انشغالات القصة المغربية واشتغالاتها.. قراءة في ثلاث تجارب قصصية جديدة

موقع الكتابة الثقافي uncategorized
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

  د. محمد المسعودي  

تختلف انشغالات القصة المغربية الجديدة باختلاف البيئة التي نشأ فيها كتابها، وباختلاف مشاربهم الثقافية والمعرفية، وباختلاف تجارب حياتهم وطبيعة هذه التجارب، كما أن للمقروء الأدبي عامة، وفي القصة خاصة أثر بين في تنوع أشكال اشتغالهم الفني وبناء عوالمهم السردية. وإن الناظر في نصوص الأعمال التي اتخذناها عينة لمقاربة هذا الموضوع يُلفي الاشتغال النصي يتعدد في صيغه ويتنوع في قضاياه وإشكالاته، كما يتنوع في عوالمه من كاتب إلى آخر. وتتكون العينة التي انطلقنا منها لتناول هذا الموضوع من ثلاثة أعمال قصصية، وهي بحسب تواريخ صدورها:

-زقاق الموتى، عبد العزيز الراشدي، منشورات مجموعة البحث في القصة القصيرة بالمغرب، الدار البيضاء، 2004.

-هذه ليلتي، فاطمة بوزيان، منشورات مجموعة البحث في القصة القصيرة بالمغرب، الدار البيضاء، 2006.

-هروب، عبد الواحد استيتو، منشورات اتحاد كتاب المغرب، الرباط، 2006.

*     *     *     *     *

         تبدو بيئة صحراء (زاكورة) بعوائدها ومعاهدها المعمارية التي تنتمي إلى عالم الواحة جلية في قصص عبد العزيز الراشدي في مجموعته “زقاق الموتى”. إن أجواء الصحراء بقساوتها وشحها، وما تفرضه من وحشة وعزلة وإحساس بضآلة الإنسان وصغره أمام امتداد مهول للخلاء، وما تعرفه واحات الصحراء من بناء معماري منحصر وسط قصبات وأزقة ضيقة ودروب في شكل متاهات، من أهم انشغالات القصة لدى الراشدي. ومن هنا كان الموت والفقدان والرحيل والعبور إلى المجهول من الثيمات التي تكشف عن صعوبة مواجهة طبيعة القساوة في بيئة القاص ومحيطه. ومن ثم تصبح الكتابة لديه نمطا من أنماط البحث عن دفء إنساني وعن غنى تواصل الإنسان فيما بينه. ولعل هذا ما جعل قصص المجموعة تقطر بالشجن والأسى، وتبدو الذوات فيها تصارع نفسها من جهة، وتصارع العالم الخارجي من جهة أخرى ممثلا في كائنات الطبيعة وظواهرها، والكائنات الغريبة (الجن مثلا)، والآخر. كما تصارع قُوى التلاشي والموت والدمار التي تبدو للإنسان في كل آن وحين وتأتيه من حيث لا يحتسب.

إن قصصا مثل: اللسعة، وزقاق الموتى، وفقدان، ووجع الرمال، وولائم الجنوب، تبني عوالمها الحكائية عبر رصدها لحياة الناس في هذا الجنوب الذي يتميز بسمات خاصة يأبى سارد القصص إلا الوقوف عندها طويلا في حكاياه التي لا تخلو من غرابة وإدهاش. يقول السارد في قصة “عزلة الكائن”:

“.. القرية تضيف إلى رصيدها من الغرابة كل يوم صورة. النساء دربن على تلقين الحيطة أبناءهن. ستحكي كل واحدة بيقين مضلل كيف تعيش العجوز! ودون أدنى انتباه لتضارب أقوالهن، يبالغن في مط الكلام.. وهن يكسرن حبات العلف، وخطاهن تسوقهن إلى الحقول، وهن ينتظرن اختمار العجين. حتى وقت تمارس إحداهن ارتباكها أمام الظلمة، تدعي بيقين أنها رأت خيال عجوز: كانت أسفل الماء تمسك الدلو بيدها، وكان البئر مظلما. فقيه القرية سيوضح أنها تعاشر “دوك الناس”، يجتمع بالرجال ليتحاكوا أمرها.. لكن، ما سر كل هذا العداء؟ لأنها وحيدة لا سند لها؟ لأن القرية موطن السكون والرتابة و”قلة ما يدار”؟ لأن الناس عادة يحترفون الدهشة، وامتطاء صهوات خيالاتهم؟ ربما لأنها فعلا تمارس شرورا غامضة؟ بما يتناثر سيصوغ الأطفال صورتهم، يحومون حول الشجرة، ويبحثون عن فرصة لاقتحام المكان، هل سيتخطون المدخل المعتم؟؟ (زقاق الموتى، ص.20)

هكذا تسيطر على المشهد عوالم الغرابة، وطقوس الخرافة، وحالات الالتباس والخوف من المجهول: الجن. وبهذه الكيفية اشتغلت القصة بالمتخيل المحلي وجسدته من خلال عالم القرية المغلقة على خيالاتها الجمعية الخرافية الطابع. وبهذه الشاكلة نرى القصة تصنع عوالمها المتخيلة انطلاقا من إجماع أهل القرية على أن العجوز التي تعيش بين ظهرانيهم تعاشر الجن، وتعيش معهم، بل ذهب الخيال ببعض النساء إلى أنها من تمسك بالدلو في قعر البئر… وغيرها من الشائعات التي لم يتورع حتى فقيه القرية عن تأكيدها وتردادها. وبهذه الكيفية نرى السارد يؤثث متخيله من أفق بيئة قروية منحصرة في حيز جغرافي –على الرغم من متاهته وشساعته- ضيق يفسح مجالا محدودا للتفاعل مع المحيط ومعرفة الحياة. ومن هنا نرى عقلية الخرافة وعوالم الماوراء في بعدها السلبي تطغى على هذا المتخيل. غير أن الاشتغال الفني لدى الكاتب يتميز بالقدرة على اقتناص هذه الخصوصية المحلية وتقديمها في سياق سردي متزن محكم القواعد مشرق العبارة. ونظرا إلى أن العالم الذي يقدمه السارد يتميز بنوع من الغموض والالتباس واللامعقول، فإن القصة بمداورتها، وبنقلاتها المتنوعة استطاعت أن تنقل أجواء الأحداث إلى المتلقي، ومن ثم تجعله يتقاسم مع ساردها ومع الأطفال الإحساس بالغرابة والدهشة مما يروى لهم. ويتميز سرد الراشدي في هذه المجموعة القصصية بغنى إمكاناته الفنية وخصوبة الأشكال الفنية التي تتخذها القصة وتقدم من خلالها رؤاها عن الواقع، وعن تمثلات السارد عن الحياة وما يجري من حوله.

         أما قصص فاطمة بوزيان فتنتقل بنا إلى عالم بعض مدن شمال المغرب (الناظور) التي لا تسلم بدورها من انغلاق وانعزال من نوع آخر تجسده عدد من الطابوهات والعوائد التي تجعل الحياة متاهة أخرى ومعاناة لا تقل عما صوره الراشدي قساوة ووحشة وعزلة وبرودة في التواصل وفي ضخ دماء البعد والقطيعة بين بني البشر. غير أن المتخيل، هنا، لا يظل لصيقا بالخرافي وعوالم الغرابة المتصلة بحكايات شعبية جمعية تؤمن بالجن والأرواح والأشباح وما شابه ذلك من عوالم. إن المتخيل القصصي في نصوص الكاتبة فاطمة بوزيان تنفتح على آفاق أخرى لكسر عزلة الكائن وطابوهات المجتمع المنغلق. وهكذا نجد عددا من النصوص تحكي عن بطلات ارتبطن بعالم التواصل الرقمي، أو ارتبطن بالكتابة، واتخذن منهما وسيلة للانعتاق من ربقة الخوف والوحدة والعزلة، وللتحرر من رقابة الأسرة والمجتمع، كما نجد في قصص: أسرار- بريد إلكتروني- عادي- الازدحامولوجي- محاولة للتذكر.. محاولة للنسيان- الطرز القاسي. تقول الساردة في قصة “أسرار”:

         “-سارة كبرت، هل انتبهت؟ هل تبدو لك عادية؟ أخاف عليها.. أخاف أن يكون ذلك الحلم تحذيرا.. كنت بين النوم واليقظة، كنت صليت الفجر، وبعد على وضوء.. كانت البنت ترقص في حانة ثم رافقت أحدهم وضاعت.. كنتَ صامتا ومحايدا وكنت أهزك، أصرخ وأبكي.. ماذا نفعل يا رجل؟

         -الضغط يولد الانفجار، من هنا انفجار البرجين، انفجار السيارات، انفجار الانتحاري..

         -أنا أتحدث عن البنت، لينفجر العالم، لينفجر الكون.. أنا أتحدث عن سارة ابنتنا، لماذا تعمم؟ تعوم الأمور هكذا وترتاح في حيادك؟ هذا يوجعني الآن أكثر من أي وقت مضى.

         -أنت تتوهمين، البنت عادية، ربما قرأت ما قادك إلى ذلك الحلم. فكري، ربما سمعت شيئا عن البنات وانحرافهن، ولهذا تدفق لاشعورك بذلك الكابوس.

         -لا، لم أقرأ ولم أسمع، كان تحذيرا قلت لك، تحذيرا.. انتبه معي يا رجل أو لتظل في حيادك، ما عدت أهتم..

         ماذا بوسعي أن أفعل؟ الهاتف الصغير يظل لصق كفها، وحين تنام يحرس الكود خفاياه، علبها الإلكترونية أيضا محروسة بكلمة السر، أجرب اسمي، اسمها، مرتبا، مبعثرا، مقلوبا، اسم عطرها، تاريخ ميلادها، اسم الشارع، اسم المدرسة، لعبتها المفضلة.. تصر العلبة على خطأ كلمة السر اللعينة.. أكره مكتوب، أكره ياهو، أكره الهوتمايل، أكره الأوتمايل، أكره الإيميل، أكره كلمة السر، أكره الأسرار، تجعلني هذه الكلمة وسط ركام من أشياء غامضة، تستثير حزني وتحفزي، تهز جذع ذاكرتي فينثال منها…” (هذه ليلتي، ص.14-15)

         يكشف هذا المقطع عن خوف الساردة الأم على ابنتها سارة. وهذا الخوف ناجم كما يبدو من سياق المنطوق عن غياب التواصل بين الأم وابنتها المراهقة، وعن عدم الثقة المتبادلة بينهما. ومن ثم نجد القصة تشتغل على نمط آخر من العزلة والوحدة، بحيث لا يملأ فراغ الفتاة المراهقة سارة ، ولا يشعرها بالدفء الإنساني، وانفصالها الوجداني سوى الآلة التي صارت موطن “أسرار” بالنسبة إليها. ولعل خشية الساردة الأم -في القصة- كان الدافع إليها حكايتها مع حبيبها خوليو، واسترجاعها لمعارضة الأب ووقوفه في وجه حبها المراهق، وهذه المعطيات تجعلها تتطلع إلى معرفة خبايا ابنتها بعدما رأت كابوسا يتعلق بفرار الإبنة واختفائها.

وبهذه الكيفية تشتغل القصة على هواجس إنسان يحيا في بيئة مدينية لها مشاكلها الخاصة وعوالمها المتميزة عن عوالم القرية. وبهذه الشاكلة اشتغلت القصة على وقوف المجتمع في وجه الحب البريء، وعدم الاعتراف بالآخر المختلف عقديا (حالة الأب ووقوفه ضد خوليو وحؤوله دون استمرار علاقته بابنته: الساردة الأم في قصة “أسرار”). وبهذه الشاكلة تجلي القصة عزلة الفتاة وانفرادها في عالمها الافتراضي الخاص من جهة، وتجلي عدم قدرة الأم على التواصل معها من جهة ثانية، وخوفها من تكرار ابنتها تجربة انكسارها هي وحرمانها الذي عانت منه، أو ارتكابها حماقة الفرار مع مجهول من جهة ثالثة.  

وبذلك كانت المحلية، هنا، منفتحة على مستجدات الحياة وعلى العوالم الافتراضية التي صارت تشكل جزءا من حياة الإنسان المعاصر. وانطلاقا من تراوحها بين الحاضر ومستجداته الخطيرة، وبين الماضي المتمثل في قصة الأم وخوليو، تصنع القصة عوالمها المتخيلة وتبني رؤيتها لما يجري في واقعنا المعاصر متمثلة نظرتها إلى الحياة في أفق سردي يضع نصب عينيه الارتباط بالبيئة والانطلاق منها لتشكيل نص قصصي يحمل هموما إنسانية لا ترتبط ضرورة ببيئة الكاتبة، وإنما نجد لها امتدادا في بيئات أخرى. وقد تميزت الكتابة القصصية لدى فاطمة بوزيان بتنوع أشكال صياغتها السردية، وتعدد الإهاب التي تلبسه القصة ما بين سرد خالص، وتوظيف للرسالة، وأشكال الرسائل الإلكترونية القصيرة، والبرقية، والومضة، مع امتداد النفس السردي، وجمال العبارة وحيويتها.

         ومن الأفق الإنساني الشامل وارتباطا بالآخر وثقافته تشتغل قصص عبد الواحد استيتو على الرغم من انطلاقها، بدورها، من متخيل لصيق ببيئة الكاتب وما تعرفه من حالات وتحولات. وفي جل القصص تهيمن توجسات الشخصيات من الحياة والواقع، ومن حالات العزلة والوحدة، مع الرغبة الملحاحة إلى الهروب بعيدا عما ينغص الوجود الإنساني السوي في موطن السارد ومدينته (طنجة). وهذا ما نلمسه في عدد من قصص “هروب” مثل: فرجينيا- امرأة في الأربعين– رهان خاسر– اغتراب –فراق –هروب.

ونتخذ قصة “فرجينيا” نموذجا ننطلق منه لكشف انشغالات القصة لدى عبد الواحد استيتو واشتغالاتها الفنية. يقول السارد في المشهد الأخير من القصة:

         “.. وينتهي الأسبوعان اللذان قررتِ أن تمضيهما معي، تعبرين عن إعجابك بكل لحظة قضيتها هنا وتقولين أنك لن تنسي هاته الأيام. وأقول أنا كلاما عن أشياء لا أدركها.. مجرد همهمة بفرنسية رديئة.

         وها أنذا أوصلك إلى المطار، مدركا كل الإدراك بأنك محبطة. أنت لم تجدي ما كنت تتوقعينه وأنا لم أعدك بشيء. رغم ذلك أحس بتأنيب الضمير، رغم أنني أديت واجب الضيافة كما يجب.

         -اسمعي (فرجينيا).. أنت تعيشين في عالم متفتح إلى أبعد الحدود، ويمنعني الحياء أن أقول أنه منحل. الناس هناك –مثلا- لن يلتفتوا إليك إذا ما رأوا رجلا يدخل بيتك. أشياء كثيرة تختلف بين مجتمعينا أتمنى أن تكون قد أدركتها بفطنتك. لكنني أعدك أن تكون الأمور أفضل في الزيارة القادمة.

         أعرف أن لا زيارة قادمة هناك. هذا واضح من ملامحك. أنت كنت تتوقعين مراقص وملاه ليلية وأشياء من هذا القبيل. لكنني –وبإرادة استغربت لها أنا نفسي- عارضت كل اقتراحاتك تلك.

         وها أنت تلوحين لي بكفك الصغيرة دون أن أنجح في رؤية عينيك اللتين ألححت على إخفائهما خلف نظارة قاتمة. هل كنت تبكين؟ لن أستطيع الجزم بذلك. لكنني متأكد أنني –عندما رأيت طائرتك تحلق مبتعدة- أحسست بدمعة ساخنة تنحدر فوق وجنتي، وأنا أجر قدمي مبتعدا” (هروب، ص. 14)

         بهذا الحكي القائم على البوح والاعتراف بالشجن والشجى، وبالأسف والأسى يكشف هذا المقطع الختامي من قصة (فرجينيا) عن تحكم الطابوهات الاجتماعية في علاقات الأفراد، وعن تمكنها من كسر أفق المحبة وإمكانات القربى حتى في بيئة تدعي الانفتاح، وتتميز فضاءاتها بالتنوع: حانات ومراقص وملاهي ومقاهي تعرف إقبالا ملحوظا للأجانب وغير الأجانب. وهكذا نلاحظ أن القصة تصور حالة إحباط مزدوج لدى بطل القصة أو شخصيتها المحورية، ولدى صديقته الفرنسية التي زارته في مدينته، وكانت تتطلع إلى ما هو أبعد من الصداقة، إلى الحب هربا من خواء حضارتها، وغياب دفء الأواصر الإنسانية، لكنها وجدت في صديقها: راوي القصة تزمتا ومحافظة جعلتها تشعر بخيبة الأمل، لتمضي آسفة دامعة العين نحو بيئتها. بهذه الشاكلة اشتغلت قصة عبد الواحد استيتو على خداع الواقع ومفارقته، فبينما توهم مدينة طنجة بالانفتاح الحضاري، وبإمكان الحرية، وتقبل ثقافة الآخر بقدر ما تختزن تحكما خفيا لطابوهات المجتمع وتمكنها من الفرد إلى درجة الحؤول بينه وبين محبوبه. وبهذه الكيفية كان اشتغال قصة “فرجينيا” لعبد الواحد استيتو قريبا من اشتغال قصة “أسرار” لفاطمة بوزيان. وهما قصتان كشفتا عن تحكم “أسرار” من نمط خاص في حياة إنسان المدينة الذي يصبو إلى المحبة والحرية، وهي عبارة عن ممنوعات اجتماعية تتزيى في لبوس ديني، بينما كشفت قصة “عزلة الكائن” عن سيطرة “أسرار” أخرى في حياة إنسان القرية، أسرار ما ورائية منسوبة إلى كائنات خرافية.

         وكما تميزت القصة لدى الراشدي وبوزيان بتنوع الأساليب وتعدد أشكال الصياغة نجد قصة استيتو توظف أشكالا فنية متنوعة، وتخرج في لبوسات أسلوبية مشرقة قادرة على تمثل ما يجري في الحياة من حوله، وما يعرفه الواقع الإنساني من تبدلات.

          انطلاقا من كل ما سبق نصل إلى نتائج استخلصناها من قراءتنا لكل نصوص المجاميع التي اشتغلنا بها، نجملها في العناصر التالية:

         1- اشتغال نصوص المجموعات الثلاث باليومي واحتفائها بالمواقف الساخرة والمفارقة، من جهة، وبالمأساوي والتراجيدي من جهة ثانية.

2- قدرة هذه القصص على الغوص في تحليل تناقضات الشخصيات وحالاتها النفسية المختلفة عبر السرد ودون سقوط في فذلكات وصفية وترهات كلامية بحيث إن الأحداث تكشف عن المراد وتكشف حقائق الشخصيات المتخيلة.

3- تميز الكتب الثلاثة بانتماء نصوصها إلى حساسيات قصصية متنوعة من حيث أشكال الصياغة والكتابة، ومن حيث الأساليب التي يوظفها كتابها لتجسيد رؤيتهم إلى الوجود والحياة من حولهم.

4- قصص ممتدة طويلة النفس عند الراشدي وفاطمة بوزيان، مكثفة سريعة الإيقاع عند استيتو.

5- لغة سردية تميل إلى الشعرية عبر الانزياح وتوظيف التكرار والتوازي والتقطيع عند استيتو، بينما تتميز لغة الراشدي وبوزيان بالميل إلى الجمل السردية الخالصة وإلى توظيف الوصف والإغراق في التفاصيل.

6- استناد قصص كثيرة على الحوار بنوعيه، وخاصة المونولوج لكشف دواخل الشخصيات وحالات عزلتها وانفرادها، ولكشف توزعها بين تلبية رغبات الذات والخضوع لطابوهات المجتمع وتأثيراته.

 

مقالات من نفس القسم