حذاء فيلليني بين أدب السجون والمونولوجات

موقع الكتابة الثقافي uncategorized 82
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

نورهان عبد الله

 لماذا وجد بطل الرواية نفسه في هذا المكان؟ من دعاه؟ أي جريمة اقترف؟ لماذا ثار عليه الضابط؟ لم هذا التحقيق الذي أجرته الشرطة معه؟

كل هذه التساؤلات يحملها غلاف رواية “حذاء فيلليني” ، إذا أردت أن تقرأ الكثير عن أدب السجون ومايحدث به عليك برواية “حذاء فيلليني” هذه الرواية التي تندرج تحت مسمى “أدب السجون” وتقع في183صفحة للكاتب والمؤلف “وحيد الطويلة“.

تدور الرواية عن سيرة المخرج الإيطالي “فيلليني” وهي عبارة عن عدة قصص، فهناك “مطاع” المعالج النفسي الذي سجن ظلماً في أمن الدولة وتم تعذيبه على يد الجلاد بتهمة علاقته بالمخرج “فيلليني” ولأنه على علاقة برجل أخر مجهول يدعى “مأمون” ، إلا أن مطاع لا يعرف من هو “مأمون” وأن “فلليني” هو مجرد مخرج سينمائي، وفي مشهد أخر تحكي زوجة الجلاد للمعالج النفسي”مطاع” عن أبشع الجرائم التي يفعلها  ذلك “الجلاد” الذي جلده على اعتبار إنه زوجها وهى غير مرتاحة في العيش معه، ثم يأتي سرد قصصي أخر يحكي فيه الجلاد للمعالج النفسي” مطاع ” وهذا الجلاد يعمل ضابط في أمن الدولة مدافعاً عن عمليات التعذيب التي فعلها مبرراً إياها  كعملية تعذيب “مطاع” نفسه.

إذا كنت تريد أن تكتب رواية سينمائية فعليك بالمشاهد الأخيرة في فصول الرواية التي تحكي كيف أن المخرج “فيلليني” ينصح “مطاع” بأن يترك “الجلاد “وشأنه ثم يأتي مرة أخرى في مشهد أخر ويطلب من زوجة “الجلاد” أن تقتل زوجها فالمشاهد التي سردها الأبطال كانت نوع من المشاهد السينمائية وكان “مطاع” هو البطل الذي لابد له أن ينصاع لكلام المخرج.

ولو كُنت بحاجة إلى أن تتعلم المونولوج الداخلي للشخصيات عليك بقراءة “حذاء فيلليني” فقد استطاع “وحيد الطويلة ” بأسلوب سردي شيق أن يفتح الباب المسكوت عنه لمعاملات الشرطة ورجال أمن الدولة حين يدخل الإنسان زورا  إلى هذا المكان فلا يجد نفسه إلا متهما  بتهم لم يفعلها، كما أنه سلط الضوء جيداً على ممارسات التعذيب التي تحدث داخل السجون من خلال هذه المونولوجات الطويلة المصحوبة بهذا السرد الشيق ،وبين الصراع الذي يطارد كل الشخصيات “مطاع” الذي يريد ألا يكون اسمه “مطيع” بل هو مطاع ذلك المعالج النفسي الشجاع حين يريد أن يقتنص من الجلاد فيأتي إليه الشيطان ويطلب منه أن يقتله عكس آراء “فيلليني” الخيرية التي وجهته أنه لو قام بذلك سيلوث اسمه وحاله بالدماء.

لم تخل الرواية من السرد الرومانسي على لسان “مطاع “وهو يحكي عن جارته التي تحبه وهو يحب زوجة “الجلاد” هكذا يخيل إليه ، حيث تغلق فصول الرواية على أن “فيلليني” ينصح “مطاع” بأن يتخلى عن فكرة الإنتقام ويعيش لجارته في سبيل أن زوجة الجلاد قامت بالأمر نفسه وتخلصت من زوجها في أحد المشاهد السينمائية التي كان يحتاجها “فيلليني“.

عودة إلى الملف

مقالات من نفس القسم