حكايات هند.. البنت التي تلعب لغة الإشارة مع الحياة

موقع الكتابة الثقافي
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

دائرة كبيرة من الأحلام تقفز إليها هند، تجرب أن تكون مطرا يغسل الجو أو تكون شموعا لمن يعملون طوال الليل. أو حتى عقلة إصبع صغيرة. الحكايات التي تقدمها عفت بركات في كتابها "حكايات هند" عن هند التي تجرب الحياة من زوايا لا نراها رغم أنها محيطة بنا في كل مكان .

حكايات عن الطبيعة المليئة بالسعادة، فالبطل الأول هو القمر. لأن الأصدقاء ليسوا دائما بشرا، فالبنت الصغيرة تعيش في مدينة يغني أهلها للقمر عند غيابه لكي يعود، وستختار البنت القمر صديقا تنتظر أضواءه ويهديها وردته السحرية لتضيء لها عند غيابه.

تمنحنا عفت بركات نظره مختلفة للطبيعة في الحكايات، فلا تتعامل على أن الأشياء موجودة حولنا فحسب، لكنها تبحث عن القيمة في الأشياء، مثل حكاية هند مع الألوان، كيف تبدو الحياة ملونة وجميلة بوجود الألوان في الطبيعة حولنا، فالشجر أخضر والسماء زرقاء، وكيف قدمت لنا هذه المتعة بخلق الحياة بهذه الطريقة الملونة. في نهاية القصة تحصل هند على صديق جديد هو علبة ألوان الشمع 

 

رحلة أصدقاء هند مستمرة في الحكايات، ربما لأن الكاتبة تبحث لنا عن أصدقاء متوقعين ومحيطين بنا دائما رغم أننا لا نشعر بهم، فنجد هند أيضا محبة للبحر في لوحة تهديها لها صديقتها. لتبدو مفردات الطبيعة بطلا محوريا في القصص. فبوجود كل الأشياء الجميلة المحيطة بهند تكتشف جمال الطبيعة التي لا تتكلم أو تحكي عن نفسها تماما مثلما تكتشف محبة وصفاء صديقتها نور التي لا تتكلم، وتتعلم لأجلها لغة الاشارة. فتكون الحكايات مدينة للمحبة بالاشارات، محبة مع القمر والبحر والألوان وللناس حتى الذين لا يمتلكون الافصاح عن أنفسهم.

هل هي صدفة أن يكون ختام حكيات المحبة، حكاية عن التأمل في دائرة أحلام كبيرة يقفز إليها الأطفال ليجربوا أحاسيس جديدة في الحياة، مع تمارين تنفس تقدمها لهم المعلمة وحكايات مدهشة تحملهم فيها على أن يغمضوا عيونهم ويتقمصوا أشياء كثيرة في الحياة، في تجربة ممتعة لأن تكون الحياة أشياء جميلة كثيرة وليست الإنسان وحده، وأن يستمعوا لصوت الصامتين في الطبيعة: “ونصبح أشجارا وطيورا بديعة الألوان، نصبح شلالات ماؤها كألوان الطيف ونصبح شموعا تضيئ لمن يعملون طوال الليل أو نصبح أقلاما ترسم عالما جميلا بغير حروب. نصبح سفنا وبحارا وأعلاما ترفرف”.

واكتشاف كل جديد يحتاج معلمة لها حضور مؤثر ومحوري في “حكايات هند”، حتى أن هند تقول أنها تتمنى : “عندما أكبر يا أمي، سأكون معلمة طيبة أحب تلاميذي، وأعلمهم أن يكتبوا أحلامهم ويحبون لغتهم، مثلما تفعل معلمتي وداد“.  

كانت رسوم أحمد عبد النعيم جميلة وسحرية مع أحلام هند بالطبيعة، وغلب اللون البنفسجي والوردي كإشارة لعالم الأحلام. وبالنسبة للغلاف كان بسيطا وجميلا، لكن كانت هناك لوحات مناسبه أكثر لعالم الأحلام والطبيعة والتأمل الموجود في حكايات الكتاب

 

 عن الكتاب

الكتاب: حكايات هند

المؤلفة: عفت بركات

رسوم: أحمد عبد النعيم

 نشر في: 2017

مقالات من نفس القسم