تـمـسـكـي بـمـقـبـض الـضـوء

تـمـسـكـي بـمـقـبـض الـضـوء
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

مـكـي الـربـيـعـي *

1

 

سـمـاء فـارغـة ،

تـمـرقُ الـريـح مـن ثـقـوبـهـا ،

إنـظـرْ :

الـسـواد ُيـنـدسُ بـيـن فـخـذي الـمـعـنـى .

تـتـخـشـبُ الـكـلـمـة  .

لـم يـبـق مـنـهـا . سـوى جـلـدٍ لاصـق

عـلـى عـظـمٍ هـشْ .

أتـسـمـع ُ ؟

كـلـمـا تـُحـرك الـحـبـرَ تـتـأوهُ الـقـصـيـدة .

 

إعـطـنـي الـمـفـتـاحْ .

أريـدُ أن أفـتـحَ الـقـفـل .

أريـدُ أن أزحـزحَ الـحـجـرَ الـثـابـت .

أن ألـصـقَ أجـزاء ُمـزهـريـة الـكـون الـمـتـنـاثـرة فـي رأسـي .

لـن أكـلـم أحـداً ،

أجـلـسُ تـحـت شـجـرة الـكـلـمـات ، وأهـز جـذعـهـا ،

يـتـسـاقـط ُ رطـبُ الـهـواءَ نـديـا ً فـي حـجـري .

 

غـدا ً ، يـأتـي الـنـاس لـصـالـة الـعـرض ، ولا يـرون شـيـئـاً

يـثـيـر إنـتـبـاهـهـم .

مـاذا سـتـقـول لـلـفـراشـات الـتـي سـتـطـيـرُ مـن خـوذِ الـجـنـود ِ  

مـيـتـة  ً ؟  .

 

يـوم َ تـفـرُ الأسـمـاء َ بـجـلـودهـا . 

إلـى أيـنَ  ؟

نـحـو ظـل ٍ لا حـائـطَ لـه .

أيـهـا الـغـنـاء ،

أريـدُ أن أنـحـتَ الـهـواء  فـانـوسـا ً، وأعـلـقـه ُ

فـي الـشـرفـة ِ الـمـقـابـلـة .

 

سـلامـا ًعـلـى مـوجـة ٍ تـجـمـعُ قـلـق الـمـاء لـتـدفـئـه فـي رمـل

الـشـاطـيء .

سـلامـا ًعـلـى غـيـمـةً تـجـفـفُ أعـشـاب الـمـطـر مـن الـدخـان .  

سـلامـا ًعـلـى زنـجـيـة ٍ ،

تـرفـعُ سـقـفَ نـهـديـهـا لـتـمـرركَ مـن تـحـت لـيـلـهـا الأبـيـض .

 

حـجـرٌ ،

تـنـحـتـه ُ الـقـسـوة .

كـائـن ٌغـريـبٌ ،

كـلـمـا يـسـكـرُ ، يـرفـع سـاقـهُ ويـبـولُ عـلـى الـكـرة ِ

الأرضـيـة .

 

حـجـرٌ آخـرَ 

يـنـحـتـه ُ الـكـلام ،

يـهـطـلُ مـن أوراقـه ِ مـطـرٌ كـثـيـفْ .

رمـل ٌ ،

كـلـمـا رأى ريـحـا ًمـقـبـلـةً ،

يـضـعُ الأزمـيـلَ بـيـدهـا ، ويـقـولُ لـهـا :

إنـحـتـيـنـي .

 

أحـاولُ أن لا يـنـقـطـعَ الـكـلام بـيـنـنـا ، لـذلـكَ ،

أشـده ُبـحـبـل الـكـلام الـذي يـلـيـه .

هـكـذا أشـكـلُ حـبـري ، ولـداً 

يـصـيـرُعـكـازتـي بـعـد غـيـاب ٍ طـويـلْ .

 

أقـولُ لـلـرسـام :

بـهـدوء ٍ ، إنـزلْ الـطـيـرَ مـن الـلـوحـة ِ ، ألا تـرى

جـنـاحـه ُ يـقـطـرُ دمـا ً ؟ .

  

مـرة  ً، أجـلـسـتُ الـبـرقَ عـلـى ركـبـتـي وخـلـعـتُ خـفـيـه ِ،

قـلـت ُ لـه ُ :

هـذا كـتـابـي أهـبـه ُ إلـيـكَ ، فـامـلأه بـالـشـيـفـرات الـغـامـضـة ِ،

سـمـي الـصـحـراءَ ، وإلـقـنـي ومـضـة فـوق سـريـرهـا .

 

حـجـرٌ بـلـسـانٍ مـقـطـوع ، فـي فـمـهِ كـلام ٌ كـثـيـر .

يـريـدُ أن يـنـطـقَ ، غـيـر أن الـحـبـرَ يـتـفـتـتُ بـيـن شـفـتـيـه .

 

لـيـسَ كـلـمـا يـقـال يـمـكـنُ تـصـديـقـه ُ ،

هـنـاكَ أشـيـاء ٌ تـشـبـه ُ وجـودَ خـل ٍّ وفـي ّْ .

 

يُـطـفـأ  ُ الـشـمـسَ وأوقـدهـا ،

مـن أدخـلَ الـشـمـسَ فـي قـفـص الـمـصـبـاحْ ؟ .

 

، أيـهـا الـقـمـر إنـتـبـه ، رمـاة الـحـجـارة كـثـيـرون ، أخـافُ عَـلـيـكَ

  أن تـنـكـسـرْ .     

، الـيـدُ حـقـيـقـة أخـرى ، لـزهـرة تـخـفـي مـفـاتـنـهـا فـي أفـواه                   الـفـراشـات .

، حـشـرجـة فـي حـنـجـرة الـكـمـان ، إسـحـب الـقـوس قـلـيـلا ً ،                                                             لـتـخـرج الـغـصـة مـن فـمـه . 

   

تـعـبـتْ يـدي مـن الـطـرق .

أيـتـهـا الـريـح ، إفـتـحـي الـبـابَ ،

أريـدُ أن أتـبـادلَ مـعـك ِالـحـديـث ْ .

 

أمـي تـرْجـُمـان كـلام الـمـاء ،

وأبـي رأيـتُ الـلـغـة تـتـقـطـرمـن أصـابـعـه ،

كـان غـنـيـاً ، بـمـا يـكـفـي لـدرء الـشـبـهـات عـن الـشـعـراء .

قـالَ :

إمـحـو الأسـودَ ،

إلا الـحـبـرالأزرق َإيـاكَ وأن تـمـحـوهُ ، خـذهُ ،

نـضـجـه ُ، وربـيـه ِ ، إبـنٌ بـارٌ يـصـلـي عـلـى قـبـرك

بـعـد فـوات الأوانْ .

 

مـطـرُ الـقـصـيـدة  

لا يـنـقـطـع  ،  

هـكـذا ردد الـشـاعـر وهـو يـزيـل عـن أصـابـعـه 

بـقـايـا الـغـيـوم ْ .

 

حـتـى بـعـد الـمـوت ،

تـتـنـضـدُ الـقـصـائـدَ فـي جـمـجـمـة الـشـاعـر ولا يـجـد مـن يـوصـلـهـا .

الـمـتـنـبـي .

تـمـثـيـلا ً ولـيـس حـصـراً.

حـيـن تـضـعُ أذنـكَ عـلـى قـبـره ِ، تـسـمـعُ حـفـيـف شـجـرٍ ، وصـوت

يـرتـجـلُ الـمـطـرْ .

 

لـهـذا ،                                                                                   

رأيـتُ فـي حـلـمـي جـرة مـلـيـئـة بـالـنـجـوم ،

تـحـمـلـهـا فـتـاة فـي الـعـشـريـنَ ،

يـحـرسـهـا وعـلٌ بـريٌّ ،

كـلـمـا تـخـطـو تـتـسـاقـط الـنـجـوم مـن الـجـرة عـلـى قـمـيـصـهـا .

قـلـتُ :

دعـيـنـي أحـمـلُ عـنـك ِالـجـرة .

قـالـتْ :

ألا تـخـافَ عـلـى قـمـيـصـك مـن الأحـتـراق ؟ .

قـلـتُ :

لـيـحـتـرقَ . أبـي قـبـلـي أخـذ الـشـمـسَ مـن يـدهـا ، وعـادَ الـى الـبـيـت ِ ويـديـه ِ مـلـيـئـتـيـن بـالـحـروق ْ .  

                            

شـجـرة ٌهـذه أم ْ رأس ٌ ؟

الـجـذورُ تـتـشـبـثُ بـأسـنـانـه ِ، وفـي الـقـحـفـة يـنـبـتُ غـصـنـاً     

بـوردة ٍ حـمـراء .

ذلـك َ ،

مـا رآه ( عـبـد الـخـالـق الـركـابـي ) * ذات مـرة ٍ، فـأنـتـابـه ُ

الـعـجـبَ مـمـا رأى .

 

ورأيـتُ الـبـيـتَ يـمـتـلأ  ُبـالـدخـان ،

خـلـعـتُ قـمـيـصـي لأطـفـأ بـه ِ سـكـارة الـحـرب ،

إحـتـرقَ الـبـيـتُ ، ومـازالـت الـنـار تـبـلـل قـمـيـصـي وأعـصـره .

 

قـلـتُ :

الـشـاعـرلا يـمـوت ، لـمـاذا لا تـريـديـنَ أن تـصـدقـي أيـتـهـا الـطـبـيـعـة

أتـكـئ ُعـلـى مـا رآه ُ إبـن عـربـي :

( الـروحُ فـي الـنـور جـوهـرٌ لا يـتـجـزأ ) .

( الـواحـد ُ مـفـتـتـحُ الـعـدد ِ ) .

 

أيـهـا الـفـراغ  ُ، ألا تـسـمـع وقـع خـطـاي تـتـبـعـكَ ؟ .

إنـتـظـرْ ، أريـدُ أن أقـدمَ لـكَ الأريـكـة هـديـة ،

كـذكـرى ، لـتـعـارفـنـا أولَ مـرة ٍ فـي مـقـهـى حـسـن عـجـمـي * .

 

2

 

الـقـبـة  ُواطـئـة  ٌ ،

الـشـيـخ ُيـضـعُ دكـة الـصـوت تـحـت قـدمـيـه ِ ، ويـصـعـدُ ،

لـيـضـعـهـا عـمـامـة فـوق رأسـه . 

 

فـي الـمـرآة  . قـالـتْ الـزوجـة  ُ :

نـسـيـتُ الـمـشـط َ ، وأغـلـقـتُ الـبـابَ عـلـيـه .

 

قـال ولـده ُ:

غـدا ً أشـتـري صـمـغـاً. لأ لـصـق الـلـون الأزرق َ

بـالـقـبـة .

 

خـبـئـوا الـعـشـبـة  َ ، الأفـعـى أبـديـة  .

 

كـأن طـائـرا ً يـحـمـلُ الـبـرقَ بـمـنـقـاره ِ ،  

كـأن الـبـرقَ لـغـة  ٌ تـمـلأ ُ جـرة الـسـمـاء ،

هـذا مـصـبـاح ٌ ،

يـخـلـعُ الـغـيـبَ حـلـتـه ُعـلـيـه .

مـطـرٌ ، يـضـعُ يـده عـلـى رأسـي ، إعـتـرافـاً

بـإطـمـئـنـان الـسـمـاء لـغـلـتـهـا هـذا الـعـام مـن الـحـبـرالأزرقْ . 

 

، عـبـثـا ً ،

  يـحـاولُ الـحـلـمَ أن يـقـرأ ظـنـون الـشـعـر بـتـكـرار الأسـئـلـة .

، يـدٌ ، نـذرت نـفـسـهـا لـتـنـظـيـف واجـهـات الـهـواء مـن الـدخـان .

، سـكـيـرٌ ، يـحـارُ آخـرَ الـلـيـل ،

  ( أخـمـرٌ هـذا فـي قـدحٍ ، أم قـدحٍ ولا خـمـرُ  ) ؟ .   

 

كـم يـبـدو الـوقـت ضـيـقـا ًعـلـى جـسـد الأنـسـان ؟

شـهـقـة جـرس يـعـلـوه غـبـار .

يـتـطـايـر الـفـراغ مـن حـولـه كـمـثـل فـراشـات قـابـلـة لـلـكـسـر . 

 

فـي الـمـوقـد ،

ألـقـي الأشـجـار جـمـيـعـهـا ،

لـن تـضـيءَ جـبـلا ً يـكـلـلـه ُ الـظـلام َ ، الـحـبُ وحـده ُ ، الـكـاشـف الأعـظـم لـطـريـق الـحـريـة .

 

شـتـاءً ، فـي أسـفـل الـوادي سَـفـحـتَ دمـي ،

فـي أعـلـى الـجـبـل سـَفـحـتُ دَمـكَ ، 

عـنـدمـا ذاب الـثـلـج أول الـصـيـف ، جـرف دمـيـنـا . إخـتـلـطـا .

ظـل يـدفـع بـهـمـا ، حـتـى

مـصـب الـفـرات ْ .

 

أنـتَ . تـتـذوق الآن طـعـم دمـي فـي الـمـاء الـذي تـشـربـه ُ ،

أنـا . أتـذوق الآن طـعـم دمـك فـي الـمـاء الـذي أشـربـه ُ ،

فـي الـخـبـز ،

كـذلـك نـتـذوق الـطـعـم ذاتـه ،

ألـيـسَ الـمـاء مـن نـضـجَ الـسـنـابـل ؟ .

 

عـلـى كـتـفـك تـسـقـط يـدي ،

عـلـى كـتـفـيَّ تـسـقـط يـدك ،

إذهـب وأفـتـح الـبـاب ،

أنـا ذاهـبٌ لأفـتـحـهـا ،

يـا إلـهـي ، هـل نـحـن فـتـحـنـا الـبـاب ذاتـهـا ؟

أقـول لـشـجـرة الـجـوز :

تـفـضـلـي الأريـكـة جـاهـزة ،

تـقـول لـلـنـخـلـة :

تـعـالـي نـجـلـس فـي الـظـل ونـدخـن الـكـلام ْ .

 

عـلـى رؤوس أصـابـعـي ،

بـحـذرٍ ،

أدخـلُ رواق الـفـكـرة ،

أفـتـح ُ الـصـنـدوق وأطـلـق طـيـورالـهـواء مـن 

أسـرهـا .

 

سـقـطـتْ وردة مـن جـسـدهـا ،

ــ أيـن سـقـطـتْ ؟ .

ــ لا أدري !!

أيـهـا الـبـيـاض ، نـاولـنـي يـدي ، أريـدُ أن أبـحـث َ تـحـت قـمـيـصـهـا

 

سـقـط َ الـصـوت مـن فـمـي ،

ــ أيـن سـقـط ؟ .

ــ لاأدري !!

أيـهـا الـكـلام ، نـاولـنـي الـمـحـبـرة ، أريـدُ أن أسـوي الأزرقَ دراجـة أطـوفُ بـهـا الـبـلاد ْ.

 

فـقـدت الـغـيـمـة خـرافـهـا ،

ــ أيـن فـقـدتـهـا ؟ .

ــ لا أدري !!

أيـتـهـا الـسـمـاء ، نـاولـيـنـي الـعـصـا ، أريـدُ أن أهـشَ الـضـبـاب

لأمـسـكَ الـمـطـرْ .

 

الأرضُ أضـاعـتْ نـخـلـتـهـا ،

ــ أيـن أ ضـاعـتـهـا ؟ .

ــ لا أدري !!

أيـهـا الـبـسـتـان ، نـاولـنـي سـعـفـة ، أريـدُ أن أكـنـسَ الـسـمـاء مـن الـظـلام لأسـتـدلَ عـلـيـهـا .

 

الـبـلـبـلُ يـغـنـي ،

ــ مـن يـسـمـعـه ُ ؟ .

ــ لا أحـد َ ؟ .

أيـهـا الـصـفـيـر ، نـاولـنـي الـشـجـرة ، أريـدُ أن أسـوي الـقـفـص      فـضـاء.

 

جـسـد ٌيـتـحـولُ إلـى كـلامٍ ، بـأي لـغـةٍ يـخـاطـبُ الـنـاس ، ولـيـس

هـنـاكَ مـشـتـركـات ٌ بـيـنـهـمـا ؟ .

 

ــ وهـذا الـدخـانُ ؟

ــ تـكـادُ تـنـفـدُ عـلـبـة سـكـائـره ِ ، ومـا مـن أحـدٍ يـجـيء .

 

واطـيءٌ سـقـف الـفـراشـات ِ ، الـوردة تـكـاد ُ تـخـتـنـقُ ،

قـل لـلـحـديـقـة ِ :

إرفـعـي الـسـقـفَ قـلـيـلاً.

حـلـمٌ ، يـسـحـبُ بـأذيـال ثـوبـهِ مـوجـة سـقـطـت مـن فـم نـورس

عـلـى ضـفـة الـنـهـر ،

الـمـوجـة تـحـمـلُ  كـرسـيـا ً،

الـكـرسـيُ يـرى الـشـجـرة مـن بـعـيـدٍ ، 

يـركـضُ نـحـوهـا ،

إمـاه ُ، الـشـجـرة تـفـتـحُ ذراعـيـهـا ، وتـعـيـدُ الـكـرسـي غـصـنـا ً أخـضـر فـي حـقـلـهـا الـشـاسـعْ .

 

دم ٌعـلـى قـمـيـص الـفـراغ يـسـيـل ،

يـالـهـا مـن طـعـنـة نـجـلاء ْ !! .

 

أيـتـهـا الـمـقـهـى تـمـسـكـي بـكـرسـيِّ الـجـالـسَ عـلـيـه ِ ،

قـبـل أن تـنـقـلـب الـعـربـة الـمـلـيـئـة بـالـيـقـيـنْ .

 

فـرسٌ مـن خـشـب ٍ يـثـيـرُ الـغـبـارَ ،

أقـولُ لـه ُ:

لا تـدسَ الـسـنـبـلـة بـيـدي ،

أخـافُ عـلـيـهـا أن تـسـرقَ . بـيـن خـطـوط يـدي سـنـيـنٌ عـجـافْ .

لا تـدسَ الـحـمـامـة تـحـت قـمـيـصـي ،

أخـافُ عـلـيـهـا أن تـؤكـلَ . تـحـت قـمـيـصـي ثـعـلـبٌ مـاكـرْ .

لا تـدسَ الـحُـلـمَ تـحـت وسـادتـي ،

أخـافُ عـلـيـه أن يـتـشـظـى . تـحـت وسـادتـي وشـاةٌ كـثـيـرونْ .

 

قـلـتُ لـلـفـراشـة :

خـذي بـيـدي ، الـقـصـيـدة مـديـنـة مـعـلـقـة فـي الـغـيـم ، وأنـا أجـهـل دروب الـفـضـاء .

 

أيـتهـا الأنـثـى ،

لـمـاذا أنـت ِ قـلـقـة ؟ 

دعِ 

جـسـدك يـجـمـعُ الـنـسـاء الـمـتـسـاقـطـات مـن قـمـيـصـي .

الـيـدُ تـتـأوه ُ ،

وفـوق سـرتـك يـكـتـب فـمـي سـيـرة الـمـاء ،

يـتـسـاقـط الـفـراغ مـن أصـابـعـي ، 

أقـول لـك ِ :

إجـمـعـيـه ِ ،

الـشـتـاءُ قـادمٌ ، ولـيـس لـديـنـا حَـطـبٌ يـدفـيء

الأريـكـة .

 

دع ِ 

هـمـزة الـوصـل الـمـتـدلـيـة مـن فـتـحـة الـقـمـيـص ،

تـوصـلـنـي إلـى آخـر الـمـشـتـهـى ،

دع ِ 

نـخـلـة الـشَـعـر تـلـم طـيـور يـدي الـشـائـهـة .

 

مـسـتـعـجـلا ً ،

أفـتـح ُبـابَ الـوردة ِ ،

وأعـلـقُ الـمـفـتـاحَ فـي الـمـسـمـار ،

أريـدُ أن أثـيـرالـشـغـب فـي الـشـوارع الـخـلـفـيـة ، 

أريـدُ . آه ٍ ،

تـمـسـكـي بـمـقـبـض الـضـوءِ ،

الأريـكـة تـكـادُ تـطـيـرْ .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

*شاعر عراقي يقيم في أستراليا

*  أحـد الـروائـييـن الـعـراقـيـيـن الـمـهـمـيـن .

*   مـقـهـى فـي بـغـداد يـلـتـقـي فـيـهـا الـكـتـاب والـشـعـراء الـعـراقـيـيـن . ( سـابـقـا  ً ) .

 

 

 

 

خاص الكتابة

مقالات من نفس القسم

خالد السنديوني
يتبعهم الغاوون
خالد السنديوني

بستاني