حكاية يابانية عن المحبة

موقع الكتابة الثقافي
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

ياسمين مجدي

لا نحتاج للورد لكي نحتفل بالحب.. لأننا لن نتذكره يومًا واحدًا إنما سيكون الحب طريق طوال الأيام. واختارت البنت في الحكاية أن تقدم أشياءً أكبر من الورد، وأن يكون حبها لعائلة وليس لشخص.

هذه حكاية يابانية شعبية، عن طائر الكركي الأبيض الذي وقع في شبكة وكان جريحًا ويبكي. سمع صوته رجل عجوز فحرره من الشبكة. طار الكركي ودار ثلاث مرات فوق رأس الرجل العجوز ثم ابتعد.

كان العجوز فقيرًا ويعيش مع زوجته العجوز، وفي أحد الأيام فوجئ بفتاة شابة ترتدي ملابس بيضاء تطرق الباب، وتطلب منهما أن تبيت لليلة عندهم. فسمح لها الرجل. ومنذ ذلك اليوم تغيرت حياة الرجل والمرأة العجوزين، أصبحا في سعادة دائمة والشابة تجعل بيتهما نظيفًا.

أخبرتهم أنها لا عائلة لها، فسمحا لها بالبقاء معها، وطلبت أن تغزل لهما قماشًا لا يوجد شبيه له، وسيباع بثمن غال.بشرط أن تدخل الغرفة تغزل ولا يفتح أحد الباب عليها. بقبت لثلاثة أيام في عمل متواصل وصوت منخفض للغزل يخرج من الغرفة. حتى خرجت لهما بقماشة بيضاء رائعة الجمال، لكن الفتاة كانت متعبة ونحيفة ورقبتها طويلة.

ذهب الرجل العجوز ليبيع القماشة وقبض ثمنها نقودًا كثيرة، وطلب البائع من الرجل قطعة أخرى، مقابل أن يدفع له أكثر في المرة القادمة. فعاد الرجل العجوز وطلب منها أن تغزل مرة أخرى فقط. كانت متعبة ولا تريد أن تغزل، لكنها وافقت، بشرط ألا يدخل أحد عليها أثناء الغزل. دخلت وكان صوت غزلها منخفضًا، ومرت الأيام الثلاث ولم تكن قد انتهت بعد. فضعف الرجل العجوز وزوجته وفتحا الباب. لكنهما لم يجدا فتاة، وجدا طائر الكركي يجذب الريش من جسده ويغزل به القماش.

قال لهما الطائر : لقد انتهيت من الغزل، لكن لأنكما عرفتما حقيقتي. لا أستطيع البقاء معكما.

وطار الكركي بعيدًا، فحزن الرجل وزوجته لغياب الفتاة الجميلة عنهما.

صدر عدد من الكتب التي تحكي هذه الحكاية، لكن الكتب اختلفت، بعضها كان يغير في التفاصيل فيجعل البطل شابًا يتزوج الفتاة، أو أن التاجر هو الذي فتح الباب عليها وهي تغزل. مهما اختلفت التفاصيل كانت هذه حكاية يابانية عن المحبة التي تدوم طويلاً والعرفان الذي أرادت الفتاة أن ترده للرجل فكانت تأخذ من جسدها وتغزل لأجله.

 

 

 

مقالات من نفس القسم