المقاطع الختامية من ديوان “لا تقل عن ولدي أنه يمشي في السماء”

موقع الكتابة الثقافي uncategorized 27
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

إسلام نوّار 

قال “أبونا”

لأسْود

سماه أبي:

اعترف بسوادك؛

جعجع أسْود في ساحة

مرت عصابة سوداء؛

قدمين في سعير

وكوخًا منهوبًا؛

مركوبة في برلين

سوداء

غنتْ:

“على الفتيات الانتظار

الانتظار أيها الزملاء”

….

اطمئني

الغوريلا القبيحة هي هي

وأنا ما زلت حيًا

وها أنا ذا أحكي شعرًا عن تفاصيل حياتي

وأقرؤه كما تُقرأ  كتب الباطنة

أو تايم لاين فيسبوك

لذا فلا موت في استقبال الجراحة أصلًا ليكون أكثر صراحة، من موت غير موجود في استقبال الباطنة

فاطمئني ثانية

أنا رومانسي مختار

وسأناديك بـ: “يا حبيبتي الأميرة”

وسأثبت لك أنني لست ضفدعًا

وأنني أملك خدًا

هو خدي أنا

وأنني أسيل عليه دموعًا

هي دموعي أنا

فقبِّلي هذا الخد وقولي:

“اهدأ

الإسعاف هو سيارة دليـﭭـري، تحمل البيتزا من مطعم “لانجلتو” إلى استقبال مستشفى الجامعة، وأنه لا موت فيه”

غرفة الإنعاش القلبي الرئوي، على يمين استقبال الجراحة

….

“بالادا” بيرترانية

 

قاد “هيدجر” قطارًا بلا محطة انطلاق أو وصول أو قضبان.

مسكين مثلي قاد تروسيكل، عبر مزلقان السكة الحديد المفتوح عمدًا ليصطدما.

 

اصطدما يوم الأربعاء

يوم الأربعاء يوم نوبطجية الإسعاف، التي أنتظر فيها الموتى من الثامنة صباحًا إلى الثامنة مساء، محمولين إلينا لأعرض عليهم خدماتي كَبكّاءٍ.

“ميشيل فوكو” عامل المزلقان المتعمد فتحه، كان يجلس مع “لوي ألثوسير”، الذي يفطر فولًا أحمر بعد سهرتهما

عندما اصطدما، لوح الثلاثة لبعضهم دون أن يرى أحد أحدًا

 

سيارة الإسعاف يقودها “ليـﭭـي شتراوس”، الذي يسرع إلي مكان الحادث دومًا، ويعود بطيئًا كأن على رأسهِ الطير.

رقم الاستغاثة بالإسعاف 123

 

ها هو ذا سائق التروسكيل ينزل إلى استقبال بقدمٍ مبتورة، ملقاة بجواره على الترولي.

على نائب جراحة كذا وكذا وكذا التوجه لاستقبال الجراحة للأهمية.

والأمنَ والستائر

وأنا إذ هويت أهلوس قائلًا إن “أبو نادية” يُسمى “هيدجر” وإن “سيد” يُسمى “ليـﭭـي شتراوس”

أنا إذ هويت ما ضللت وما غويت.

. . . . . . .

 

“بالادا” بيرترانية مُلحَقة

وهو يساق إلى الإنعاش على الترولي، قال عامل الأمن شبيه “ديكارت”: “لا أهل معه ولا بطاقة هوية”. لكنني موجود وسأنوب عن أهله في النشيج والحزن عليه.

عندما يغيب أي نشاط كهربائي لعضلة القلب، فإن الصعق الكهربائي لها بلا فائدة

لكن شاعرا يحب مقابر الأولياء من الصعيد انشقت عنه الدماء، وأخذ الصاعق بقوة وصعقها دامعًا، ثم ارتد للخلف مرتجفًا، وسط ذهول الفريق الطبي.

شاعرا يحكي عن معيشته ركّب للسائق الأنبوبة التنفسية بكفاءة، في أسى مكتوم.

شاعرات يجوبن شوارع المدينة كل ليلة، ركّبن الكانيولات في الأوردة المنهارة، بينما “بوب ديلان” يذكرهن بدفقات الأدرينالين، مباشرة في الوريد.

الإنعاش القلبي الرئوي، هو الضغط المتتابع بالكفين على القفص الصدري، لاستعادة دورة دموية مؤقتة، ريثما يعود القلب المتوقف للعمل.

تناوب علي إنعاشه كثيرون:

كان “وديع سعادة” ثقيلًا  كجبل، لدرجة أنه كسر ضلوع الرجل،

و”عصام أبو زيد” ما إن أراد الضغط على صدره، حتى حلّق فوقه كعصفور.

مات الرجل، وبكيت وانتهينا. وضحكتُ، وأخذ شاعرٌ نكرة الجثةَ لينزهها على الكورنيش، هاشًا آكلات الجيف من عليها كأنه يهش ذبابة.

وسط هذا المنظر المأساوي أطلق “أدونيس” ألعابه النارية التي ملأت سماء العاصمة، إذ أُصفق وأُدبدب بقدمي فرحًا منها.

ابنة عمي الطفلة، التي سقطت من الدور الثالث، عندما فُتحتْ المقابر عليها وجد عمي فوق جثتها نبتة، قطفها ليزرعها أمام بيته وهكذا، ستنمو نبتة فوق جثة سائق التروسكيل. 

 

لم تَسألْ وردة ملقاة هكذا في الوجود لماذا تفتحت أو ذبلت؟

أمعاء أبونا/في يد أوفيليا/أو وردة

في يد غرترود/وردة/أو أمعاء أبونا  

O Hamlet Ur-Hamlet ([1])

غرفة الإنعاش القلبي الرئوي، علي يمين استقبال الجراحة داخل ألسينور.

 

“You at the barricades, listen to this

The people of Paris sleep in their beds

You have no chance

No chance at all” ([2])

Throw your lives away

 

قد أصرخ: جافروش سيموت

قد أصرخ: جافروش ميت أو مات

قد أصرخ: أيها البؤساء أبدا جافروش موات موات

وقد صرخت غادة نبيل

“فمن تظن نفسها غادة نبيل؟ ([3])

النرﭬـانا يا نرﭬـانا يا كسو ملو الطرّاحة

فدبح كبشه الشكرمون أبو الألف والمجاز

والحجاز

ولم يسأل طفلٌ مفزوع باكٍ

“لقد وُلدت هنا من أبوين ولدَا هنا من أبوين ولدا هنا”([4])

 

مصرع سائق تروسيكل دهسًا تحت عجلات قطار القاهرة – الإسكندرية، أثناء عبوره شريط السكة الحديد بالقرب من مزلقان اسنطها.

“Damyata”([5]): “minchione, so stanno baciando

نفس الاسم في بوست كل يوم

“وقلبي يخفق بالدماء

وأثبتنا وجودنا

الذي لا يوجد (إلا) في صفحة الوفيات”([6])

” Datta”

نفس الاسم في بوست كل يوم

23:00 أجلس في صالة بيتي منكفئًا

23:01 أبسط رقبتي مع التفاتة بمقدار 45 درجة لليمين لأنظر الخارجة من الحمام، نصف عارية تلبس إزارًا يعلو ركبتيها بمقدار 10 سم

23:02 أتذكر (بكائي- بسط ذراعيَّ- ضم قدميَّ) وأنا أوضع لأول مرة، فوق منشفة بيضاء مربعة 50×50 سم، علي أريكة صدئة بجوار والدتي  

23:04 تبدأ المرحلة الأولي من الدورة الجنسية “الرغبة”، بتلاقي لمعة في عينيَّ كدمعة ولمعة في عينيها كاقتناصة 

23:05 تقترب مني بمقدار خطوتين، وأقوم لأقترب منها بمقدار 3 خطوات

23:06 أكلت اليوم من الدهون 54 جم ومن الكربوهيدرات 125 جم ومن البروتين 30 جم أي 1106 سعرة حرارية

23:07 الهواء المار من رئتيَّ بواسطة عضلات التنفس الرئيسية والمساعدة، محركًا الحبال الصوتية المتوترة، مع حركة اللسان والصدى الحادث بواسطة الجيوب الأنفية يقول لها: “أحبك” ويقول هواؤها: “أحبك”

23:08 تبدأ المرحلة الثانية من الدورة الجنسية ” الاستثارة” بحضن بينما نصف جسدنا المواجه لمصباح الصالة، مصطدم بفوتانات الضوء مضاء والنصف الآخر مظلم

23:08 في يوم 2017/3/6 يرفع حفيدي الثاني من ابنتي الأولى، صورة لي على فيسبوك وأنا أضحك، ماسكًا عكازي الذي أقتنيه بعد 18 سنة وشهرين. تجمع هذه الصورة 180 لايكا و5 مشاركات و 10 تعليقات في ساعة

23:09 بعد عشر سنوات وشهرين ويوم تتهيج المنطقة رقم 18 و 19 في الفص القفوي للمخ، والمنطقة رقم 41 و42 في الفص الصدغي، لتظهر لي امرأة جالسة تحت شمسية على البلاج، تشبه في شبابها “الراقصة مع الوردة” لـ Marie Laurencin قائلة كنجيب: “لا معنى للحياة في مثل عمرنا”

23:10 “ارقصي أكثر فوقي يا امرأتي

هناك رقصتي كطفلة صغيرة

وهناك هل سترقصين كجَدة؟ “([7])

23:11 “ارقصي أكثر فوق يا امرأتي

كل الأقنعة صامتة

والمزيكا بعيدة جدًا”([8])

23:14 تبدأ “البلاتوه” المرحلة الثالثة من الدورة الجنسية

كم عدد خصلات الشعر، في فروة رأس “غيوم أﭘـولنير”؟

وهل لي أي ماري لأغني كـ Léo Ferré لها؟

أي فرصة عمر

“كاربي ديم! “

22:17 بظر المرأة المنقبض والمرتد خلف المفصل الأمامي لعظمة الحوض، والسائل المرطب المفروز بواسطة غدة “بارتولين”، والثلث الأمامي للمهبل المنتفخ، وعضلات “كيجل” المنقبضة (ترجمة حرفية من جوجل)

22:18 ما الذي يغريك فيَّ أيتها “البطن المدورة ذات الأعكان”؟ ([9])

لا هم م م م م  ولا دياوله

23:20 ثمن كيلو التفاح 50 قرشا عند الفكهاني الذي يبعد عن المنزل 26 مترا

23:25 سأكتب على جسد حبيبتي: “لماذا يبتعد عني من يريدني؟”([10])

23:26 سأدخن سيجارتي  

23:30 سأعدلها: “إن تكن تريدني حقًّا فلمَ ابتعدت عني؟”([11])

23:31 سأعد قهوتي

23:41 سأعدلها للصياغة النهائية: “إن تكن تريدني حقًّا فلم هجرتني؟ “([12])

23:00 أجلس في غرفة دموع “دانتي”

فإن أك شاعرًا حقًا فإني أتوسل لك أن تشتريني؟

 

أنا حي وسينما ﭘـاراديسو التي تُهدم في نهاية الفيلم بين الدموع، تقول إني حي، وكل هذه القبلات بين الممثلين في نهاية الفيلم، والتي لم أحظَ قط بطعم واحدة منها، تقول إني حي، وهذه الموسيقى التصويرية الشبيهة بالثواني التي وضعت فيها التلفزيون الأبيض وأسود على شباك غرفتي، لتلاميذ الابتدائية الواقفين في البلكونة المقابلة، ليشاهدوا مصفقين قُبلة في فيلم عربي قديم، هذه الموسيقي تقول إني حي، هذا الثدي العاري يقول إن المدرس الخصوصي الكلب ذا العصا في البلكونة المقابلة ميت، وإني حي، شفاه حبيبتي المتخيلة المتشققة تقول إن أبي الكلب ميت، وإني حي، الشَعر حول قضيبي يقول إن أمي الكلبة ميتة، وإني حي، كل هذه القُبلات في نهاية الفيلم تقول إن النبي الكلب ميت، وإني حي، أيتها الضمة بين ذراعيّ حبيبتي قولي إن الرئيس الكلب ميت، وإني حي، قولي أيتها الضمة قولي إن الصاروخ الطائر بي للمريخ دون سلسلة من قبلات هستيرية من حبيبتي ميت، وقولي إني حي.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

شاعر مصري شاب وطبيب، الديوان صادر مؤخرًا على نفقة المؤلف 

[1] – Ur hamlet  مصطلح بمعنى السابق على هاملت يطلق على مسرحية ألمانية يعتقد أن شكسبير استقى من مسرحيته الشهيرة/ o captin my captin”” لوالت ويتمان

[2] – من فيلم les miserables على لسان قائد الفرقة التي قتلت الثوار وفيها يدعوهم للاستلام

[3] – من ديوان هواء المنسيين لغادة نبيل

[4] – من أغنية نفسي لوالت ويتمان

[5]   Damyata  data- من الأرض الخراب لإليوت والجملة الأخرى بالإيطالية من فيلم سينما بارداديسو بمعنى إنهم يقبلون

[6] – وأثبت وجودنا الذي لا يوجد في صفحة الوفيات” إليوت

[7] – من قصيدة ماري لغيوم أبولنير

[8] – نفسه

[9] – من قصيدة ايروتيكية لأسامة الدناصوري

[10] – من مخطوطة رواية الشحاذ حيث بالترتيب التعديلات التى أجراها نجيب محفوظ على النهاية

[11]–  من مخطوطة رواية الشحاذ حيث بالترتيب التعديلات التى أجراها نجيب محفوظ على النهاية

[12] – نفسه

مقالات من نفس القسم