المجانين أكثر شغفاً!

موقع الكتابة الثقافي uncategorized 16
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

ديمة محمود
خلع شاربه ومعطفه
هل ثمّة ما يستحق أن يسيرَ عليه أو لأجله
سُترته المهترئة تقبعُ في زاوية مقهىً رثٍّ للسُّكارى منذ عشرين عاماً
ولا قبعاتٍ في خزانته الجرباء
أغرق ثلاث ربطاتِ عنقٍ كانت هدايا من عشيقتيه
في مستنقعٍ يأكلُه البعوضُ خلف بيته
يجمعُ الصنوبر والفراشاتِ والأكفانَ
والقباقيب وزجاجاتِ الكونياك تحت سريره
ويقسمها بين ِرامبو وبوكوفسكي
*
استبدل الشارات الضوئية بِحلماتٍ إفريقية
وقدم للأولاد حلوى المارشملوز المصنوعة من مؤخرات البدينات
ووزّع على المراهقين لفافات سجائرَ من أصابع بنت الجيران
ولصق عاناتٍ في مثلثات لوحات المرور
وأكل المعكرونة بخشبتي صليب
وهدْهَدَ مولودتَه في هلال مئذنة
*
خطوطٌ عرَضيةٌ وطوليةٌ ومائلةٌ تتقاطعُ أمامه
تتشابكُ وتسقطُ أو تصيرُ طائرةَ هواء
يعلو ويعلو خفيفاً وبلا أجنحة
صنانيرُ كثيرةٌ تندلقُ من بين أصابعه
يحرّكُ قاع البحر
لا غطاءَ يحجبُه ولا طريقَ مقفلة
يسير في الميتافيزيقا والفانتازيا معأ بمركبةٍ فضائية
ويطلُّ على حدائق السماء وفواكه الرّب
*
هو الآن حرٌّ ومصابٌ بالنّهم
عقلُ هذا العالم هو من عشب جنونه
وجنونه من ماءٍ يسيل من جذع شجرٍ في بطن الغابة
لن يحصدَ عشبه إلا عفريت
ليورّث العالم خصوبةً وهذياناً ومعاولَ حمراء وصفراء وزرقاء
ونجوماً تغفو وتصحو على رقصة الزومبا
وسيزيف الذي لن ينوء بصخرة الشِّعر!

مقالات من نفس القسم