حوار مع طلال فيصل .. رواية “السيرة” مُرهقة .. وتحتاج الكثير من البحث

موقع الكتابة الثقافي
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

  حوار :نسمة تليمة

 

دخل تلك المنطقة الصعبة فى الكتابة عن البشر، ورفض أن يصبح "بابًا" للتلصص على الحياة الشخصية لأبطاله، راهن على "رواية السيرة" المعروفة في فرنسا وإنجلترا وأجاد تقديمها، يلفت انتباهه لحظة بعينها تأخذه بعيدًا فى حياة أحدهم وتشعره بالشغف، ليقرر:"أنا هنا من الآن"، رافعًا شعار يحتمل كل الإنسانية وكأن الغائبون يخبروننا "لا تنسونا وإن صرنا إلى الغياب"، العالم لديه ليس أخيار فى المطلق ولا أشرار فى المطلق، هم فقط تركوا حكايات استحقت السرد والتأمل والود والتماس العذر أحيانًا، كل رواية لديه حملت سؤال ما بداخله وتحولت دواخلنا إلى تقديرات جادة فى الحياة، طلال فيصل صاحب تلك الطوبة التى ألقيت فى المياه الراكدة عن هؤلاء البعيدين الآن، الطبيب النفسى والكاتب والروائى، الذى أخذ البعض معه إلى "الكتيبة الخرساء" المكونة من  "هاملت، دون كيخوتة، الحسين، أبو علاء المعرى" فى عمله الأخير "سرور" ويعدنا بالكثير فى روايته الجديدة  "بليغ"، حين تقرأ له تقرأه أحيانا ولا تشعر إلا وانت تبحث عن بطله فى الحقيقة، فتجد نفسك يستهويك الاستماع الى صوت نجيب سرور الذى أدخله فى اعماقك بسطوره، فقد يكمل الصوت المشهد الذى رسمه طلال..

  حوار :نسمة تليمة

دخل تلك المنطقة الصعبة فى الكتابة عن البشر، ورفض أن يصبح “بابًا” للتلصص على الحياة الشخصية لأبطاله، راهن على “رواية السيرة” المعروفة في فرنسا وإنجلترا وأجاد تقديمها، يلفت انتباههلحظة بعينها تأخذه بعيدًا فى حياة أحدهم وتشعره بالشغف، ليقرر:”أنا هنا من الآن”، رافعًا شعار يحتمل كل الإنسانية وكأن الغائبون يخبروننا “لا تنسونا وإن صرنا إلى الغياب”، العالم لديه ليس أخيار فىالمطلق ولا أشرار فى المطلق، هم فقط تركوا حكايات استحقت السرد والتأمل والود والتماس العذر أحيانًا، كل رواية لديه حملت سؤال ما بداخله وتحولت دواخلنا إلى تقديرات جادة فى الحياة، طلالفيصل صاحب تلك الطوبة التى ألقيت فى المياه الراكدة عن هؤلاء البعيدين الآن، الطبيب النفسى والكاتب والروائى، الذى أخذ البعض معه إلى “الكتيبة الخرساء” المكونة من  “هاملت، دون كيخوتة،الحسين، أبو علاء المعرى” فى عمله الأخير “سرور” ويعدنا بالكثير فى روايته الجديدة  “بليغ”، حين تقرأ له تقرأه أحيانا ولا تشعر إلاوانت تبحث عن بطله فى الحقيقة، فتجد نفسك يستهويك الاستماعالى صوت نجيب سرور الذى أدخله فى اعماقك بسطوره، فقد يكمل الصوت المشهد الذى رسمه طلال..

لا إجابة شافيه فى الحياة لديه، ولا يقين، يضع أمامه تلك الأبيات التى تركها لنا أبى العلاء المعرى واحتملها أبطال رواياته بإنصاف لرحلتهم

لا تظلموا الموتى وإن طال المدى..إنى أخاف عليكم أن تلتقوا

يرتبك حين يفكر لماذا يكتب ورغم ذلك يلقيك بإجابات عدة تفتح لك طاقات جديدة فى التفكير، وتندهش حين يعبر عن نفسه فى الديوان الوحيد له فى الشعرالملائكة لا تشاهد الأفلام الإباحيةحين يقول

: “أحببت التأنيب وحديث النفس  أحببت وطنى بئر به ألف يوسف ..”
طلال فيصل يتحدث الينا كما لم يتحدث من قبل

 

          هل غرامك بالشخصيات التى تكتب عنها له معايير بعينها تجعلك مرة تكتبسروروأخرىبليغ” ..؟

          المعيار العاطفى وما يحمل تساؤلات كبرى لي أول تلك المعاييرأن تكون الشخصية لمستنىأو لمست شىء ما يهمنى وهو ما يمكن أن يتغير بالوقت فمثلًا شغلنى فىنجيب سرورفكرة الاصطدام بالواقع والتركيز مع تفاصيله ومدى أهمية ذلك، فى حين شغلنى فى بليغ تساؤل عن كيفية تجاوز العلاقات العاطفية وكيفية ذلك من صعوبته، أما فى سيد قطب فشغلنى بعيدًا عن الجانب السياسى قدرتنا على التواصل وفقًا لتقديراتنا واتخاذ قرارات مؤثرة، هل الصراعات الكبيرة تكون بسبب أفكار بالفعل أم هى مجرد نزاعات شخصية ؟

 

          إذن حيوات الشخصيات فى تقديرك هى تعبير عن أزمنة؟

 

بالفعل فتتبع كل شخصية فى لحظة بعينها يحملك إلى ذلك الزمن وتفاصيله وظروفه ولذا ظهر من حكاية سرور ما حدث بعد ثورة يوليو وزمن الستينيات، وبليغ سنرى تفاصيل أواخر السبعيناتفترة وجوده فى باريس”  وسيد قطب رحلته فى أمريكا فى التسعينات كل مرحلة كاشفة عن الكثير ومن الأشياء.

          إلى أي مدى ترى صدق تعبيرك عن تلك الفترات؟

لا يقين بالطبع، ولكن أعتمد على صدق اللحظة التى تشغلنى فاللحظة الأكثر تعبيرًا عن سرور حين اصطدم بمن حوله وإعلانه فى الجرائد عن تآمر زملائه عليه وصعوبة إنتاج المسرحيات والحياة فى ظل حكم بوليسى، أما بليغ فكانت لحظة انفصاله عن وردة الأكثر تعبيرًا عن مرحلة جيددة فى حياته، حيث ساءت ألحانه حتى أن هناك فترة يقدم فيها ألحان لمطربات فى ملاهى ليلية، حتى يسافر باريس، هى لحظة كاشفة لهشاشة العوالم وعدم القدرة على السيطرة على الحياة

          الى أى مدى تصبح حرًا وأنت تكتب عن الآخرين؟

يضحكإلى آخر حد، هى مشكلةالناس للاسف تتخيل أحيانًا أن مافى الرواية هو ما حدث بالفعل وقد تعاملوا معسرورعلى أنه حقيقة بكل ما فيه خاصة مع وجود لعبة الوثائق ولكن الحقيقة، أن رواياتى الأربع المتحدثين عن شخصياتسرور، وسيد قطب، وبليغ، وعبد الوهابحين تضعهم بجانب بعضهم البعض سيكتشف الجميع أن شخصيةطلال فيصلالموجودة داخلها فى كل مرة تحمل تفاصيل غير حقيقية ومختلفه عن الواقع وهو ماسيفهم منه أن التفاصيل بأكلمها تحتمللعبة“.

 

          ألا ترى أن تقديم رواية السيرة للقارىء المصرى رهان يحتمل الخسارة؟

الحقيقة تقول إن الناشر المصرى مرحب جدًا برواية السيرة وهى مغرية له ولن تبطل أبداً، والمهم بالنسبة لى فى رواية السيرة التى أعتبرها صعبة ومرهقة، الأ تفلت منك وتتحول الى روايةنميمةومادة للصحافة الصفراء، وقد سبق لى حضور إحدى الورش عنها ووجدت الحديث عنها بايجابية شديدة خاصة وأن الناس تحب الشخص ولديها شغف بمعرفة الكثير عنه.

 

          هل عملك طبيب نفسى جعلك مغرم بالشخصيات؟

عملى طبيب نفسى جعل لدى القدرة على السماع على مهل، وهو بالطبع مفيد لى ككاتب، كإنسان، أتذكر ان إحدى المريضات فى ألمانيا لم تخبرنى بحقيقة مشكلتها إلا فى الجلسة الثامنة، بجانب أن عملى يعلمنى ألا أصدر أحكامًا على الناس.

          على طريقة السينما سأطرح عليك التساؤل التالى:

أيهما يشكل عقل الأخر القارىء بما يحتاجه أم الكاتب بما يقدمه ويعتاد عليه القارئ؟

القارئ فى تقديرى ليس له اهتمامات ثابتة، وحين اهتم بشخصية أثارت اهتمامى أعى وأنا أكتب ما سيعجب القارىء أحيانًا، فمثلا فصلنجيب محفوظفى روايةسروركنت أعلم أنها ستثير حماس القراء، أعتقد أن كل شىء يحدث داخل الكاتب بشكل واضح أولا.

 

          لماذا يخشى الكتاب العرب رواية السيرة فى رأيك؟

أحيانا رواية السيرة تجعل البعض يقع فى منطقها المدرسى، وهو ما يعنى مثلا أن شخصية مثل أم كلثوم لا تخطئ، سيدة جميلة أصبحت أهم مطربة فى العالم العربى، وإذا لم تقدم الرواية بهذا الشكل فسيكون غير مقبول، ولك مثال آخرالشيخ الشعرواىله مواقف تغضب البعض وهو رجل دين إذا كتبت عنها ستاهجم، وإذا استبعدتها لن يكون للحدوتة شغف، ولكن الناس لا تتقبل أى طرح سوى الطرح المدرسى ولجعلها رواية بالمعنى الفنى لابد أن أتحدث عن صراعات الشخص، هذا إلى جانب أن رواية السيرة مجهدة وتحتاج إلى الكثير من البحث.

 

إذن أنت تهرب من الشخصيات التى تحمل حياتهم يقينًا؟

أشك أن تتواجد شخصية حياتها تحمل وجه نظر واحدة، بجانب أنك حين تكتب قد تغير وجهة نظرك فى الأشياء فروايةسروركانت ستكتب بشكل آخر وحين جلست مع من اقترب منه مثلساشازوجته الروسية وبعض أقاربه وجدت لكل منهم وجهة نظره فى الحكاية، الحدوتة بأكثر من تقدير، وهناك أصوات متعددة خرَّجت سرور بهذا الشكل.

          هل يفترض أن يكون الكاتبمنصفًا؟

نعم، ولكن ماذا يعنى أن يكون منصفًا؟، بالنسبة لى الإنصاف هو بذل مجهود كبير فى معرفة الشخصية والوصول لرأى بكل تجرد، أكذب وأصبح غير منصفًا حين أعلم أن مرحلة بعينها فى الشخصية قد تلق ردود أفعال كبرى بين الناس فأكتب عنها دون غيرها، كما يتخيل البعض مثلًا أننى سأكتب عن بليغ قصة حبه مع وردة، ولكن ما حدث هو فهم لعلاقتهم الحقيقية، والتعبير عنها حتى وإن قلت ما لا يحب الناس سماعه، بناءا على مجهودى فى معرفة القصة والشخصية، وعلاقته بأخوته وأخيه الكبير تحديدًامرسى



          كيف رأيت بليغ حمدى؟

          أقتنع تماما أننى صديق لهذا الرجل، لدرجة أننى حتى أخطائه أفهمها جيدًا وكأنه روى لى تصوره وما قصده، مثلًا ما قيل عن خياناته لوردة رأيتها إثبات لحبه الشديد لها وما حدث فيما بعد أثبت ذلك وسيعرفه القارىء فى الرواية الصادرة قريبًا، أضع أمامى كل الأخطاء، والإنسانيات الهامة لشخصية ملحن هام جدا فى تاريخ الموسيقى المصرية والعربية.

          ولكن قد يرى البعض أنها تقديراتك أنت للشخصية.؟

نعم هى تقديراتى، وأنا لا أحكم عليه فى الرواية، سبق وأن حدثتك أنها رواية حملت خيالًا أيضًا، ولكن لتنظرى معى مثلًا لإحدى المواقف ومنها استقبال بليغ حمدى لوردة فى المطار وهو الموقف الذى رواه لى أكثر من شخص جميعهم حضره ولكن لكل منهم قصة وأنا رأيتهم جميعا على حق وصادقون، بناءا على ما أؤمن به وهو وجود منحنى مرتبط بدراسات الذاكرة أننا كلما لم نتذكر الحكاية بدقة كلما زدنا يقينا بها.

 

          لماذا نكتب ؟

يصمت قليلا، ويفكر ثم يقول :مش عارف

هى مهمة أحتاج أن أفعلها، أحب أن أفعلها، قد أحب أن اكتب رواية جيدة باللغة العربية، أتخيل شىء يقتنع به الناس وهو أمر ممتع، الكتابه أشبه بفعل الإدمان أو الاعتياد كما يسميه الألمان، نحن نفعل ما نعرفه.

 

انطلاقًا من خطاببوب ديلانلمسؤلى جائزة نوبل، وحديثه عن استغراق المبدع فى بعض المشكلات المبتذلة وتأثير ذلك أحيانًا على الإنتاج.. كيف ترى الفكرة؟

الروائى قد يكون الأكثر حظًا فى عدم وقوعه فى تلك المشكلات لأنه فقط يكتب عكس من يكتب الأغانى مثلديلانويحتاج للبحث عن ملحن أو مغنى أو السيناريست الذى يتعرض لمشكلات تحتمل حذف بعض ماكتبه، وديلانحين استشهد فى الخطاببشكسبيرالذى كان يبحث عن ممثلين ومسرح وغيره صدق، قد تكون أكثر ما يؤرقنى هو عملى والتزامى به وبحثى عن أجازات للكتابة.

 

هل من الضرورى أن يفصل الكاتب بين العالم الواقعى الذى يعيشه وعالمه الرومانسى الذى يكتب داخله؟

بالطبع، من لا يستطيع التعاطى مع العالم الواقعى هو شخص بالفعل طيب جدا، ومحبوب لمن حوله، لكنه يسهل تعرضه للصدمات وردود أفعاله تكون عنيفة ولا تستوعب ما يحدث، وقد يتعرض هؤلاء للأذى أكثر من الآخرين، بالنسبة لى قد تكون الغربة وعملى فى ألمانيا تخرجنى أحيانًا من هذا الإطار .

 

          كتبت الكاتبة المفضلة لديكإميلى نوثامبفى روايةبيبوجرافيا الجوعما وصف بالسيرة الذاتيه لنفسها وتجربتها فى اليابان، ألا يمكن لطلال فيصل تجربة ذلك هو أيضا؟

ممكن جدا، وأنا بالفعل أحبأميلى نوثامبكاتبة لطيفة وكان لدى طموح فى مرحلة ما أن أكتب رواية شبيهه بها ولكنى طموحى الآن أصبح أثقل من ذلك

 

          أورهان باموق..تحدث عن مصطلحروائي رحيموهو مصطلح جديد على الساحة العربية ..هل تراه حقيقي؟

          حسب ما فهمته أن الروائى الرحيم هو الذى يلتمس الأعذار للشخصيات التى يكتب عنها، وأعتقد أننى كذلك، ألتمس لهم العذر وقد يكون لأننى لم أصادف شخصيات شريرة بالمعنى الحرفى فى الحياة.

    يقولكافكايجب أن يكون الكتاب بمثابة الفأس لبحر الجليد بداخلنا؟
الى أى مدى تتفق مع ذلك؟

فكرت كثيرًا فى تلك الجملة، وبالفعل دواخلنا بحور من الجليد تستحق اختراقها، وقد قرأت فى الفترة الأخيرة الكثير من كتاباتكافكابالألمانية لكننى مازلت أفكر فيها ولم أصل إلى نتيجة.

 

          فى رد فعل قوى لماركيز على روايةكافكاالصغيرةالمسخوالتى تخيل فيها كافكا شخص استيقظ ليجد نفسهحشرةويبدأ فى التعامل مع الواقع، قاللم أعرف من قبل أن أحدا يسمح له بأن يكتب شيئا كهذا“.. هل الكاتب يفكر فيما يسمح له وإن حدث ألا يؤثر ذلك على ما يكتبه؟

أحيانا تتصور أن هناك ما يصعب فعله، لكنك قد تفعله، وكثيرا ما أسأل نفسىهو ينفع أكتب كذا؟ مثلما وضعت بعض الشتائم فى روايةسروروأنا لا أعلم مدى تقبل القارىء لذلك ولكنى انتصر فى النهاية لحدسى، ولكنى أعتقد أنماركيزقال ذلك كرد فعل على دهشته بالفكرة نفسهافكافكاكتب المستحيل وهو ما أظهرالكافكاويةوطريقة جديدة فى النظر إلى العالم.

           اعتبر نجيب محفوظ قيمة العمل الفني نابع من مدى إنسانيته وهو ما اتفق مع حيثيات فوزه بجائزة نوبل التى اعتبرت أعماله عبرت عن الإنسانيةبماذا تنشغل أثناء الكتابة؟

أصبح مشغولًا بفكرة مرور الزمن ووقع رواياتى فى يد شخص بأى مكان فى العالم هل ستؤثر فيه؟ وتلمسه أم أن أحداثها ستبتعد عن عالمه، فمن المفترض أن المواطن الفيتنامى على سبيل المثال يتأثر بما أكتبه بعد خمسين سنة، لأنه كتب عن إنسان وعبر عن إنسانيته، هناك شيئا مشترك بيننا جميعا وظيفة الكتابة العثور عليه..

            ماهى المعركة الحقيقية للأديب؟

أعتقد الزمن.. كيف يواصل الانتاج خلال الزمن؟، وكيف يؤثر إنتاجه عبر الزمن في الجميع؟ بمعنى أن تظل أعماله قابلة للقراءة.

           كيف ترى الجوائز ؟ هل من الضرورى حصول الكاتب على جائزة ليعرفه الناس؟

الجوائز بالطبع تساعد الكاتب وتعطيه مقدارًا من المصداقية، لا يمكن تجاهلها، فإذا ظللت تكتب لمدة عشر سنوات متواصلين ولم تحصل على أى تقدير معنوى من الجوائز هناك إذن خطأ ما.

           ما الذى تحتاجه منذ أن تشغلك لحظة فى حياة أحدهم حتى صدور الرواية؟

مراحل العمل بالنسة لى معروفة، أقوم بعمل قاموس للشخصيات الموجودة داخل الرواية ، كيف يتحدثون وما هى أفكارهم، وبعدها أجلس للكتابة.

          هل يشغلك السرد أكثر أم التنظير، بناءا على مقولةباختين؟

ضاحكا: أكتشف أحيانا ميلى تجاه التنظير، وأنا أكتب ولكن أعود سريعًا إلى ما أفعله، لأنه ليس بالأمر الجيد انشغال الكاتب بالتنظير وإبداء أرائه تجاه الكوكب والعالم أثناء الكتابة، ولكنك قد تغفر لأحدهم استغراقه فى التنظير كما أفعل معالطاعونلكامولأنها مكتوبةحلو“.

 

          تعيش فى ألمانيا الآن، وفى كتابهاكتشاف سارةحلل يوسف إدريس الشخصية الألمانية أنها تحمل دائما عقدة التفوق.. ألن تكتب عنهم؟

ألمانيا منطقة حادة فكل شىء لديهم لابد أن يكونصحيحًاولكن الكتابة عنهم صعبة لأننى قد أزاملهم فى العمل، لكنى قد أكتب عن مصري يعيش معهم، أما الكتابة عنهم تحتاج فهما لطبيعة شخصياتهم وهو أمر صعب الآن ولن يقنع أحًدا.

 

          البعض يرى أن الاحداث الكبرى تحتاج لوقت طويل لاستيعابها حتى نكتب عنها ..كيف ترى الفكرة فى ظل كتابة البعض عن ثورة يناير؟

ليس ضرورى الحكم على الحدث بالزمن، هناك أحداث كبرى كتب عنها بشكل جيد، فى زمنها ووضع تصور عما سيحدث كما فعلتوماس برناردحين كتب عن الحرب العالمية الثانية، وأجاد ذلك حتى أنه تنبأ بما سيفعلههتلربألمانيا، رغم أن وقتها كان الجميع متحمسًا لهتلر، الأمر فقط يحتاج إلى كاتب جيد الرؤية .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

نُشر في جريدة الأهالي المصريّة يناير 2017

مقالات من نفس القسم