ثورة.. لكي تحمي الألوان حياتها

موقع الكتابة الثقافي
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

هل الأشياء تحبنا؟.. يمكن أن نسأل القلم والمقعد والكتاب والحقيبة، غالبًا لن يجيبوا، لكنهم سيظلوا يمارسون دورهم في خدمة أحلامنا. تخشى الألوان أن تفقد صاحبها، منذ فترة لم يرسم بها، وأصبح لديه لاب توب يستعمله في كل مهامه. لذلك تقرر الألوان أن تقوم بثورة وإضراب، حتى يقدر عمر قيمتها. 

“ألوان عمر” للكاتب عبده الزراع، تخبرنا كم هي الألوان غاضبة وهي وحيدة بدون صاحبها. وأن سعادتها تعود لها في نهاية الحكاية حين يعود عمر لاستخدام ألوانه، لأنه سيعرف قيمتها ومميزاتها، فـ: “تظل جماليات الألوان الطبيعية هي الفيصل، ومتعة مسك القلم باليد، وسهولة الحمل والاستخدام”، “ويكفي أن لوحات كبار فناني العالم ملونة بالألوان الطبيعية، وأخذت شهرة عالمية”. بعودة عمر لاستعمال الألوان، يحصل الجميع على أشياء جميلة، فحين يرسم بها تكون هذه هي حياة الألوان، وهو أيضا يحصل على لقب فنان: “راحت الألوان تلون الأشجار باللون الأخضر، والجذوع باللون البني، والورود باللون الأحمر، والفراشات بالأزرق والأصفر والبنفسجي، حتى صارت لوحة جميلة”.

تدافع حكاية “ألوان عمر” عن العناصر اليدوية، وتعلم الأطفال حماية مقتنياتهم، لكن هل صحيح حقا أن الزمن في ركضه سيظل محتفظًا بالأدوات القديمة دون أن تصعد عليها مفردات أخرى تجعل التكنولوجيا هي التي في المقدمة. السؤال نفسه يجيب عنه عبده الزراع بصفته كاتب، إذا كان يستخدم القلم أم الكمبيوتر في الكتابة. يقول عبده أنه يستخدم الاثنين، لكنه يميل إلى القلم لكتابة الأفكار الأقرب إليه، وغالبًا ما يكون القلم هو الموجود ليسعفه عند تدفق الأفكار فجأة.

وعن السبب الذي دفعه للكتابة عن عالم الألوان، يقول الزراع إن علاقته الخاصة بالرسم هي التي لفتت انتباهه للكتابة عن الألوان، حيث بدأت موهبته في الرسم وهو في المدرسة وكان يتم تعليق لوحاته في الفصل مثل عمر بطل قصته، حتى خطفه الشعر فجأة. ومن وحي علاقته بالألوان كتب هذا العمل. وراعى عبده حسب قوله أن يعبر كل لون في كلامه عن شخصيته، فالأحمر لون ثائر ومندفع في جملة الحوارية التي يتحدث بها مع الألوان الأخرى، واللون البني رزين وعاقل وينظر للموضوع بشكل عقلاني، فينعكس ذلك في جملة الحوارية أيضًا..

تقدم د.عبير حسن رسوم الكتاب، وتقدر قيمة الألوان في رسوماتها، فتجعل خلفية الصفحات كلها ملونة بألوان مختلفة، فنجد صفحة زرقاء، وصفحة حمراء، وغيرهم. ورسمت الألوان وهي غاضبة بطريقة بدت فيها كأنها واقفة في وقفة احتجاجية. واهتمت الرسامة بوجود عناصر حية تمنح حيوية للنص مثل القطة والفراشة والسمكة وأغنت الرسوم بعناصر بشرية كالمدرس وزملاء عمر في الفصل والأم، ذلك حتى لا تقتصر الرسوم على رسمة جامدة للألوان فحسب.

وذكرت د. عبير حسن أنها قرأت العمل دفعة واحدة لتمسك بانطباعها الأول عن النص، وتعرف ماذا سيكون انطباع الطفل عند القراءة، وأرادت في البداية أن تشخصن الألوان وترسم لهم أيدي وأرجل، ثم غيرت من رأيها وجعلتهم كلهم على شكل أقلام ألوان ليكونوا وحدة واحدة طالما أن قضية واحدة تجمعهم، لأنه لا يجب تشتيت انتباه الطفل لأكثر من فكرة، ويكفي أن يقدم كتاب فكرة واحدة، وتبني عليه كتب أخرى مزيدًا من الأفكار. وكانت الرسوم كما ذكرت د. عبير ثنائية الأبعاد، خلفية وأمامها شخصية، لكي تكون بسيطة ببساطة النص نفسه وسهلة التلقي للطفل المخاطب. ووزعت الأشكال بشكل أفقي ورأسي.

وأشارت د.عبيرإلى عملها لتبدو الصفحات مختلفة عن بعضها، رغم أن المفردات الأساسية للحكاية هم الألوان، إلا أنها عملت على أن تبدو كل صفحة مختلفة عن الأخرى. قدمت الرسامة غلافًا جميلاً عن عمر وهو يمسك بالألوان وتتحول أحد الألوان إلى جذع شجرة، ومصدر للحياة.

 

عن الكتاب

الكتاب: ألوان عمر

المؤلف: عبده الزراع

سنة النشر: 2016

رسوم: د. عبير حسن

 

 

مقالات من نفس القسم