ثلاث برقيات لا ترقى إليك

موقع الكتابة الثقافي uncategorized
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

وسيم المغربي

علاء.. إئذن لي أن أرفع عنك الحُجب، أناديك باسمك دون أن أسبقه بكلمة "أستاذ"؛ الكلمة التي لا أقولها لفارق عُمر أو تجربة بل لأني أراك هكذا منذ التقيتك مع أولى سنوات دراستى الجامعية وبدايات حبوي نحو الكتابة. علاء خالد، أسطورتى الخاصة، البوصلة التي أتزود بها وغيري للمواصلة.. الوهج الذي يجذبك إلى حيث مسير جذع كثيرين منه وفروا إلى البعيد. ما الذي يمكن أن تكتبه عن ذلك الدؤوب الذي عاشت فيه المدينة مثلما عاش فيها، ليست مدينة البحر والنوارس و "الكوزموبوليتان" بل مدينة التاريخ والزخم، مساحة الرب والإنسان معا؛ الرجل الذي لم تشده أضواء العاصمة وضوضائها أو بلاد غير البلاد كما فعل أغلب أبناء جيله بل آثر أن يشيد تجربته المتفردة بصبر مَثَّالِ مؤمن بما يفعل وكأنه في حالة عشق ممتد لا يبرحه عنها شيء. علاء ابن البلد المثقف صاحب الحضور الطازج والوعي بالعالم واللحظة، الشاعر والحكاء والروائي الذي يجبرك كلما قرأت عملا من أعماله على أن تري العادي بعين مغايرة دون أن تستطع حصره في إطار أدبي/فني بعينه، أستاذ التفاصيل العابرة واللغة الحية والروح المتمردة بحنين غريب يجمع كل متناقض في تناغم بسيط وعميق فى آن.

علاء.. نعم للمكان حدود وأطر وربما تمردا على هذه الأفكار اخترت كسرا للثابت وتماشيا مع روحك أن تساهم في ضخ شريان “أمكنة” للوجود تكريسا لفكرة التغيير ولقدرتنا على التميز والفعل مهما كان الواقع عقيما مزريا، من هنا أتت “أمكنة” لتُعبر عن احتياج أصيل لمحاولات فهمنا للمكان ودلالاته ومعانيه ولتخلق من جديد مساحة رحبة للحياة الثقافية بعيدا عن مركزية القاهرة واستحواذاتها وتنشيء مع هذه التجربة وجودا يليق بمدينتك وروحك.

علاء.. لم أكن أعرف أن المرض مرادف للحب.. أنت علمتني هذا حين ألمت بك وعكة صحية مرت على سلام منذ قريب. فورما علمت الخبر فزعت وسعيت للإطمئنان عليك ليس بوصفك الأديب “علاء خالد” الذي أحبه ولكن بوصفك ملاذ لكثيرين مثلى يحتمون ببسمة لا تفارق ملامحك وكأنك تواجه قبح العالم وعبثة بمعزوفة أمل لا ينضب، حينها دهشت من عدد محبيك الذين تزاحموا على سلالم المستشفى وكانوا يلقون عليك نظرة خاطفة بعد طابور من القلق والامنيات الطيبة لك. مع توالى اتصالات انهال بعضها علي ليحصلوا على رقم هاتفك ليطمئنوا وإن كنت لم ترهم سوى لحظات.

ربما ليس ما كتبته فى هذه السطور يرقي إلى مكانتك لدي وغيري لكني فى الأول والأخير لا أعتبر قولي إلا قول حب في حق فنان حقيقي وإنسان جميل يعرف قيمة وجودة الإنساني كل من مررت بحياتهم قابعا أو عابرا.

 

عودة إلى الملف

مقالات من نفس القسم