الكلاب الشعراء

موقع الكتابة الثقافي
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام
قصائد: إيبو مالدونادو ترجمة: أحمد يماني حبيبتي شيوعية   حبيبتي شيوعية وأنا أحبها أكثر من اللازم كي أقول لها الحقيقة فهي تصر على أن أصطحبها في الاحتجاجات والمظاهرات، حيث ننتهي دائما مُبْتلِّين أو في أحد أقسام شرطة المدينة. كم أتمنى أن تفهمني وأن تدرك أنه لا تهمني جدلية ماركس أو الثورة الروسية للينين

ولكن ما الذي يمكنني فعله

أمام هذا الجمال الوافر

أمام هذه الشفاه من يمكنه قول لا

من يمكنه أن يرفض الضربات والمياه

وعيناها الرائقتان تقولان لي: من فضلك!

هكذا أنا الآن كذلك شيوعي

واحد من هؤلاء الذين يرمون منشورات

ويشخبطون الحوائط

واحد من هؤلاء الذين لا ينامون ليلا

مفكرين ومتسائلين

“إذا كان الحب هو الأكثر أهمية في الحب”

 

عندما أسكر

عندما أسكر

وتستحيل الشوارع إلى كاروسيل[1]

والأعمدة إلى أكثر أعدائي سوءا

فإن قصيدة تأتي إلى رأسي

قصيدة حب صغيرة

حينئذ أخرج ورقة مجعدة من جيبي

أشعر أنني كتبتها في الحقيقة

وأبدأ في قراءتها

لكن الكلاب،

من يسمونها أصدقاء الإنسان

ليس لديها أي حنان تجاه شخصي

لأنها تعرف أنني أحب القطط

حتى أنهم يقولون إن لي رائحة أحدهم

تبدأ الكلاب في النباح والعواء والقول:

آسفون،

ليست سيئة قصيدتك

لكننا في هذه الزاوية

نستمع فقط

إلى الكلاب الشعراء.

 

الطرد من الجنة

“لماذا حَرْق الخرائط

الأفضل إلقاء فتات الخبز إلى الريح”

 

هناك حيث كان كل شيء إغلاق العينين

وإشعال النهارات بنجمة واحدة فقط

ونحن نقبل ندبة سحابة عابرة

حينئذ

انفتح العالم فجأة أمامنا

وكلمبة من ريح أو من متاهة

سقطنا بسرعة فوق حفرة النار.

 

عُدْ فليست هناك وحدة أكبر من لمبة أمام المرآة

لنعد بحثا عن القمر

دون رغبة في أكثر من مسدس

نخطط السماء كلها بالذاكرة

كي يمكننا إيجاد الضوء.

خلف كل هزيمة

ينام كابوس

يُغْرق كائناته

في المنديل نفسه.

لم يعد هناك صوت

ليس هناك صوت

فقط عملات

تطارد التصفيق

أصياف مخنوقة بالنمل

شواطئ غرقى في صور فوتوغرافية مجعدة

وراء الكواليس أنتظر ظلك

خلف الرسائل أخفي اسمك

خلف هذه العظام

فقط عملات

تطلق شمسا

من ورق.

 

رسالة عاجلة إلى ابنة

 

“لو فقط نفختِ الهواء في جبهتي

فسوف أطلب أمنية”

 

من أجل ماذا كتابة رسالة متخيلة إلى نصف العالم

إذا كان بإمكان كلمة واحدة أن تجرح ابتسامة حتى التعب

 

من أجل ماذا التكلم بلغات ولهجات مختلفة

إذا كان بالعطش الذي أحمله يمكنك أن تفهميني حتى بالإشارات

 

من أجل ماذا تجعل من نفسك عرّافا طوال الليل

إذا كان السؤال عند استيقاظك هو نفسه في كل ناحية

 

من أجل ماذا ابتلاع الماء أو ملاحقة النوارس

إذا كانت المراكب لا تزال هناك تخرج ألسنتها للنجوم

 

من أجل ماذا تنهزم ثم تقوم ثانية

إذا كان النصر عندما يأتي يكون البدء من جديد قد تأخر.

ـــــــــــــــــــــــــــــ

ولد الشاعر التشيلي إيبو مالدونادو عام 1978 وحصل على الليسانس في اللغة الإسبانية وحصل كذلك على دبلوم في الدراما والإخراج. نشر مجموعته الشعرية الثالثة عام 2011 تحت عنوان “عندما تنسى الأشجار الخريف”.


[1] دوامة الخيل، إحدى ألعاب الملاهي

مقالات من نفس القسم