تجريد

موقع الكتابة الثقافي
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

نقطة نقطة،هكذا نبدأ القصة بالتخلي عن البدايات المعروفة والجمل المباركة. والإناء يخص ولداً صغيراً اعتاد الركض عارياً اأمام المارة. والمارة ليسوا بالضرورة شيوخاً أتقياء أو عرائس بحر متنكرة. كذلك لا يجب ادعاء أن جميعهم كانوا أشراراً بالفطرة. نقطة نقطة ولو أن لي أن أغير وقائع السرد لقلت إنه لم يكن هناك إناء وأن سماء انفتحت فجأة كاشفة عن رعب مضيء (ما كذّب الفؤاد ما راي) سّر الولد. ولو أن لي ان اتحدث هكذا دون حرج لعاتبت السماء قليلا ولادعيت أن طائرا خرافيا نبش صدره حينها واضعا نقطة سوداء بمكان مجهول. التفاصيل لا تعنينا في شيء. مثلاً أن سائقاً مخموراً دهس السيدة أمامه وأجبره علي التهام أحشائها، أو أن عابرا مجهولا داعب عريه اكثر من مرة، او ان ابيه اعتاد قص اظافره حتي تسيل منها دماءه طاهرة، مثلا ان ثلة من الآخرين الذين يجوبون الشوارع شاهرين عنفهم في وجه الجميع شاركوه العديد من الذكريات في صحن واحد. كل هذا لا يعنينا علي الاطلاق لأن ابتسامة كتلك التي يملكها كافية جدا لنبدأ سرد القصة بهدوء وفرح. نقطة يتلون وجهه بلون العنكبوت ونقطة أخرى تجعلنا بهلوانات صغيرة، ونقطة تالية ترتفع بالونات ملونة حاملة اسماءه الكثيرة إلى سماء موازية ولو أن الطريق بإمكانه أن يخبرنا بشيء لأخبرنا انه لا يأمن هؤلاء الصبية الذين لا لون لهم، حين قاموا بتقطيع أطرافه نمت غيرها علي الفور وحين حاولوا قص لسانه فاجأهم بألسنة عدة عبر عينيه ومن اذنيه وعلي اطراف أصابعه، ولو أن لي أن اقص عليكم حادثة صغيرة ساقول لكم بهدوء وثقة كاملة اني شاهدت يمامات تخرج من كفيه وأن وردة صاعدة من لسانه أهداها تلقائيا لامرأة تحمل طفلا معاقا، وأني في مشهد آخر رأيت عصافير تأكل من شعره سنابل كثيرة ولا يجب عليكم اطلاقا ربط هذا بـ(تأكل من راسه الطير) للحق لا أذكر علي وجه التحديد متي وقعت كل تلك الحوادثـ كما اني لا اذكر اني سمعت صوته يوما، هل للإناء علاقة بالأمر؟

مقالات من نفس القسم

خالد السنديوني
يتبعهم الغاوون
خالد السنديوني

بستاني