب مثل أولئك الأولاد. غير أن الدروس التي علمتها إياها قد آتت ثمارها، وفي النهاية، جعلتني فخورة كالطاووس.

لم أكن أما سيئة، عليك أن تعرف ذلك، لكن ربما قمت ببعض الأمور المؤلمة  لطفلتي الوحيدة، لأنه كان عليَّ أن أحميها. كان عليَّ ذلك. كل ذلك بسبب امتيازات لون البشرة.

في البداية، لم أستطع رؤية ما وراء كل هذا السواد، لأعرف من هي، وأحبها ببساطة. لكني أفعل. أقوم بذلك فعلا. أعتقد إنها تفهم الآن. أعتقد ذلك. المرتان الأخيرتان، التي رأيتها فيهما، كانت، حسنا، مدهشة. جريئة وتمتلئ بالثقة، في كل مرة تأتي لتراني، أنسى كم كانت سوداء حينذاك، لأنها كانت تستخدم ذلك لصالحها، في ملابس بيضاء جميلة.

علمتني درسا كان يجب أن أعرفه طوال الوقت؛ إن ما تفعله مع طفلك يبقى أثره. هم لا ينسون أبدا. بمجرد أن استطاعت تدبير أمورها، تركتني وحدي في تلك الشقة البائسة، وابتعدت عني بقدر ما تستطيع: تأنقت، وحصلت على وظيفة كبيرة في كاليفورنيا. لم تعد تتصل بي أو تزورني. ترسل لي نقودا، وبعض الأشياء، بين الحين والآخر، لكني لم أعد أراها، ولا أدري إلى متى.

أنا أفضّل هذا المكان ـ وينستون هاوس ـ لأن دور النقاهة فيه واسعة ونفقاتها عالية، ويقع خارج المدينة. الدار التي أنزل فيها صغيرة، مريحة، وأرخص، وخدمات التمريض على مدار الأربع وعشرين ساعة، ويمر عليَّ الطبيب مرتين كل أسبوع. عمري ثلاثة وستون عاما فقط ـ صغيرة جدا على أن أحظى بهذه الرعاية ـ لكني أصبت ببعض أمراض العظام الشديدة، لذلك فإن الرعاية الجيدة تعد أمرا حيويا.

الملل أسوأ من الضعف أو الألم، لكن الممرضات رائعات، قبَّلتني إحداهن على وجنتي عندما أخبرتها إني سأصبح جدة. كانت ابتسامتها ومجاملتها تناسب شخصا على وشك التتويج. أريتها الخبر، المكتوب على ورق أزرق، جاءني من لولا آن ـ حسنا، وقَّعت “عروس”، لكني لم أعر ذلك أي اهتمام. بدت كلماتها مثيرة حدّ الإرباك. “خمني ماذا، س. أنا سعيدة جدا جدا لأني أنقل إليك هذا الخبر؛ سأنجب طفلا. أنا مبتهجة جدا جدا، وآمل أنك كذلك أيضا”.

أفترض أن هذه البهجة خاصة بالطفل، لا بوالده، لأنها لم تذكره على الإطلاق. أتساءل إن كان أسود مثلها. إذا كان كذلك، فلن تعاني القلق مثلما عانيت. لقد تغيرت الأحوال قليلا عما كانت عليه وأنا صغيرة. الخلاسيون يملأون شاشات التلفاز، ومجلات  الموضة، والإعلانات، بل صاروا نجوما للأفلام.

لا يوجد عنوان للمرسِل على المغلَّف، فخمنت أني ما زلت الوالدة السيئة، التي يتم عقابها إلى الأبد، حتى يحين موتي بسبب الإعداد الجيد، والطريقة الحتمية التي ربيتها بها. أعلم أنها تكرهني. لم تزد علاقتنا عن مجرد إرسال نقود لي. يجب علي القول إني ممتنة لما ترسله من مال، إذ لا أضطر إلى استجداء ما أحتاجه، مثلما تفعل بعض المريضات، إذا رغبت إحداهن في الحصول على مجموعة أوراق لعب جديدة للعب السوليتير، يمكنني الحصول عليها، ولا أحتاج إلى أوراق اللعب القذرة والممزقة في غرفة الجلوس. ويمكنني شراء كريم وجه خاص بي. لكني لا أُخدع، أعلم أن المال الذي ترسله مجرد وسيلة لأجل أن تبقى بعيدة، وليهدأ القليل من وخز الضمير الذي بقي لديها.

إذا كنت أبدو حادة الطبع، لا أشعر بالامتنان، فإن جزءا من ذلك يرجع إلى ما يكمن فيَّ من ندم؛ على كل الأشياء التي لم أفعلها بشكل صحيح، والتي فعلتها بنحو خطأ. أذكر عندما كانت دورتها الشهرية الأولى، وكيف تعاملت معها، أو حين كنت أصرخ فيها إذا تعثَّرت أو أوقعت شيئا، حقا، كنت منزعجة، حتى لقد نفرت من بشرتها السواء عندما ولِدَت، وفكرت، في البداية في … لا. يجب أن أنحي هذه الذكريات بعيدا ـ بسرعة. لا فائدة. أعلم أني بذلت ما في وسعي من أجلها، في ظل تلك الظروف، عندما هجرنا زوجي، كانت لولا آن عبء، عبء ثقيلا، لكني حملته بجدارة.

نعم، كنت قاسية معها، أؤكد أني كنت كذلك. عندما أتمَّت الثانية عشرة واستهلَّت الثالثة عشرة، كان علي أن أكون أشد صرامة، كانت تردُّ علي، وتمتنع عن أكل ما أطهوه، وتزين شعرها. عندما كنت أضفره لها، كانت تحل الضفائر بعدما تذهب إلى المدرسة. لم أكن أقدر على إجبارها على النوم. حذرتها مما سيُطلق عليها من أوصاف. ما زالت بعض أشياء متعلقة بفترة الدراسة في حاجة إلى أن أمحوها. أ ترين إلام صارت؟ فتاة ذات مهنة وغنية. أ يمكنك التغلب على ذلك؟

هي حامل الآن. خطوة طيبة، يا لولا آن. إذا ظننت أن الأمومة مجرد مناغاة طفل، وتنظيف مؤخرته، وتغيير حفاضات، فستواجهين صدمة كبيرة، هائلة. أنت ومن لا اسم له؛ سواء كان صديقك، أو زوجك، أو ألتقطيه، أيا كان ـ أتتخيلين، هوووه! يا طفلي! نام صغيري نام!

انصتي لي. أنت على وشك اكتشاف ما يتطلبه الأمر، كيف هو العالم، كيف تجري أموره، وكيف تتغير أحواله عندما تصبحين أما.

حظ طيب، وليرعى الرب الطفل.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

توني موريسون (1931-2019): كاتبة أمريكية من أصول أفريقية، كتبت الرواية، والمقال، وقصص الأطفال. كانت الثانية بين أبناء أسرة تنتمي إلى الطبقة العاملة، وهي في الثانية من عمرها، لم يتمكن أبويها من سداد إيجار المنزل، فأشعل صاحبه النار فيه، فظلوا بداخله يواجهونه بالضحك ولم ييأسوا، كما حكت. رسخ أبويها في نفسها الثقافة الأفروأمريكية، من خلال الحكايات الفولكلورية والأغاني. التحقت بجامعة هاوارد، وحصلت فيها على بكالوريوس الأدب الإنجليزي (1953)، وحصلت على الماجستير من جامعة كورنيل، عملت في جامعة تكساس، ثم في جامعة هاوارد، ثم كمحررة في دار للنشر، وكان من أعمالها تحرير كتاب عن الأدب الأفروأمريكي، جمعت فيه قصصا لمجموعة من أشهر الكتاب. كانت أولى أعمالها رواية “أكثر العيون زرقة” (1970)، ثم كتبت روايتها التالية “سولا” (1973) التي رُشحت لجائزة الكتاب الوطنية. ثم كانت روايتها الثالثة “أغنية سليمان” (1977) التي حصلت على جائزة حلقة نقاد الكتاب الوطنية. في (1979) منحتها كلية برنارد وسام برنارد للتميز. وروايتها التالية “طفل القطران” (1981). ثم كانت  أشهر رواياتها، ثلاثية الحب:  “محبوبة” (1987)، و”جاز” (1992)، و”الفردوس” (1998). وفي عام (1993) حصلت توني موريسون على جائزة نوبل في الأدب، كأول كاتبة سوداء على الإطلاق. وقالت لجنة الجائزة: “إن أعمال موريسون تتميز بقوة البصيرة، والعمق الشعري، وتبرز جانبًا مهمًا من حقيقة الحياة الأمريكية”. توفيت موريسون في أغسطس (2019) وقد تركت 11 رواية، وقصتان قصيرتان فقط: “ريسيتيتيف”، و”حلوتي” (كلتاهما ترجمة ناصر الحلواني)، ومسرحيتان، وبعض كتب للأطفال، وثلاث كتب نقدية.

مقالات من نفس القسم