الموت ونساء أخريات

موقع الكتابة الثقافي
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

رامي أبو شهاب*

(1)

يبدأُ موتي باشتعال

فتيلِ الحياة

و لا ينتهي إلاّ بانفجارٍ

 من الضحك المُبكي

(2)

أخيراً أدركتُ

أنّ حياتي كانتْ نكتةً غيرَ مُستساغة

(3)

وضعتِ يديك على جسدي

كانَ كسمكةٍ مُبردة

تنبعثُ منها رائحةُ عُشب البحيرة

و حنينُ صيف

للطفلِ الذي خرجَ يصطادُ

فعادَ بغربالٍ

 غطّى فيه عُريَّه ُ

(4)

أيتها السيدةُ الجميلةُ

اغسلي عن جسدي

 آثارَ الرّحيل و شوكَ

نساءٍ أُخريات

طيبني ببخورٍ

حملتهُ من بلادِ الهند

وضعيني في صندوق ِ حليّك

واتركيني أنامُ قليلا ً

قبل أنْ أموتَ

(5)

قالتْ لي حَسناءُ

كيف أصبحتَ شاعراً

فأجابتُها

اسألي قَبري

و ستعرفين

(6)

أولُ سوادٍ أحببتُه

كان ليلي الأول

و من يومِها، ماتَ النهارُ

في داخلي

(7)

الحياةٌ قصيدةٌ تنتهي

بمجرد أن تبدأَ  بقراءتِها

أما الموتُ فهو لوحة ٌ

سريالية تحيا طويلا ً

(8)

كنتُ قوياً بما يكفي لأن أحلم

و لكن حينَ شاهدتُ قَبرك

تعلمتُ أن أعيشَ

(9)

نعشُكِ في الليلةِ الأولى يطيرُ

نحو بنفسجةٍ منسيةٍ

في سورةِ الحُزن

(10)

توطدَ الغيابُ في داخلي

حتى اعتدتُ عليهِ

و لم يعتدْ عليَّ

ــــــــــــــــــــــــ

*شاعر أردني يقيم في قطر

 

خاص الكتابة

مقالات من نفس القسم