ثورة الآلة.. الروبوت الذي أراد امتلاك سرير

موقع الكتابة الثقافي
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

لماذا يبدو الانسان أقوى من الآلات. وكل ما يملكه الإنسان بشكل إضافي هو المشاعر، أن يحب ويكره ويغضب لكرامته . في هذه القصة يجرب الروبوت أن يمتلك أحاسيس الإنسان، ويتمرد على حياته.  

الروبوت المزود بأحدث البرامج، يقدمه لنا محسن يونس في رواية الأطفال "اختفاء الروبوت سمسم" حكاية خيال علمي عن الروبوت، أو ربما رواية واقع جديد لأن الروبوت لم يعد خيالاً، بل أصبح واقعا في كثير من البلاد. وهي ليست قصة بل رواية للأطفال، ومن اللطيف أن تقدم الحكاية نفسها تحت تصنيف فنى مختلف للأطفال وغير معتاد في سن صغير.   

الروبوت هو نجم أحد المحال الحديثة يستقبل الزبائن ويرد عليهم وفق برمجة مسبقة له. من بداية الحكاية يسألنا محسن يونس عن الفرق بين الإنسان والروبوت..الإنسان والحيوان… الإنسان وقطع المعدن، وسيصل إلى اختلاف أول كبير..أن الإنسان يضحك.. وبقية الأشياء لا تضحك..الإنسان يثور لكرامته ويغضب إذا أهمله أحدهم أما قطعة المعدن فلا تثور إذا تركوها في المخزن، فالإنسان من صنع ربه أما الروبوت فقطعة معدن صماء: “فرق كبير بل كبير جدا بين روح الإنسان وبين جماد المادة…هل تستطيع قطعة من حديد أن تفكر في أحوالها. بينما هي ملقاة في أحد أركان معمل الجد زاهي. وقد أصابها الاهمال بالصدأ” .

لكن مفاجأة القصة أن البطل الولد “عجيب” سيحب صديقه الروبوت جدا، وسيعلمه أن يرفض إهانة أصحاب المحل له، ووضعهم له في المخزن بعد انتهاء ساعات العمل. وسيتمنى الروبوت بناء على ذلك أن يتركوه يرتاح في حجرة بسرير.

قد يبدو ذلك محيرا، فالمؤلف في البداية يقول أن الانسان وحده الذي يغضب للإهانة والآلة لا تفعل. ثم تتغير الأحداث فنجد الروبوت غاضب ويشعر أن أصحاب المحل يحتكرون حريته. لكن ربما حلقة الوصل بين النقطتين هو  ظهور الصديق الإنسان المتمثل في الولد عجيب والذي أثر في الروبوت وجعله يقدر فكرة الحرية وهذه بداية محبة وصداقة لديها قدرة على تغيير حتى الأشياء، فالروبوت غير المبرمج على الثورة..يثور..ويعتبرها إهانة من أصحاب المحل. وستبدو مكانة الإنسان مميزة لكونه الكائن الذي يقدر حرية الأشياء ويحرضها لذلك، فيقول الروبوت لعجيب: “أنت أول من وجه نظري إلى أنني أتلقى معاملة سيئة… أنت تحدثت عن وجود حجرة خاصة لي، وأنك ضد حبسي في مخزن”.  

تصلح الحكاية لتكون سلسلة حواديت للأطفال عن مغامرات الولد عجيب والروبوت سمسم. وتحوى الحكاية معلومات للأطفال عن الروبوت والتكنولوجيا، غير أنه في بعض الأحيان غلب الطابع المعلوماتي دون أن يكون مضفراً داخل الأحداث..كما أن الكاتب يوجه الكلام بشكل مباشر للطفل وهو يسرد الحكاية مما قد ينبه الطفل ويفصله عن مسار الحكاية وفي الوقت نفسه قد تبدو الأسئلة تنشيطية لفكر الطفل ليفكر كيف سيتصرف لو كان بالموقف: “ما علينا إلا اصطحاب عجيب في رحلته وانتظار النتائج.. هذا قولنا الذي توافقون عليه أليس كذلك.”. 

يبقى الفرق بين الإنسان والآلة هو السؤال الجوهري لكتاب “اختفاء الروبوت سمسم” للكاتب محسن يونس. وسؤال آخر للمستقبل كيف سيبدو شكل العالم مع غزو الروبوتات.. ومع الوضع في الاعتبار أن محبة الإنسان قادرة على أن تغير أشياء كثيرة. 

ورسمت نشوى سعيد الغلاف لروبوت يقف على ساق واحدة ويفكر في الحصول على السرير، ربما لأن ساق واحدة هي الثابتة على الأرض والساق الثانية تأخذه إلى أحلامه الجديدة. وغلب اللون الأزرق القرمزي على الرسوم لأنه لون الكثير من صفحات التكنولوجيا على الشبكة . غير أن رسمة الولد عجيب المهتم بالتكنولوجيا كانت بحاجة لتكون مميزه أكثر لأنها عن ولد مختلف عن الآخرين وعلى الأقل يحصل في رسمته على شيء عجيب مثل اسمه. 

 

عن الكتاب

الكتاب: “اختفاء الروبوت سمسم”

المؤلف: محسن يونس

الرسامة: نشوى سعيد

نشر في : 2016

 

 

مقالات من نفس القسم