ثلاث قصائد للشاعر الأميركي ستانلي كيونيتز

موقع الكتابة الثقافي uncategorized 20
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

ترجمة آمال نوّار

يمكن مشاهدة هذه القصائد الثلاث بالنصّين: الإنكليزي والعربي، في فيديوهات على موقع يوتيوب (قناة الأدب المترجم) من إعداد صادق آل غانم وترجمة آمال نوار. رابط الفيديو أسفل كل القصيدة.

الصورة

لم تغفرْ أُمِّي لأبي أبدًا

قَتْلَه لنَفْسِه،

وخصوصًا في مثل ذلك الوقتِ الحَرِج

وفي حديقةٍ عامة،

ذلك الربيع

عندما كنتُ على وشك أن أُولَد.

حَبَسَتْ اسمَه

في أعمق خزانة لديها

ولم تسمح له بالخروج،

رغم أنّي كنتُ أسمعه يدقّ.

عندما هبطتُ من العِلّيّة

وفي يدي الصُّورةُ الباهتة

لغريبٍ، ذي شفتَيْن عريضتَيْن،

وشاربَيْن كَثَّيْن،

وعينَيْن بلونٍ بنيّ غامق،

مزّقَتْها إلى أشلاء

من دون أن تنطقَ بكلمة

وصفعتْني بقسوة.

وأنا في عامي الرابع والستين

لا أزال أشعرُ بخدّي

متّقدًا.

من “شجرة الاختبار” 1971

https://youtu.be/gkpeK7RgBp4

الطبقات

لقد عَبَرْتُ حيواتٍ جمّة،

بعضُها لي،

وأنا لستُ مَنْ كُنْتُه،

رغم أنّ هناك بعض المبادئ

التي أتقيّد بها، والتي أُكافحُ

من أجل عدم الضلال عنها.

عندما أنظرُ إلى الخلف،

سيّما وأني مُضْطَرٌ إلى النَظَر

قبل أن أستطيعَ استجماعَ قواي

لأُواصلَ رحلتي،

أرى علاماتِ الطُرق تتضاءلُ

عند الأُفق،

والنيرانَ البطيئةَ تزحفُ

من مواقعِ المُخيّماتِ المهجورة

حيثُ ملائكة كنّاسون يمرّون فوقها

دافعين بأجنحة ثقيلة.

آهٍ، لقد صنعتُ لنفسي قبيلةً

من عواطفي الصادقة،

وقبيلتي متفرّقة!

كيف سيتصالحُ القلبُ

مع وليمته من الخسائر؟

في ريحٍ هائجةٍ

الغبارُ الجُنوني لأصدقائي؛

أولئك الذين سقطوا على طول الطريق،

يلسعُ وجهي بحرارة.

مع ذلك، أستديرُ وأنعطف، 

مُبتهجًا إلى حدٍّ ما

بإرادتي المُعافية التي تذهبُ

أينما احتجتُ إلى الذّهاب،

وكلّ حجرٍ على الطريق

عزيزٌ عليَّ.

في ليلي الأشدّ حَلَكةً،

عندما كان القمرُ مُحتجبًا

وكنتُ أتجوّلُ بين الحُطام،

صوتٌ نورانيٌّ مُبْهمٌ،

وجّهني:

“عِشْ داخل الطبقات،

وليس فوق النفايات.”

ورغم افتقاري إلى المَهارة

لتفسير ذلك،

لا شكّ في أنّ الفصلَ التالي

من كتابِ تحولاتي

قد دُوِّن.

أنا لم أنتهِ من تبدلاتي بعد.

من “قصائد ستانلي كيونيتز (1928-1978)” 1978

https://youtu.be/_xcC8S6STQU

 

عُبُور

(في عيد ميلادي التاسع والسبعين)

لا أحد في أُسرة الأرملة
احتفلَ بأعيادٍ سنوية من قبل.

في سِريّة غرفتي،

لم أكن لأعترف بأنّي أُبالي
بأن يحظى أصدقائي بحفلات.
قبل أن أغادر البلدة ملتحقًا بالمدرسة
تصاعد الدُّخان من عيد ميلادي
في حريقٍ في مبنى البلدية أتى على
دائرة الإحصاءات الحيوية.
لولا تقرير إحصاء سُكّاني
يُشير إلى ذَكَرٍ أبيضَ في الخامسة من عمره
يُشاركُ أُمِّي في عنوانها
في مبنى “غريين سترييت” في وُسْتر
لما كان لديّ دليلٌ مستندي
على أنّني موجود.

أنتِ الشخص الأوّل، يا عزيزتي،

ليُوَرّطني في
هذه المُناسبات الاحتفالية.

أحيانًا، تقولين، إنّي أكتسي
مَلْمَحًا شاردًا يستثيركِ
كأنّه دليلُ

معاناة أو استياء.
لا تأخذي ذلك على مَحْمَلِ الجِدِّ.

لعلّني أستمتعُ بألّا أكون شبيهًا
بمَنْ أنا. لعلَّه حان الوقتُ لي
للتمرّن على الشيخوخة.
الأمر كما أراه؛
إنّي أعبرُ مرحلة:
تدريجيًا، أتحوّلُ إلى كلمة.
كل ما تَرْتئين ادّعاءَه عني
هو دائمًا مُلْكُكِ؛
لا شيءَ حقًا مُلْكي
سوى اسمي.
أنا فقط استعرتُ هذا الغُبار.

….

من “الأشياء ما قبل الأخيرة” 1985

https://youtu.be/Ps61wg_DpCQ

 

 

مقالات من نفس القسم