الهبوط من الطابق السابع

موقع الكتابة الثقافي
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

مروة سعيد

أخطو داخل مصعد البناية، يشاركنى فيه صبى صغير يبتسم لى ابتسامة خافتة ثم يستند على الحائط بتكاسل. تهبط الأبواب السبعة أمامى -أم تصعد- تهتز الأرض أسفل منا، يرتجف الصبى ويتصبب عرقا، بينما أقف أنا بأقدام ثابتة، أغمض عينى وأتمتم بما لا أعرفه. تبدو لوهلة كالتعاويذ، أنتهى منها فأجدنا قد وصلنا الطابق الأرضى، ينظر لى حارس البناية مذهولا و يتساءل عما حدث، أخبره بأن شيئاً ما أصاب المصعد.أنظر ورائى بحثا عن الصبى فلا أجده.

أستيقظ فزعة من النوم، ألم عنقى ينبهنى أن نومى لم  يكن جيداً، أرتدى ملابسى فى عجالة وأترك حلم البارحة وشأنه، أمسك باب المصعد البارد بيدي، أنظر له متفحصة، يبدو بحالة جيدة، بقدم مترددة أتخذ خطوتي.

فى الطابق السابع يقف ملبياً طلب امرأة عجوز ترتدى بدلة رمادية بلون شعرها وحذاء أحمر بلون حقيبتها وقفت جوارى بقدم ثابتة، أبتسم لها ابتسامة خافتة لا تردها إلى، أرتكن على حائط المصعد الذى يهبط ببطء غير معتاد.

“الأحلام دائما تأتى معكوسة”.  قالت لى السيدة الرمادية، أرتجف من كلماتها وأتصبب عرقا باردا، لم أمت فى الحلم، سأغمض عينى وأتلو صلاتى، سأهمس لنفسى بما لا اعلمه، بما لا أفهمه، لعله يقينى من الموت.

الاحلام دائما تأتى معكوسة … كررتها السيدة الرمادية، يرتطم المصعد بالابواب كلها، تحتك المعادن ببعضها تصدر ضجيجا لا يحتمل، يستقر المصعد فى الطابق الارضى لتخرج منه السيدة الرمادية ثم تلقى نظرة خلفها بحثا عنى …. فلا تجدنى.

 

 

 

مقالات من نفس القسم

موقع الكتابة الثقافي uncategorized 12
تراب الحكايات
عبد الرحمن أقريش

المجنون