جي ان بي

موقع الكتابة الثقافي
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

 قصة .. شريف عبد المجيد

ستعطيني قبلتها الأولي ونحن عائدين من دار النشر التي تطبع كتبي 0 سأعطيها القبلة الثانية أمام باب سبعه في التلفزيون ،  وستقول لي ساعتها يا مجنون، ستخبرني بأنها بصدد  إخراج فيلمها الروائي الأول وستطلعني علي السيناريو ، سأهديها كتبي وسأطلعها علي قصصي التي لم تنشر بعد 0ستهديني(دي في دي ) مسجل عليه أعمالها السابقة .

سأشتري لها كتاب ” كيف تحكي حكاية ” لماركيز ، وستترك لي ولاعتها التي تحبها لأتذكرها كلما أشعلت سيجاره ، سأهديها صورة من معرضي الجديد  ستضعها فوق الكمبيوتر الخاص بها لتكون أول شيء تراه عندما تصحو من نومها ، سأعطيها أفلام أضواء المدينة والعصور ألحديثه لشارلي شابلن وسأخبرها باني أحبه جدا كمفكر  بالصورة لا يفتعل  في فنه ولا يدعي العبقرية ولا يضاهيه  عندي (ودي آلن) الذي تعشقه جدا ، وستفرح  وعندما تقرأ مذكرات شارلي شابلن وتكتشف أن أمه كانت مجنونة وأن تشرده هذا لم يكن تصنعا وان كل ما فعله في أفلامه هو جزء قليل من الذي عاناه  في حياته ، و سنفرح  ساعتها لأننا لدينا تصور ما عن الحياة والفن ،  ستقف  فجأة في وسط الشارع وتقول لي : إيه رأيك في الخاتم الجديد ؟

سأبحث عنه في يديها ولكني سأكتشف انه في إصبع قدمها البنصر، وستخبرني بعدما تلبس حذاءها مرة أخرى : معلش  أصل انا جوزاء وسأخبرها ساعتها باني أيضا جوزاء ، ستحكي لي أحلامها الغريبة المضحكة والتي تثير مخاوفها التي لا تنتهي ، وسأحاول ألا اضحك أبدا مهما بدت تلك الأحلام سخيفة وبلا معني وستصدمني بخوفها المرضي بان تعود لبيتها فتجد أمها ممددة علي الكنبة وقد فارقت الدنيا000 هاعمل ايه ساعتها يا شريف ؟

ولن أتحمل نحيبها في تلك اللحظة وأدرك كم هي وحيده و حزينه مثلي ولكني سأحول ان أبدو متماسكا وادعي القوه وسأقول لها : متخافيش طول ما احنا مع بعض ، وسأشعر بمدي تقليديه تلك الجملة وسأحتضنها طويلا في المسافه الفاصلة بين مقهى الحرية ومقهى الندوة الثقافية ، سنشرب سويا ذلك المشروب الذي سيلازمنا طوال علاقتنا : شاي بحليب منه فيه ، وعندما ندلف الي المقهى وقبل ان نجلس سيطلب القهوجي  اتنين شاي بحليب منه فيه ، وستخبرني ان كلمه منه فيه صارت تشبهنا قليلا ، ستحكي لي بحماسها الذي اعتدت ان تفقده سريعا عن فيلم تسجيلي تكتبه الآن عن حل البنات لمشاكلهن الجنسية بأن يستخدمن المؤخرات كبديل عن الجنس الطبيعي وبذلك يحافظن علي غشاء البكارة وامن المجتمع وبان كلمه بيريحوا بعض تعبير شعبي عن السحاق الذي ربما تستخدمه البنات ايضا كحل لمشكله ارتفاع سن الزواج لان المجتمع لا يشك ابدا في علاقه فتاتين مهما كانت قويه.ساخبرها باني اكتب الان فيلما روائيا طويلا يحوي قصصي القصيره وسيكون اسمه هزائم صغيره ويجمع بين كل القصص راوي واحد وستضحك  لان ذلك الأسلوب انتهي مع أفلام فاتن حمامه ،  وسأذكرها ساعتها بفلمي مواطن ومخبر وحرامي وبلب فيكشن لتورنتينو 0

ستقول لي انا عارفه انك عصبي ومجنون وهتطلع عيني بس بحبك سأضحك ساعتها وسأقول لها: اسم الله عليكي عاقله قوي ، ستسألني في حفل توقيع كتاب لأحد أصدقائي : هي البيرة ولا الحشيش اللي بيخلوا الواحد يكتب أحسن ، وسنضحك بصوت عالي وسنخرج مسرعين حتي لا يطردونا سويا ستعطيني فلاشه مسجل عليها كل اغاني سيد درويش ، وساعطيها فيلم ” نوت بوك ” الذي احبه جدا و” كيل بيل “و”سن سيتي ” وساخبرها   ان ترتنينو هو مخرجي المفضل.

ستقول لي انها تحب اسم يوسف جدا وأنها عندما ستنجب ستختاره اسما لولدها الاول ، وسأخبرها باني أحب اسم يحيي جدا  لأني متيم  بحيي  الطاهر عبد الله وستقول لي في البنات بحب اسم مريم وسأخبرها باني احب نفس الاسم ، ستخبرني انها تحب محمود المليجي و احمد زكي كأفضل ممثلين في تاريخ السينما المصريه ، انها تكره عادل امام وفريد شوقي ، وسأخبرها باني أحب يوسف إدريس أكثر من نجيب محفوظ ، و أنني اكره تابوه جيل الستينات الذي  لا يمس وستقول لي انها تشعر بان يوسف شاهين كان مدرسيا وميلودراميا في فيلم الأرض وبالذات في مشهد النهاية وكذلك في فيلم جميله بو حريد وأنها لا تحب افلام صلاح ابو سيف برموزها المباشرة خاصة في فيلم القاهره ثلاثين 0

سنؤجر شقه في وسط البلد لنكتب سيناريو مشترك لفيلمنا الأول سيمر اليوم الأول وهي ترتب هدومها في دولابها وتضع اللاب توب فوق الكوميدينو وتضع علي التسريحه عطرها  وست اند  والذي لم اكن اسمع عنه من قبل ، وتعلق علي الشماعة التي خلف الباب روبها الأزرق العبقري ، وستضع  في الحمام معجون الأسنان الذي تحبه ” كولجست جيل ” وبعض البلوفرات و البنطلونات الجينز التي تلبسها ، بينما سأضع انا  بعض الكتب في الصالة وزجاجتي  سقارة وعلبه تونة سهله الفتح وزجاحتي كولا كانز  في الثلاجة  ، و سننام بعد ان ندفع ا المال للسمسار0 كل في غرفته ، وبعد ثلاث ساعات من نومي سأجدها قد تركت سريرها ونامت إلى جواري ، ودون ان نقول أي شيء سيخلع كل منا ملابسه قطعة قطعة أمام الآخر ، سأقبل قدمها وأصابعها واحدا تلو الآخر ، وستفعل هي مثلي حيث سيكون راسي عند قدمها ورأسها عند قدمي سأنزل من عند هذه الأقدام الي كل جزء من جسدها الي ان اعدل نفسي وسنمارس الجنس لمده ساعة او اكثر لااعرف ، فلم يكون هناك ساعة بجواري ، في تلك اللحظة سيرن موبايلها وسنضحك عندما نعرف ان المتصل هو صديق مشترك كنا نهرب منه كثيرا 0 بدون كلام ستدخل هي الحمام تأخذ شاور ثم تجهز التونة  بينما سأضع انا السقاره في الأكواب ، بعدما أضع فيها قطع ثلج صغيره وبينما هي تأخذ حمامها سأكتب أول مشاهد الفيلم ، سنشرب سويا وبعدما نأكل سنكمل ما فعلناه  في المرة الأولي ولكن بثقة اكبر  بعدها سآخذ أنا دشا طويلا بينما ستذهب هي في نوم عميق .

 

سأشعر ساعتها بالندم ، وسأطلب منها أن نترك الشقة ، وستقول لي : يا دي موضوع الجواز اللي هيجننك اقولك نتجوز عرفي ايه رأيك ؟

سأقول لها : ماشي هفكر ، وستكون هي قد وضعت لنا الإفطار بيض اومليت وشاي بحليب ، سأعطيها الكوب لتشرب منه وسأشرب بعدها من نفس الكوب وسنقلب الصينية دون قصد منا وسنقترب من بعضنا ، سأشعر لأول مره برعشة جسدها وستشعر هي لأول مره بالأمان كما قالت لي

ـ احضني قوي

ـ منا حاضنك

ـ احضني كمان 000 عايزه استخبي فيك

ـ وانا ملك اديكي

ـ انت عاجبني

ـ وانا بحبك قوي

ـ الفيلم هيطلع جميل

ـ انشاء الله

ـ عايز تتجوزني بجد

ـ  ايوه طبعا انا بحبك قوي

ـ وانا بحبك بس انت مش مناسب ليا

ـ ازاي

ـ انت فقير متزعلش مني

وانا ماما مش ممكن تجوزني حد اقل مننا ماديا

سابكي بكاء لا أعرف مصدره

وستقبل هي دموعي المتساقطه من وجنتيي

وستتذوق بلسانها ملح دموعي

ـ انا بحبك ومش عايز اغضب ربنا

ـ  وانا بحبك قوي ومفيش راجل بعدك هيلمس جسمي الا ما افتكرك بس الجواز ده شكل برجوزاي لازم ياخد مجراه الطبيعي وانت عارف كده

ـ انا مش قادر اكتب

ـ براحتك تعالي نروح سينما ولا اقولك تعالي نكتب ورقه عرفي مع اصحابنا في القهوه انا عارفه انك مش هتخوني وهتقطعها وقت اللزوم وريح ضميرك عشان خاطري

وبالفعل سنذهب للمقهي ووسط اربعه من زملائنا سنعلن زواجنا وسيعرف كل اصدقائنا في وسط البلد اننا زوجان0

ستتدفق احداث الفيلم ومشاهده بعد كل مقابله جنسيه بيننا

وسأخبرها بأنني أتوجس من الكاتب الصحفي الذي يكتب البرامج ويؤلف الروايات والسيناريو وأحيانا بيانات الأحزاب ويكتب الأدب الساخر واشعر عندما أقابل احدهم بأنه التنين الذي إذا لم يخرج نارا من فمه ربما أكلك في لحظه  شعوره بالجوع ، وسنعدد ساعتها تلك الأسماء ، ونضحك كثيرا ، سيقل عدد مرات مقابلتنا بالتدريج ، ستقول لي انا بحبك قوي وبحب طريقتك في التشبيه وطريقتك في شرب السجاير ، سأقول لها إني أحب طريقتها وهي تلبس البنطلون الجينز وطريقتها وهي تغسل اسنانها0

ستشعر بالسعادة عندما أعطيها كتاب المواقف والمخاطبات للنفري وسيعجبها موقف القرب الذي يقول فيه القرب الذي تعرفه مسافة والبعد الذي تعرفه مسافة وأنا القريب البعيد بلا مسافة ، ستبكي فجأة ونحن جالسين في المقهى وستقول لي أنا حزينة قوي يا شريف ، وسأخبرها باني اكتب سيناريو عن قصه محبوب الشمس ليحيي الطاهر عبد الله وستسألني : لماذا أحبه هكذا ، وسارد عيلها بمقطع من قصته الجميله حصار طرواده( الحزن المفاجئ مرض عصري يعرفه المثقف عندما يصطدم وعيه بشروط التاريخ فيقول هذا سجن هذه محكمه مولاي الشيخ سيدي القس انني اعتذر لكم جميعا عما بدر مني فالمسئول عما انا فيه هو الطريقة التي أفكر بها)  ستعمل في مجال الإعلانات كمخرجه بعد شجار دامي بيننا ولكنها ستصالحني عندما ترقص لي علي نغمات اغنيه بادم بادم لاديس بياف0

لن ترد علي مكالمتي الهاتفيه

وستبعث لي برسالة أنها مشغولة في مونتاج إعلان عن السمنة حيث قررت ترك الفيلم الذي لم تتحمس أية جهة لإنتاجه وسأعود أنا إلى عملي في إعداد البرامج التلفزيونية

ستعطيني في اليوم التالي كتاب التجربة الأنثوية ترجمه صنع الله إبراهيم

سأعاتبها وسأعطيها كتاب النحت في الزمن لتاركوفسكي  لتعرف ان المخرج يجب أن يعبر عن البسطاء وأحلامهم وليس عن المعلنين وصانعي العربات وبائع كوميدينات الشقق التي يتعدي ثمنها الملايين ، وأنها بذلك خانت أفكارنا ، وستقول لي وهل هذه البرامج التي لا يشاهدها احد وسقف حريتها المنخفض هي ألمثاليه  ولن استطيع الرد عليها ستخبرني بأنها ستموت منتحرة او مجنونه  كفرونيكا بطله باولو كويلهو ، وسنشتري ايس كريم فانيلا وشيكولاته من عند العبد حتى يتغير مودها وسنذهب سويا الي رمسيس هيلتون لشراء جاكت جلديا أعجبها جدا وحتى اكون اول من يراه عليها ، سأعطيها قلم يوني بول اسود اتفاءل به كثيرا ، سنتقاسم علب السي ديهات وثمن المشروبات ، سنتشاجر كثيرا ونتصالح دائما  سندخل قاعات السينما ونذهب لافتر ايت  والبستان والتكعيبه ، سأشعر بان العالم كله لن يستوعب سعادتنا معا ولكن سنتشاجر في آخر مره بعدما غبنا عن بعضنا لمده أسبوع وستقول لي : انا عزماك النهارده في الجريون عملت اعلانين ورا بعض عن عربيه صيني جديدة ، وسأشعر ساعتها بان هذه المرة هي الأخيرة في علاقتنا وعندما نتقابل بعد مرور سنه كاملة سنتصنع أننا لا نعرف بعضنا .

ـــــــــــ

قاص من مصر

 

مقالات من نفس القسم

موقع الكتابة الثقافي uncategorized 12
تراب الحكايات
عبد الرحمن أقريش

المجنون