ثلاث قصـائد لـ بابلو نيرودا

ثلاث قصـائد لـ بابلو نيرودا
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام
ترجمة محمد مهدي الأرض فيكِ أيتها الصغيرة الوردة، أيتها الوردة الصغيرة، أحيانًا، أيتها الدقيقة والعارية، يبدو كأن إحدى يديَّ تَسعُك، كأنني سأُطبقها عليكِ هكذا وأحملك إلى فمي، ولكن فجأةً تلامس قدماي قدميكِ وفمي شفتيكِ، كبرتِ، يرتفع كتفاك مثل رَبوَتين، نهداك يتنزهان على صدري، بالكاد تستطيع ذراعي أن تطوِّق الخط النحيف للقمر الجديد لخصرك: في الحب اندفعتِ مثل ماء البحر: بالكاد أقيسُ عينيك الأكثر اتساعا من السماء وأنحني على ثغرك كي أُقبِّل الأرض. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ   ضحكتك احرميني الخبز، إن أردتِ، احرميني الهواء،  لكن لا تحرميني ضحكتك. لا تحرميني الوردة، الرمح الذي تطلقينه، الماء الذي فجأةً ينبثق في فرحتك، الموجة الفضية الفجائية التي تولد فيكِ. صراعي شديدٌ وأعود بعينين متعبتين أحيانا من أثر رؤية  الأرض التي لا تتغير، لكن حين تهل ضحكتك ترتفع إلى السماء باحثةً عني وتفتح لي جميع أبواب حياتك. حبيبتي، في الساعة الأشد ظلمةً أطلقي ضحكتك، وإذا رأيتِ فجأةً أن دمي يلطخ  أحجار الطريق، اضحكي، لأن ضحكتك ستكون بالنسبة ليديَّ مثل سيف بارد. بجانب البحر في الخريف لا بد أن تعلو ضحكتك شلالَه الرغويّ، وفي الربيع، يا حبيبتي، أشتهي ضحكتك مثلما أشتهي الزهرة التي كنت أنتظرها، الزهرة الزرقاء، وردة وطني الرَّنان. اضحكي على الليل، على النهار، على القمر، اضحكي على الطُرقات الملتوية للجزيرة، اضحكي على هذا الفتى  الأخرق الذي يحبك، لكن حين أفتح عينيَّ وأغمضهما، حين تروح خطواتي، حين تعود خطواتي، امنعي عني الخبز، الهواء، الضياء، الربيع، لكن إياكِ وضحكتك، لأنني قد أموت. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ   دائمًا أنا لا أغار ممن كان قبلي. تعالَي مع رجلٍ على ظهرك، تعالَي مع مئة رجل في شعرك، تعاَلي مع ألف رجل بين صدرك وقدميك، تعاَلي كنهرٍ يعجُّ بالغرقى يلتقي بالبحر الهائج، بالزَبَد الأبديِّ، بالوقت! أحضريهم جميعا إلى حيث أنتظرك أنا: دائما سنكون وحيدين، دائما سنكون أنا وأنتِ وحيدين على الأرض، كي نبدأ الحياة! ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ من ديوان: أشعار القبطان

مقالات من نفس القسم